د أميرة عبدالهادى عوض تكتب : تأثير العمليات التصنيعة على جودة و سلامة الغذاء 

28 يناير، 2022 - بتوقيت 12:16 م

باحث بقسم بحوث تكنولوجيا الزيوت و الدهون

 محطة بحوث الصبحية – الاسكندرية 

 

يعتبر الحصول على غذاء أمن  و ذو جودة  عالية من الإهتمامات العالمية , إلا أن الطرق الصناعية لإنتاجة  و إختلاف  ظروف حلقات السلسلة الغذائية تزيد من إحتمالية التلوث و توفير فرص لمسببات الأمراض الناشئة و الغش بدوافع إقتصادية – لذلك أصبح التأكيد على ضمان سلامة و جودة  االمنتجات الغذائية المصنعة  فى مراحل السلسلىة الغذائية  أمراً حيوياً و هاماً لتفادى الأمراض المنقولة عنها فضلاً عن تجنب الأثار السلبية و الخسائر المادية التى قد تنتج عن ذلك , و قد شهد مجال الصناعات الغذائية و الإنفتاح التجارى بين الدول  تطوراً كبيراً أدى إلى تغيير واضح فى عمليات  الإعداد و التجهيز و التصنيع و التخزين مع إتباع أساليب للحفاظ على جودة و سلامة و أمان الغذاء المنتج . 

وبالتنوية  للعمليات التصنيعة كأحد مراحل السلسلة الغذائىة الأساسية و التى من شأنها تهيئة المنتج للإستهلاك و جعلة فى صورة مستساغة بالإضافة الى تقليل معدل تلوث الغذاء مع منع وصول الملوثات إلية  ( غذاء امن ) – لذا تعتبر كل خطوة من خطوات التصنيع  الغذائى لها تأثيرها على الصحة العامة للمستهلك ، فعلى سبيل المثال تؤدى عمليات  الفرز و الغربلة و الغسيل و التصفية و الترشيح إلى منع الكثير من الملوثات الطبيعية , و تؤدى عمليات البسترة و التعقيم إلى منع أو التخلص من الملوثات الميكروبية و منع أو تقليل تواجد سمومها و التى تعد من أخطر الملوثات – كما تؤدى عمليات التعبئة و التغليف إلى تقليل مخاطر التلوث بكل صوره أثناء النقل و التخزين و التداول حتى وصولها للمستهلك النهائى . 

و مع  مطلع الثمانيات من القرن الماضى ولما  كانت البداية  مع أغذية رواد الفضاء  حيث طبيعة عملهم تحتم تغذيتهم تحت ظروف غير عادية و لما كان الهدف من تلك النوعية من الأغذية هو إعطاء الجسم إحتياجاتة من الطاقة و النمو و الحياة  دون أن يسبب ذلك أى ضرر لذا وجب أن أن يكون الغذاء مضمون 100%.

و إذا نظرنا إلى تعريف الجودة بصفة عامة نجد أنها  تتضمن كلاً من صفات المنتج الغذائى من حيث  قيمتة التغذوية  و خواصة العضوية الحسية  و التى تؤثر على مدى قبولة من قبل المستهلك , فقد يتم عمل غذاء مقبول صحياً لكنه غير مقبول من حيث المظهر أو القوام أو أى صفات عضوية حسية للغذاء .

و تأكيدأ على إنتاج منتجات غذائية ذات جودة عالية يتحتم إتباع عدة نظم تكون هى أساساً للجودة و بديهياتها و هى  مجموعة من الممارسات الواجب توافرها و تطبيقها خلال خطوات إعداد و تجهيز و تصنيع المنتج  مروراً من بداية إستلام المادة الخام حتى الحصول على المنتج النهائى فيما يعرف   بـ ممارسات التصنيع الجيد “ GMP “  Good Manufacturing Process    مع التأكيد على مراقبة كل الخطوات التصنيعة خلال مراحل إنسياب الغذاء ” مراقبة الجودة ” حيث كان قديماً يجرى التحقق من الجودة داخل المصنع على الناتج النهائى و كان هذا لا يضمن سلامة الغذاء تماماً (100%)  لذلك فإنة تم الإتجاة إلى إجراء التحكم و الكشف عن الجودة فى خط الإنتاج بغرض التخلص من الخطر أو التحكم فية  لذا تم التوصل إلى نظام   “HACCP”  Hazard Analysis Critical Control Point    و الذى من شأنة التعامل و التحكم  فى اى مشكلة تخص الخطوة التصنيعية   ( درجة حرارة زائدة أو منخفضة عن الحد …. الخ  ) تؤدى لأضرار بصحة الغذاء Safety   أو عدم تقبلة حسياً . 

و من خلال ما تقدم لا يمكن تجاهل أن تحسين الجودة بإستمرار عملية ليست سهلة بل تحتاج إلى جهود كبيرة من أجل المنافسة على إرضاء المستهلك و المحافظة على تقديم منتج غذائى امن و ذو جودة عالية و قد تطور مفهوم ” مراقبة الجودة ” و لم يعد الإهتمام منصباً على جودة المنتج النهائى فقط بل أتسع ليشمل الجودة منذ بداية الإنتاج و التصنيع و التداول و التى يساهم فيها العديد من وحدات المصنع أبتداءاً من التسوق و التصميم و البحوث و الإنتاج  و معمل التحليل مع الرجوع إلى أراء المستهلكين و هو ما يسمى بـ ” و هو ما يسمى بمراقبة  الجودة  الشاملة ” .