د. السيد سلطان.. يكتب عن الجراد الصحراوي خطورة وفوائد

25 يناير، 2020 - بتوقيت 7:59 م

 

د. السيد سلطان محمد باحث بقسم بحوث الجراد

يعد الجراد الصحراوي من أخطر الآفات التي تهدد الإنسان في إنتاجه الزراعي وغذائه وقوته، ولعله من أقدم الحشرات التي سُجلت ضراوتها وخطورتها التي تتمثل في قابليته للتكاثر تحت ظروف بيئية ومناخية مختلفة في منطقة شاسعة تغطي حوالي 29 مليون كيلومتر مربع تمتد من المحيط الأطلنطي غرباً إلى الهند والباكستان شرقاً وتشمل حوالي 64 دولة. ولما كان الجراد الصحراوي من الآفات التي لها قدرة على الطيران لمسافات بعيدة والهجرة السريعة من مكان لآخر، فقد اُعتبر الجراد الصحراوي آفة دولية لا يمكن لدولة بمفردها أو حتى مجموعة من الدول أن تحد من أضرارها دون تعاون كافة الدول في هذا الشأن. لذلك تم تقسيم منطقة انتشار الجراد الصحراوي إلى ثلاث مناطق رئيسية هي: المنطقة الشرقية والمنطقة الوسطى والمنطقة الغربية حتى يُمكن إحكام الرقابة عليه ومكافحته داخل كل منطقة ومع باقي المناطق. وقد أخذت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) على عاتقها القيام بتنسيق التدابير الدولية لإدارة عمليات الجراد الصحراوي إلى جانب تشجيع إجراء الدراسات والبحوث خاصة المتعلقة منها بالمكافحة الوقائية التي من شأنها درء غزوات الجراد ومنع حدوثها.

ويعْتَبَر الجراد نوعاً من أنواع حشرات الجنادب التي تتبع فصيلة مستقيمات الأجنحة، ويوجد ما يزيد على20ألف نوع من الجراد في العالم، حيث يمتلك الجراد أرجل خلفية قوية تساعده في القفز لمسافات بعيدة، فيستطيع القفز لمسافة تعادل 20 ضعفَ طول جسمه ويتغذى على ضعف وزنه يوميا (متوسط 2 جرام/حشرة).

  • الجراد الصحراوي يحمل الاسم العلمي  Shistocerca gregaria

  • يعتبر الجراد الصحراوي الأكثر خطورة، والأكثر تأثيراً على منطقتنا العربية والإفريقية.

  • ينتشر الجراد الصحراوي في المناطق الصحراوية الجافة في أفريقيا وموريتانيا والمغرب والسودان، وينتقل منها طائراً عبر البحر الأحمر نحو المملكة العربية السعودية وشبه الجزيرة العربية، وقد ينتقل في بعض الحالات نحو بلاد الشام وربما ايران وآسيا.

  • يتميز الجراد الصحراوي بمقدرته العالية على الطيران الهجرة من قارة إلى قارة اخرى، قاطعاً البحار والمحيطات​ حيث يطير السرب بسرعة الرياح وفي اتجاهها أثناء النهار وسطوع الشمس ولا يطير ليلا ولكن يستقر على الأشجار والنباتات ويتحكم في الهجرة عوامل كثيرة أهمها العوامل الجوية حيث ينتقل السرب في اتجاه الرياح من مناطق الضغط الجوي العالي إلى المنخفض.

  • منطقة التكاثر الصيفي (الهند وباكستان واليمن وتشاد والنيجر ونيجيريا وموريتانيا ومالي والسنغال وشرق السودان واريتريا وأثيوبيا)

  • منطقة التكاثر الشتوي (الصومال وساحل البحر الاحمر وايران والخليج العربي السودان).

  • منطقة التكاثر الربيعي (دول شمال وغرب افريقيا وايران وافغانستان وباكستان ).

يمكن للأنثى الواحدة من الجراد الصحراوي أن تضع من 95 إلى 158 بيضة في المرة الواحدة، ولثلاث مرات على الأقل خلال دورة حياتها، غالباً ما يزداد انتشاره ويتحول إلى أسراب في المواسم المطيرة والأسراب (يختلف حجم السرب من كيلو متر واحد فأقل إلى عدة مئات من الكيلومترات ويتكون السرب المتوسط الكثافة من 50 مليون جرادة في الكيلو متر المربع الواحد ويتراوح تعداد الحشرات في السرب الواحد من عدة مئات من ملايين الحشرات الكاملة الى بضع مليارات منها) .

ويبدأ تكاثر الجراد الصحراوي في أماكن تكاثره وهي شرق السودان ,اريتريا واثيوبيا أثناء فصل الأمطار في يوليو وأغسطس ويهاجر عادة في الخريف وأوائل الشتاء إلي ساحل البحر الأحمر القريب من أماكن تكاثره وهناك يتزاوج ويضع البيض ثم تعود الأفراد إلي أماكنها الأصلية أو يتكون منها أسراب تهاجر عبرالبحر الأحمر في الريبع إلي اليمن والمملكة العربية السعودية وإيران وفي بعض السنين بدلا من هجرة أفراد الجراد من أماكن تكاثره إلي ساحل البحر الأحمر تهاجر شمالا إلي دول الشرق الأوسط ومصر حيث تتكاثر ثم تعود سلالتها جنوبا بعد ذلك وهذه الأسراب الأتيه من أماكن التكاثر إما أن تكون غيرناضجة أو علي وشك النضج الجنسي.

تضع أنثى الجراد بعد ذلك بيضا يفقس بعد بضعة أيام فتخرج منه حوريات. وهكذا تنسلخ الحوريات لخمس أعمار حورية وتنسلخ للحشرة الكاملة الغير ناضجة جنسيا الشرهة في التغذية والقادرة على الطيران وتكوين أسراب ذات لون قرمزي.

يتغذى الجراد الصحراوي على النباتات، لذلك نجد انتشاره دائماً ما يرتبط بالمواسم المطيرة، التي يزدهر فيها الربيع وتكثر فيها النباتات، والتي تُعد المصدر الغذائي الأول ومصدر طاقة الجراد الصحراوي، في حين ينعدم وجوده ويضعف تكاثره في المواسم الجافة كونه لايجد من النباتات ما يكفي ليبقى على قيد الحياة.

أنواع الجراد:

الجراد الأحمر في شرق أفريقيا-  الجراد البني في جنوب أفريقيا – الجراد المصري  – الجراد الأسترالي في أستراليا – الجراد الأفريقي المهاجر- الجراد المغربي .

فوائد الجراد:

يُعْتَبَر الجراد من الأكلات المفضلة لدى بعض الشعوب في قارة آسيا والدول العربية، على رأسها المملكة العربية السعودية وجمهورية اليمن.

كما يعالج الأمراض ويحتوي على 62% بروتين ويعمل على تنشيط الجسم، وذلك لأن الجراد يتغذى على أغلب الأشجار والنباتات البرية والنباتات العطرية والطبية، والتي تحتوي على فوائد صحية عظيمة، كما أنه يعد من أكثر المقويات والمنشطات فعالية، ويساعد في علاج مرض الروماتيزم وألم الظهر، وتأخر النمو لدى الأطفال، بالإضافة إلى أنه غني جِدّاً بالبروتين بنسبة 62%، ودهون بنسبة 17% ومواد عضوية بنسبة 21% ومنها: المنجنيز، والكالسيوم، والحديد، والصوديوم، والبوتاسيوم، والفسفور، وغيرها) بعض الأبحاث العلمية.

أضرار الجراد:

  • تناول الجراد بعد رشه قد يعرض متناوله للتسمم المُباشر.

  • يتسبب بتدمير المحاصيل الزراعية وإلحاق خسائر فادحة في قطاع الزراعة والاقتصاد حيث السرب الصغير يتغذى في اليوم الواحد (لمحصول القمح مثلا ) على غذاء 500 ألف شخص لمدة عام من القمح.

  • كافحة الجراد : 

  • رش المبيدات الحشرية بواسطة فرق المكافحة والتنسيق بين الدول عن طريق منظمة الأغذية والزراعة في النقاط الحرجة.

  • استخدام الطريقة البيولوجية وذلك باستخدام فطرMetarhiziuim في قاعدة زيتية ترش حيث يصيب الجدار الخارجي للحشرة، ويخترق تجويف جسم الحشرة فيتسبب الفطر في موت الجرادة خلال (4 – 10) أيام، ومن مميزات هذا الفطر أنه ينتقل من حشرة إلى أخرى سريعاً، ولا يؤذي النباتات والحيوانات والحشرات الأخرى في المنطقة كما تفعل الطرق الكيماوية وذلك في مناطق تكاثره لخفض التعداد ومنع أو تقليل تكون أسراب وتسمى مكافحة وقائية.

  •  إن المبيدات المستخدمة حالياً من الأنواع ذات التأثير القاتل بالملامسة ، حيث تقتل الحشرة بمجرد ملامستها لقطرات المبيد بشكل مباشر أوعن طريق ملامسة النباتات المرشوشة أو بابتلاع أوراق النبات المرشوشة وهذه المبيدات موصى بها من منظمة الأغذية والزراعة وكذلك لجنة المبيدات الآفات بوزارة الزراعة في حالة جمهورية مصر العربية والمجربة بواسطة باحثين من قسم بحوث الجراد والمعمل المركزي للمبيدات.

              معلومات  هامة:

  1. الجراد لايؤذي الانسان أو الحيوان بل يتغذى على النباتات فقط.

  2. الجراد لا يتكاثر في مصر ولم تندرج حتى الأن ضمن دول تكاثر الجراد الصحراوي.

  3. مصر منطقة عبور للجراد فقط وتقوم وزارة الزراعة المصرية بالتعاون مع منظمة الفاو بالمسح والاستكشاف على النقاط الحدودية وتتصدى لأي هجوم أولا بأول ومنع دخوله لمصر حيث يوجد 13 قاعدة جراد رئيسية و42 قاعدة فرعية منتشرة على جميع الحدود المصرية.

  4. الوضع حتى الآن آمن داخل مصر ولكن الدول المجاورة تعاني من أسراب وتقوم بالمكافحة.

  5. يجب علينا كمزارعين أو مواطنين الأتي:

  • الابلاغ عن أسراب الجراد عن طريق الخط الساخن لوزارة الزراعة أو غرفة عمليات رئاسة الوزراء أو أقرب جمعية زراعية بالقرية.

  • عدم الهلع أو الزعر لانه لايسبب أي ضرر بهم وعند الابلاغ سيقوم المختصون بالتعامل بحرفية مع الأسراب.

  • عدم اشعال الاطارات او الدخان أو اصدار أصوات عالية بالأواني حيث لا يتشتت السرب فيصعب السيطرة عليه.

  • لا يتكلم عن الجراد غير المختصين فقط حتى لا يحدث تأثير سلبي على المواطنين أو عمليات المكافحة حيث أن الجراد (من مهددات الأمن القومي الغذائي لمصر).

                     د. السيد سلطان محمد . باحث بقسم                        بحوث الجراد والنطاط