د تروت الزيني يكتب : هل عدم تداول الحي للطيور اختياري ؟؟

16 يونيو، 2021 - بتوقيت 4:40 م

 

عضو مجلس إدارة الاتحاد العام لمنتجي الدواجن

سؤال يشغل بال الكثير بين القائمين على صناعة الدواجن وكافة حلقات الانتاج فيها . بل ويشغل ايضا المواطن البسيط الذي اصبحت الصورة عنده مشوشة وغير واضحة والكلام حول الموضوع كثير ودخل الجدال الي عدم فهم اهمية هذه الخطوة الصحية والحضارية بل والاقتصادية والتي تؤتي ثمارها على الجميع اولهم المواطن وحتي المنتج وبالطبع اخيرا على تطوير صناعة بهذا الحجم الاستثماري الملياري والايدي البشرية المليونية.

ولكي نفهم الموضوع وفلسفة القانون والبعد الصحي والبيئي والاقتصادي له .يجب ان نوضح الاتي :-

أولا:  ليس هناك دولة في العالم الشرقي أو الغربي  او حتى دول الشرق الأوسط وحتى السودان الشقيق أقرب الدول  لنا  يوجد فيها تداول حي للطيور اذاٌ ليس بالأمر الجديد  بل هناك  تأخير  لسنوات  طويلة في بلدنا لتطبيق القانون .

ثانياٌ: هل هناك أهم من صحة الأنسان وغذاءه؟ أعتقد الكشف البيطري في المجازر غاية في الأهمية  وكذلك سيارات  التبريد والتجميد لنقل الدواجن من المجازر لمنافذ التوزيع تؤمن بصورة صحية وحضارية الدواجن.

ثالثا :  كلنا نغفل البعد البيئي ومدى تلوث المحلات والشوارع  بل والمدن من جراء مخلفات من دم وريش  وأحشاء . حيث تجاوزت كميات المخلفات التي تجوب شوارع القاهرة 350 طن مخلفات يومياٌ في عاصمة المعز التي يعيش فيها ملايين البشر ومئات المستشفيات والسفارات والقنصليات وكيف هذا ؟؟ والدولة تسعى لتحسين الصورة السياحية والحضارية حتى تتمكن من تحقيق المستهدف لها من ملايين السائحين.

رابعا :  البعد الاقتصادي في منظومة  صناعة الدواجن  هام جداٌ وهناك وسطاء يديرون هذه الصناعة  بالموبايل  ويخضع التسعير  اليومي   للدواجن للهوى  لعدم وجود قاعدة  بيانات  وعلية  عند انتظام عدم التداول الحي  للطيور سيتم تخفيض حلقات  التداول بين المزرعة  والمجزر  حيث تصل  نسبة الزيادة في سعر المزرعة حتى المستهلك 30 – 35 %  حتى تصل للمستهلك في حالة الدواجن الحية. أما عند تطبيق القانون لا يوجد فقد أو نقص في الميزان أو نفوق وعند هذا سيشعر  المستهلك  بأن السعر انخفض بنسبة لا تقل  عن 15- 20 %.

كما أن أطاله  فترة التسويق  يعطي قيمة مضافة للدواجن المبردة (3 – 7 أيام ) والمجمدة ( سنة )  وهذا يؤدي الى  ثبات الأسعار  وعدم سقوط المربيين  تحت رحمة السماسرة ويسمح لهم  بتحقيق هامش ربح  بسيط يجعلهم يستمرون في العملية الإنتاجية  وبالتالي يزيد  المعروض من المنتج  الذي  يزيد نسبة الإتاحية  من الدواجن  وبالتالي  تكون الأسعار  في متناول المواطن دون استغلال او جشع بالإضافة الى إمكانية  التخزين للدواجن في الفترات التي يكون هناك  زيادة  في الإنتاج  وقلة في الاستهلاك  ( صيام المسيحين )  وبذلك  يمكن الاستفادة  من هذا المخزون  في المواسم  عالية الاستهلاك  مثل رمضان  وأعياد المسيحين وبذلك  يكون لامعنى  على الاطلاق  من الاستيراد  من الخارج  لسد الفجوات  في المواسم  وتوفير العملة الأجنبية  ونصل الى الاستقرار  في صناعة أصبحت  تمس كل بيت  مصري من حقه الحصول  على منتج صحي بسعر مناسب وبصورة  حضارية تليق بحجم ومكانة  مصر التي تخطو خطوات غير مسبوقة لم نشهدها من قبل.