“الهند” ترفع سقف طموحاتها في مجال المناخ بما يتجاوز أهداف اتفاقية باريس

4 فبراير، 2021 - بتوقيت 4:59 م

 

 

“الهند” ترفع سقف طموحاتها في مجال المناخ بما يتجاوز أهداف اتفاقية باريس

قال هارش في. شرينجلا سكرتير

الهند ترفع سقف طموحاتها في مجال المناخ بما يتجاوز أهداف اتفاقية باريس

بقلم: هارش في. شرينجلا
سكرتير الخارجية الهندية

سكرتير الخارجية الهندي:تستهدف الهند أن تصبح “دولة رائدة فكراً وعملاً في مجال المناخ”

تعد الهند، بعد مرور خمس سنوات على إقرار اتفاقية باريس،إحدى الدول النامية القليلة التي لا تحقق أهدافها “الخضراء” فحسب، بل تطمح إلى تحقيق أهداف مناخية أكثر طموحًا.

في “قمة طموح المناخ” الأخيرة، ألقى رئيس الوزراء ناريندرا مودي الضوء على نهج الهند في هذا المجال. فقال إنه يجب علينا أن نرفع سقف طموحاتنا، ولا نغفل الماضي. وأضاف أن الهند لن تحقق أهداف اتفاقية باريس فحسب، ولكنها ستتجاوز تلك الأهداف.

في قمة الأمم المتحدة للعمل من أجل المناخلعام 2019، قال مودي إن قدراً قليلاً من العملأفضل من توجيه النصائح الكثيرة. فنحن نتخذ خطوات عملية في جميع المجالات، بما فيها مجالات الطاقة والصناعة والنقل والزراعة وحماية المساحات الخضراء، في رحلتنا التي تشمل المجتمع بأكمله لنصبح روادًا في مجال العمل من أجل المناخ.

تدرك الهند أنه لا يمكننا مواجهة تغير المناخ بشكل فردي إذ يتطلب ذلك نهجا شاملاً ومتكاملاً. كما يتطلب الابتكار وتطبيق تقنيات جديدة ومستدامة. ومن منطلق إدراكها لهذه المتطلبات الضرورية،أدمجت الهند الاعتبارات المناخية في استراتيجياتها التنموية والصناعية الوطنية.

تعد الطاقة محور جميع الاستراتيجيات المتعلقة بالمناخ. ونحن نرى أن الهند أصبحت مركزاًللطاقة النظيفة ودولة رائدة في مجالالانتقال من مصادر الطاقة المنتجة لغازثاني أكسيد الكربون إلى مصادر الطاقة المتجددة والوقود غير الأحفوري.

نعتزم الاستمرار في الاستفادة من إمكانات الطاقة المتجددة في الهند.فنحن نمتلك رابع أكبر سعة لإنتاج الطاقة المتجددة على مستوى العالم، كما أن التوسعات التي تجريلزيادة هذه السعة تعد أيضًا من أكبر التوسعات في العالم. وسوف يتحقق الجزء الأكبر في هذه التوسعات من خلال الاستفادة من مصدر الطاقةالأكثر نظافة، وهو الشمس.

إننا نشهد تقدماً في هذا المجال بالفعل. في البداية، كنا ملتزمين بالوصول إلى سعة 175 جيجاوات من الطاقة المتجددة بحلول عام 2022. لكننا وصلنا إلى ما هو أبعد من ذلك ونتوقع أننتجاوز 220 جيجاواتخلال العامين المقبلين. ولدينا هدف أكثر طموحًا وهو الوصول إلى سعة 450 جيجاوات بحلول عام 2030.

نحن نعمل على توليد 40٪ من الطاقة الكهربائية في الهند من مصادر الوقود غير الأحفوري بحلول عام 2030. وتسير هذه الجهودالتي تهدف إلى إنتاج الطاقة النظيفة جنبًا إلى جنب مع جهد موازٍ لتقليل حجم الانبعاثات الغازية في اقتصادنا بنسبة تتراوح بين 33-35٪ (من مستوى حجم تلك الانبعاثات عام 2005)، وذلك بحلول عام 2030.

يعمل برنامج “أوجالا” Ujala–وهي حملة وطنية لاستخدام مصابيح LED–على تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 38.5 مليون طن كل عام. وفي إطاربرنامج “أوجوالا”Ujjwala، تم توفيرغاز الطهي النظيف إلى أكثر من 80 مليون أسرة، فيما يعدإحدى أكبر مبادرات الطاقة النظيفة في العالم.

يتمإدماج عناصر الاستدامة والعمل من أجل المناخفي البرامج الحكومية عبر القطاعات المختلفة. تعمل “مبادرة المدن الذكية”علىمساعدةمائة مدينة في الهندكي تصبح أكثر استدامة وقابلية للتكيف مع تحديات تغير المناخ. ويهدف البرنامج الوطني للهواء النظيف إلى تقليل تلوث الهواء بنسبة تتراوح من 20-30٪ خلال السنوات الأربع المقبلة.

وتهدف مبادرة”جال جيفان” JalJeevan إلى توفير مياه شرب آمنة ومناسبة لجميع الأسر في المناطق الريفية بالهند من خلال وصلات الصنابير المنزلية، وذلكبحلول عام 2024. وتركز هذه المبادرة على تحقيق الاستدامة.

يتم زراعة المزيد من الأشجار واستصلاح الأراضي المتدهورة لإنشاء “مصرف” للكربون يمكنه امتصاص من 2.5-3 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون.

إننا نعمل كذلك بصورة سريعة من أجل الانتهاء من إنشاء شبكة نقل صديقة للبيئة كي يحسن هذا القطاع صورته، حيث إنه معروف بانبعاثاته الملوثة للبيئة خاصة في مدننا الكبرى.

وتقوم الهند بإنشاء بنية تحتية من الجيل التالي مثل أنظمة النقل الجماعي والطرق السريعة الصديقة للبيئة والممرات المائية. وتعمل الخطة القومية الهندية لنقل الكهرباء على إنشاء نظام بيئي للنقل الإلكتروني بهدف جعل أكثر من 30 ٪ من جميع المركبات المستخدمة على الطرق في الهند تعمل بالكهرباء.

وتصب مثل هذه المبادرات في مصلحتنا، لأن الهند من بين الدول الأكثر عرضة لتأثير ظاهرة تغير المناخ.

وإننا نعي تماماً أنه لا يزال هناك طريق طويل أمامنا لنقطعه، ولكن بدأت الجهود التي نقوم بها تؤتي ثمارها بالفعل على أرض الواقع. ومن بين تلك النتائج، نجد أن كثافة الانبعاثات في الهند انخفضت بنسبة 21٪ خلال الفترة 2005-2014. ونتوقع المزيد من الانخفاضات خلال العشر سنوات القادمة.

وتعتزم الهند أن يصبح المواطن الهندي مواطناً عالمياً بمعنى أن يتحمل مسئوليته تجاه قضية تغير المناخ. وتحرص الهند على أكثر من الالتزام بما ورد في اتفاق باريس للمناخ. كما أننا نعتمد أدوات مبتكرة لتعزيز التعاون الدولي في مجال المناخ.

لقد أنشأنا منظمات دولية مثل التحالف الدولي للطاقة الشمسية وائتلاف البنية التحتية المقاومة للكوارث، التي تعمل على إنشاء مسارات عالمية منخفضة الكربون. وانضمت أكثر من 80 دولة إلى التحالف الدولي للطاقة الشمسية، مما يجعله أحد أسرع الهيئات الدولية نمواً.

إن هذا النهج المختلط من العمل القومي والإحساس بشعور المواطنة الدولية المسؤولة يجعل الهند نموذجاً فريدةً من نوعه بين البلدان النامية، ويضعها على الطريق الصحيح لتحقيق طموحاتها لتكون رائدة في الفكر والعمل بشأن كل ما يتعلق بموضوع المناخ.

* يشغل السيد/ هارش فاردهانشيرنجلا منصب سكرتير الخارجية الهندية. الآراء، التي يتضمنها هذا المقال، هي آراء شخصية ولا تعبر بالضرورة عن وجهة النظر الرسمية.
****

الخارجية الهندي انه تستهدف الهند أن تصبح “دولة رائدة فكراً وعملاً في مجال المناخ” َتعد الهند، بعد مرور خمس سنوات على إقرار اتفاقية باريس،إحدى الدول النامية القليلة التي لا تحقق أهدافها “الخضراء” فحسب، بل تطمح إلى تحقيق أهداف مناخية أكثر طموحًا.

وأضاف أنه في “قمة طموح المناخ” الأخيرة، ألقى رئيس الوزراء ناريندرا مودي الضوء على نهج الهند في هذا المجال. فقال إنه يجب علينا أن نرفع سقف طموحاتنا، ولا نغفل الماضي. وأضاف أن الهند لن تحقق أهداف اتفاقية باريس فحسب، ولكنها ستتجاوز تلك الأهداف.

وقال انه في قمة الأمم المتحدة للعمل من أجل المناخلعام 2019، قال مودي إن قدراً قليلاً من العملأفضل من توجيه النصائح الكثيرة. فنحن نتخذ خطوات عملية في جميع المجالات، بما فيها مجالات الطاقة والصناعة والنقل والزراعة وحماية المساحات الخضراء، في رحلتنا التي تشمل المجتمع بأكمله لنصبح روادًا في مجال العمل من أجل المناخ.

وأوضح أنه تدرك الهند أنه لا يمكننا مواجهة تغير المناخ بشكل فردي إذ يتطلب ذلك نهجا شاملاً ومتكاملاً. كما يتطلب الابتكار وتطبيق تقنيات جديدة ومستدامة. ومن منطلق إدراكها لهذه المتطلبات الضرورية،أدمجت الهند الاعتبارات المناخية في استراتيجياتها التنموية والصناعية الوطنية.

وأشار إلى أنه تعد الطاقة محور جميع الاستراتيجيات المتعلقة بالمناخ. ونحن نرى أن الهند أصبحت مركزاًللطاقة النظيفة ودولة رائدة في مجالالانتقال من مصادر الطاقة المنتجة لغازثاني أكسيد الكربون إلى مصادر الطاقة المتجددة والوقود غير الأحفوري.

وقال نعتزم الاستمرار في الاستفادة من إمكانات الطاقة المتجددة في الهند.فنحن نمتلك رابع أكبر سعة لإنتاج الطاقة المتجددة على مستوى العالم، كما أن التوسعات التي تجريلزيادة هذه السعة تعد أيضًا من أكبر التوسعات في العالم. وسوف يتحقق الجزء الأكبر في هذه التوسعات من خلال الاستفادة من مصدر الطاقةالأكثر نظافة، وهو الشمس.

وأضاف إننا نشهد تقدماً في هذا المجال بالفعل. في البداية، كنا ملتزمين بالوصول إلى سعة 175 جيجاوات من الطاقة المتجددة بحلول عام 2022. لكننا وصلنا إلى ما هو أبعد من ذلك ونتوقع أننتجاوز 220 جيجاواتخلال العامين المقبلين. ولدينا هدف أكثر طموحًا وهو الوصول إلى سعة 450 جيجاوات بحلول عام 2030.

وذكر نحن نعمل على توليد 40٪ من الطاقة الكهربائية في الهند من مصادر الوقود غير الأحفوري بحلول عام 2030. وتسير هذه الجهودالتي تهدف إلى إنتاج الطاقة النظيفة جنبًا إلى جنب مع جهد موازٍ لتقليل حجم الانبعاثات الغازية في اقتصادنا بنسبة تتراوح بين 33-35٪ (من مستوى حجم تلك الانبعاثات عام 2005)، وذلك بحلول عام 2030.

يعمل برنامج “أوجالا” Ujala–وهي حملة وطنية لاستخدام مصابيح LED–على تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 38.5 مليون طن كل عام. وفي إطاربرنامج “أوجوالا”Ujjwala، تم توفيرغاز الطهي النظيف إلى أكثر من 80 مليون أسرة، فيما يعدإحدى أكبر مبادرات الطاقة النظيفة في العالم.

يتم إدماج عناصر الاستدامة والعمل من أجل المناخفي البرامج الحكومية عبر القطاعات المختلفة. تعمل “مبادرة المدن الذكية”علىمساعدةمائة مدينة في الهندكي تصبح أكثر استدامة وقابلية للتكيف مع تحديات تغير المناخ. ويهدف البرنامج الوطني للهواء النظيف إلى تقليل تلوث الهواء بنسبة تتراوح من 20-30٪ خلال السنوات الأربع المقبلة.

وتهدف مبادرة”جال جيفان” JalJeevan إلى توفير مياه شرب آمنة ومناسبة لجميع الأسر في المناطق الريفية بالهند من خلال وصلات الصنابير المنزلية، وذلكبحلول عام 2024. وتركز هذه المبادرة على تحقيق الاستدامة.

يتم زراعة المزيد من الأشجار واستصلاح الأراضي المتدهورة لإنشاء “مصرف” للكربون يمكنه امتصاص من 2.5-3 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون.

إننا نعمل كذلك بصورة سريعة من أجل الانتهاء من إنشاء شبكة نقل صديقة للبيئة كي يحسن هذا القطاع صورته، حيث إنه معروف بانبعاثاته الملوثة للبيئة خاصة في مدننا الكبرى.

وتقوم الهند بإنشاء بنية تحتية من الجيل التالي مثل أنظمة النقل الجماعي والطرق السريعة الصديقة للبيئة والممرات المائية. وتعمل الخطة القومية الهندية لنقل الكهرباء على إنشاء نظام بيئي للنقل الإلكتروني بهدف جعل أكثر من 30 ٪ من جميع المركبات المستخدمة على الطرق في الهند تعمل بالكهرباء.

وتصب مثل هذه المبادرات في مصلحتنا، لأن الهند من بين الدول الأكثر عرضة لتأثير ظاهرة تغير المناخ.

وإننا نعي تماماً أنه لا يزال هناك طريق طويل أمامنا لنقطعه، ولكن بدأت الجهود التي نقوم بها تؤتي ثمارها بالفعل على أرض الواقع. ومن بين تلك النتائج، نجد أن كثافة الانبعاثات في الهند انخفضت بنسبة 21٪ خلال الفترة 2005-2014. ونتوقع المزيد من الانخفاضات خلال العشر سنوات القادمة.

وتعتزم الهند أن يصبح المواطن الهندي مواطناً عالمياً بمعنى أن يتحمل مسئوليته تجاه قضية تغير المناخ. وتحرص الهند على أكثر من الالتزام بما ورد في اتفاق باريس للمناخ. كما أننا نعتمد أدوات مبتكرة لتعزيز التعاون الدولي في مجال المناخ.

لقد أنشأنا منظمات دولية مثل التحالف الدولي للطاقة الشمسية وائتلاف البنية التحتية المقاومة للكوارث، التي تعمل على إنشاء مسارات عالمية منخفضة الكربون. وانضمت أكثر من 80 دولة إلى التحالف الدولي للطاقة الشمسية، مما يجعله أحد أسرع الهيئات الدولية نمواً.

إن هذا النهج المختلط من العمل القومي والإحساس بشعور المواطنة الدولية المسؤولة يجعل الهند نموذجاً فريدةً من نوعه بين البلدان النامية، ويضعها على الطريق الصحيح لتحقيق طموحاتها لتكون رائدة في الفكر والعمل بشأن كل ما يتعلق بموضوع المناخ.

* يشغل  هارش فاردهانشيرنجلا منصب سكرتير الخارجية الهندية. الآراء، التي يتضمنها هذا المقال، هي آراء شخصية ولا تعبر بالضرورة عن وجهة النظر الرسمية.