د وفاء سلامة تكتب : تحديات صناعة الألبان فى مصر
17 نوفمبر، 2022 - بتوقيت 9:20 م
رئيس بحوث بقسم تكنولوجيا الالبان
يعتبر قطاع إنتاج وصناعة الألبان من أهم قطاعات صناعة الغذاء في مصر، علاوة علي أهميته الكبيرة كأحد ركائز الإقتصاد والدخل القومي المصري وقد شهد هذا القطاع تطوراً كبيراً خلال السنوات الأخيرة لمواكبة الطلب المتزايد على الألبان ومنتجاتها, حيث أن لتطوير قطاع الالبان أهمية تتضح فى الآتى:
– تطوير قطاع الألبان سينعكس إيجابيا علي شريحة كبيرة من المواطنين. كما سيحسن نوعية المنتج التي تفيد في زيادة دخل المنتجين ويفيد المستهلكين أيضاً.
– تطوير هذا القطاع سيؤدي إلي إنتاج منتجات ذات جودة عالية صالحة للتصدير والمنافسة في الأسواق العالمية مما سيسهم في زيادة الدخل القومي و توفير العملات الصعبة .
– إن تطوير قطاع الألبان وما يتبعه من زيادة في معدلات إنتاج المنتجات اللبنية سوف يساعد علي تلبية إحتياجات السوق المحلية و مواكبة الزيادة المطردة في الطلب الناتجة عن زيادة السكان.
– يسهم قطاع الألبان بدور كبيرفي الأمن الغذائي المصري طبقا لإستراتيجية التنمية المستدامة 2030م.
– تطوير وتنمية قطاع الألبان سوف يشجع على جلب استثمارات أجنبية جديدة.
لذلك تولي الدولة المصرية وقيادتها السياسية أهمية كبيرة لهذا القطاع الهام والحيوي من خلال وضع إستراتيجيات حديثة تدعم منظومة الإستدامة والتطوير به حتي يتثني له القيام بالدور المنوط به في قطاع الأمن الغذائي ومن ثم خطة الدولة للتنمية المستدامة 2030 م. وعلي ذلك، فقد بدأت الدولة بالتعاون مع العديد من الجامعات والجهات البحثية المصرية، علاوة علي عدد من رجال الصناعة المهتمين والعاملين بقطاع صناعة الألبان، في إعداد خطط محددة قائمة علي نتائج الدراسات والبحوث الحديثة لتطوير و تذليل العقبات وحل المشكلات التي تواجه قطاع الألبان بداية من إنتاج اللبن كمادة خام وإنتهاءآ بالمنتجات النهائية وتسويقها حني تصل إلي المستهلك سواء في داخل أو خارج مصر.
وفي السياق ذاته، وفي خطوة جديدة وطموحة قامت جامعة دمياط في شهر يونيو الماضي بإستضافة منتدي علمي بعنوان “أهم التحديات التي تواجه قطاع الألبان في مصر ومناقشة الحلول بغرض ربط الصناعة بالبحث العلمي” بالتعاون مع كل من أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا ومركز تحديث الصناعة وغرفة الصناعات الغذائية وعدد من المراكز والجهات البحثية وبحضور لفيف من كبار علماء وباحثي الألبان وعدد كبير من رجال ومستثمري صناعة الألبان. وقد تناول المنتدي اهم التحديات التي تواجه منظومة إنتاج وصناعة الألبان في مصر والمقترحات البناءة لتطوير هذه المنظومة القومية الكبيرة . وفي إستجابة لتوجيهات القيادة السياسية في ربط البحث العلمي بالقطاع الصناعي وبداية تطبيق ذلك في تطوير قطاع الألبان بدءً من زيادة معدلات إنتاجية الألبان وإنتهاءا بإنتاج منتجات ذات صفات جودة تواكب متطلبات ومعايير الجودة المصرية والعالمية فقد أعلن الدكتور محمود صقر رئيس أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا، إنشاء مركز بحوث وتطوير الألبان بمحافظة دمياط، بدعم ورعاية من أكاديمية البحث العلمي مع دعوة علماء مصر للمشاركة في عدد من المنح للمشروعات البحثية والقومية ذات الصلة بمخرجات المنتدى والتي تتلخص في إيجاد حلول علمية قائمة علي دراسات حديثة للتغلب علي عدد من مشكلات صناعة منتجات الألبان المصرية.
و لم يكن الدور الذي قام به معهد بحوث تكنولوجيا الاغذية التابع لمركز البحوث الزراعية عما يحدث من تطوير في قطاع الألبان ببعيد. فلقد نظم قسم بحوث تكنولوجيا تصنيع الألبان بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية عددا من ورش العمل الناجحة والتي حازت علي حضور وإهتمام العديد من الجامعات والهيئات البحثية وشركات صناعة الأغذية والألبان، وناقشت جداول عمل هذه اللقاءات العلمية (ورش العمل) أسباب وجود بعض المعوقات والمشكلات في قطاع الألبان المصري والتحديات التي تواجهه وكيفية التغلب عليها،وقد خرجت هذه اللقاءات بالعديد من التوصيات الهامة لتذليل العقبات والمشكلات التي تعيق عملية تطوير منظومة إنتاج وتصنيع وتحسين جودة منتجات الألبان المصرية المتنوعة. كما شددت التوصيات على ضرورة وجود تعاون مجتمعي يشمل مؤسسات الدولة المعنية والجامعات والمراكز البحثية والمؤسسات الصناعية والمنظمات الأهلية والمستهلكين بهدف التعاون علي تطوير قطاع الألبان وتوضيح أسباب أي معوقات حاليه أو مستقبلية وبحث سبل التغلب عليها.
وفي هذا المقال سوف نستعرض بإختصار بعض من مشكلات وتحديات قطاع الألبان المصري والإستراتيجيات التي تم طرحها ودراستها خلال السنوات القليلة الماضية. حيث يوجد بعض المشاكل والمحددات البيئية، والإنتاجية والتسويقية والإدارية والتشريعية التى قد تحول دون تحقيق النمو المطلوب في إنتاج الألبان في مصروبالتالي في تحقيق الاكتفاء الذاتي من هذه السلعة الهامة.
أولا: معوقات إنخفاض معدل إنتاج الألبان في مصر:
تعتبر مشكلة إنخفاض إنتاج الألبان في مصر من المشكلات الأساسية في منظومة صناعة اللبن ومنتجاته، ويرجع أساس المشكلة لعدة أسباب منها إنخفاض عدد رؤوس ماشية الحليب ومن ثم إنخفاض كمية اللبن المنتجة مقارنة بإحتياجات السوق، كما أن إرتفاع أسعار علائق الحيوانات وعدم وجود المراعى الطبيعية المناسبة تؤدي لإنخفاض معدلات التغذية للحيوان وبالتالي تنخفض إنتاجيته، كما تؤثر بعض المعوقات البيئية مثل ارتفاع درجات الحرارة وخاصة في المناطق الصحراوية علي تربية ماشية اللبن. أما النقطة الأهم فهي عدم إتباع الضوابط العلمية والصحية في إنتاج وتجميع اللبن الخام. كذلك يمكن القول بأن عدم توفر الرعاية الصحية الكافية أو غيابها، وعدم كفاية الكوادر والبرامج الإرشادية والتثقيفية، إضافةً لعدم إلمام المزارعين بالأساليب الحديثة في التربية أحد أسباب إنخفاض إنتاجية اللبن في مصر.
ثانيا:- معوقات عملية تصنيع و تسويق المنتجات اللبنية:
تعاني منظومة صناعة وتسويق منتجات الألبان في مصر من عدد من المعوقات منها بُعد مناطق الإنتاج عن مناطق الاستهلاك، ارتفاع تكاليف الإنتاج والتصنيع، ارتفاع تكاليف العبوات، عدم توافر أو كفاية البنية التحتية والخدمات التسويقية المساندة ، علاوة عن ضعف الكفاءات في إدارة العملية التسويقية، وهو الامر الذي يجعل من عمليات التصدير للخارج والمنافسة في التجارة العالمية أمراً صعباً لعدم وجود رؤية واضحة أو مبتكرة لدي معظم القائمين علي هذه المنظومة, أيضا عدم التزام المصنعين والمسوقين بالمواصفات القياسية والشروط الصحية المتعلقة بإنتاج وتسويق الألبان ومنتجاتها وغيرها من الأمور.
ثالثآ:- المحددات التشريعية والتنظيمية:
ايضا تعاني مصر من العديد من المشاكل والمعوقات التشريعية والتنظيمية التي تتشابه والى حد كبير مع كثير من الدول المنتجة للألبان ومن أهمها غياب او ضعف بعض التشريعات والمواصفات القياسية اللازمة لضبط جودة بعض منتجات الألبان، مما تسبب في خلق نوع من الفوضى في العملية الإنتاجية والتسويقية لهذه المنتجات. كذلك ضعف تطبيق العمليات الرقابية على سلامة الألبان ومدى مطابقتها للأنظمة والقوانين والمواصفات (القواعد الفنية) نظرا لعدم كفاية الكوادر الفنية من جهة ولعدم كفاية التدريب المعطى للمراقبين من جهة أخرى. ولكن من إنشاء الهيئة القومية لسلامة الغذاء وقيامها بالدور الرقابي المنوط بها بدأت العديد من الشركات والمصانع في إعادة توفيق أوضاعها بما يتناسب مع الإجراءات والضوابط الجديدة.
ومما سبق يمكننا أن نلخص أهم المشكلات التى تواجه صناعة الألبان في مصر فى الآتى:-
1- عدم وجود مراعي طبيعية لتربية ماشية اللبن.
2- وجود أعداد قليلة جدا من السلالات ذات الإنتاجية العالية للبن.
3- إرتفاع أسعار أعلاف الماشية خاصة في حالات الإستيراد من الخارج.
4- الزحف العمراني على الأراضي الزراعية مما أدي لإختزال المساحة المنزرعة من محاصيل الأعلاف.
5- عدم توفر اللبن الخام بما يفي بحاجة السوق من حيث الإستهلاك المباشر للبن السائل أو متطلبات مصانع إنتاج الألبان مما إضطر هذه المصانع الي سد العجز عن طريق الألبان المجففة المستوردة.
6- ضعف الرقابة على العديد من المصانع الصغيرة والمعامل المنتجة للبن ومنتجاته وإلزامها بتطبيق المواصفات القياسية المصرية المختلفة علي منتجاتها ، مما أدي الى زيادة عمليات الغش المختلفة.
7- انخفاض الوعي الثقافي الغذائي لدي المستهلكين وخاصة الشباب والذي يميل إلى تناول الأغذية السريعة.
بعض مقترحات تطويرقطاع الألبان المصري (خطوات علي طريق التقدم):
تتلخص عملية تطوير صناعة الألبان في مصر في كيفية التغلب على المشكلات والمعوقات التي تواجه هذه الصناعة. وفيما يلي ملخصا لأهم مقترحات تطوير صناعة الألبان في مصر :
· رفع إنتاجية محاصيل العلف خاصة البرسيم والذرة الرفيعة وتشجيع إنشاء مزارع الألبان المتخصصة في الأراضي حديثة الإستصلاح بحيث تكون مساحاتها واسعة .
· توفير الرعاية الصحية والبيطرية للحيوانات مع توفير كوادر بيطرية مدربة وتوفير الدعم الإرشادي للمربيين.
· مراكز تجميع اللبن : لحل مشكلة إنخفاض كميات وجودة اللبن الموجه لمصانع الألبان فقد قامت الدولة المصرية بإطلاق مشروع قومي لإنشاء وتطوير مراكز تجميع الألبان والذي يتمحور دوره الأساسي في تجميع اللبن من المزارعين سواء أصحاب القطعان الكبيرة (المزارع) أو الصغيرة وفحصه للتأكد من جودته ثم توريده للمصانع والمعامل بطريقه علمية وصحية سليمة، علي أن تكون عملية تجميع اللبن ووصوله إلي مراكز التجميع ثم توزيعه علي المصانع في وسائل نقل حديثة ومبردة منعا لحدوث أي تغيرات غير مرغوبة في اللبن. وبالتالي سوف تلعب هذه المراكز دور الوسيط ما بين المنتجين والمصنعين فتتحسن الجودة ويقل معدل التلف وبالتالي تزداد الأرباح مع إنخفاض الخسائر.
· دعم إقتصادي وسلالات محسنة وراثيا: علاوة علي مشروع مراكز تجميع اللبن فإن الدولة تعمل منذ عام 2017 علي التحسين الوراثي لقطعان الأبقار والجاموس في مصر من أجل زيادة إنتاجية اللبن. فضلا علي منح قروض ميسرة للمربين لتشجيعهم علي الإستمرار والتطوير في تربية ماشية اللبن وتوفير الدعم الإرشادي والتدريبي لهم بإستمرار.
· تشجيع شباب الخريجين علي إقامة مشاريع الألبان الصغيرة مع توفير الدعم المادي في صورة قروض بدون أو بفوائد طفيفة، مع توفير التوجيه والدعم الفني والإرشادي لهم.
· إستخدام تكنولوجيات حديثة في صناعة الألبان: ويشمل هذا المقترح تطوير المصانع الصغيرة والمعامل البلدية المتخصصة في إنتاج منتجات لبنية محددة مثل معامل إنتاج الجبن الراس والجبن الدمياطي وغيرها، ويشمل هذا التطوير توفير الأجهزة الحديثة مثل أجهزة البسترة ومعدات التصنيع وثلاجات التسوية وغيرها بما يضمن إنتاج منتجات ذات جودة عالية سواء من الناحية الصحية أو التغذوية، فضلا علي إقامة دورات تدريبية للعمال والفنيين بهذه المصانع لتوعيتهم وإرشادهم إلي النظم العلمية الصحيحة والإشتراطات الصحية السليمة في مصانع الألبان. وكذلك تطوير مواد التعبئة والتغليف لدى صغار المنتجين وزيادة الوعي الثقافي من حيث المحافظة على المنتج وجذب المستهلك له.
· توعية المستهلكين بالفوائد الصحية والتغذوية للبن ومنتجاته مع توضيح الشروط الصحية السليمة لتداول منتجات الألبان سواء لدي تجار ومحلات التجزئة أو في المنازل.
· ربط البحث العلمي بالصناعة : لأن البحث العلمي هو قاطرة التقدم لجميع الأمم نحو مستقبل مشرق وأكثر رفاهية، لذلك يلعب البحث العلمي في مصر دورا محوريا في النهوض بالصناعة والزراعة وكافة مناحي الحياة. ويتمثل الدور الفعال للبحث العلمي في مجال إنتاج وتصنيع الألبان في تحسين الصفات الوراثية لماشية اللبن المحلية وتوطين سلالات أجنبية ذات إنتاجية عالية للبن، علاوة علي دوره الكبير في تطوير منتجات جديدة وتحسين جودة وصفات المنتجات القديمة، والمساهمة في حل معظم المشكلات التي تواجهها مصانع وشركات إنتاج الألبان. وهذا الربط بين البحث العلمى والصناعة يتم حاليآ بشكل قوى من خلال عقد المنتديات والمهرجانات والندوات وورش العمل العلمية كما سبق ذكره.
· تطوير منظومة وأساليب تسويق منتجات الألبان : وتشتمل هذه الجزئية الهامة علي ما يلي:
1. توفير المعلومات التسويقية وخدمات الإرشاد التسويقي.
2. توفير سيارات مجهزة (مبردة) من خلال بعض المشروعات الصغيرة للخريجين.
3. إنشاء إدارة مختصة في تسويق الألبان تابعة لقطاع الإنتاج الحيواني يمتد نشاطها لجميع القرى بحيث تتولى الإشراف على تسويق الألبان وتطبيق النظم الصحيحة الخاصة بالنقل والحفظ.
4. الاهتمام بتجار التجزئة ووضع شروط لعمليات تسويق الألبان ومنتجاتها.
5. فتح أسواق خارجية للألبان ومنتجاتها والاهتمام بإنتاج منتجات ألبان تطابق مواصفات ومتطلبات الأسواق في الدول المستوردة.
6. إبتكار أساليب حديثة للدعاية والتسويق لمنتجات الألبان المصرية ، وفي هذا السياق يترقب علماء وباحثي الألبان وعدد غفير من المستهلكين حدثا كبيرا ولأول مرة في مصر وهو إقامة “مهرجان الجبن المصري الأول” في الفترة من 22- 24 ديسمبر المقبل، وذلك بحديقة أوزوريس في مركز القاهرة الدولي للمؤتمرات والذي يحظي برعاية وإهتمام كبير من وزارة الزراعة ،مركز البحوث الزراعية، وزارة التموين والهيئة القومية لسلامة الغذاء، المركز القومي للبحوث ، والعديد من الجامعات والمؤسسات المجتمعية المختلفة. ويهدف هذا الحدث الكبير إلي الترويج للمنتجات اللبنية المصرية المتنوعة سواء المنتجات التراثية مثل الجبن الراس ” الجبن الرومي” ، الجبن الدمياطي، والجبن القريش والألبان المتخمرة ، علاوة علي العديد من المنتجات الجديدة والمطورة من الألبان المبسترة والمعقمة، والمتخمرة وغيرها. إضافة إلي إستعراض أحدث المنتجات التي قام بتطوريها علماء وباحثي الألبان المصريين خلال السنوات القليلة الماضية والتي تهدف إلي الإرتقاء بمنتجات الألبان المصرية إلي المستوي المطلوب في الأسواق العالمية. إضافة إلي إقامة العديد من الندوات والمحاضرات العلمية علي هامش المهرجان والتي تهدف إلي توعية المستهلكين بأهمية اللبن ومنتجاته وتشجيعهم علي شراء المنتجات المصرية ، وكذلك إستعراض أهم وأحدث طرق إنتاج الألبان ومنتجاته علي مستوي العالم وكيفية الإستفادة من تطبيق هذه التكنولوجيات الحديثة في تحسين وتطوير منتجات الألبان المصرية ، وكذلك تقديم الدعم الفني والرد علي أي تساؤلات من مصنعي الألبان للمساهمة في حل أي مشكلات أو عقبات تواجههم خلال العملية التصنيعية.
وختاما، يمكن القول بأنه نظرا لكون الألبان ومنتجاتها أحد أهم مكونات الأمن الغذائي للمواطن المصري، إذ يعتبر أحد أهم أنواع الغذاء الرئيسية لأفراد المجتمع وكذلك لكونه منتجا غذائيا متكاملا يحتوي علي المكونات الغذائية الأساسية التي يحتاجها الجسم في النمو وتحسين المناعة ومقاومة الأمراض مثل البروتين والدهن والسكريات والمعادن والفيتامينات، فان تطوير هذا القطاع يعتبر من الأمور الهامة جدا في تحقيق الإستدامة والأمن الغذائي المصرى وتقليل الفجوة الغذائية بين الطاقة الإنتاجية وإحتياجات السوق.