داكرم العناني يكتب : ترشيد الاستهلاك الغذائي

4 ديسمبر، 2022 - بتوقيت 6:01 م

 

باحث بقسم الأغذية الخاصة – معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية

 

الغذاء هو السبب الأولي للحياة على سطح الأرض، وحالياً تعاني العديد من الشعوب من مشكلة المجاعات، وذلك بسبب نقص الموارد الغذائية الخاصة بالأرض والزراعة والمياه. وبعض الدول التي لا تعاني من المجاعات تتعامل مع الغذاء بوسائل خاطئة، فهي تهدر كميات من الغذاء لو تم ترشيدها لصار من الممكن توفير الحاجات الغذائية للعديد من الغير قادرين المنتشرين حول العالم
ترشيد الاستهلاك الغذائي
ترشيد الاستهلاك الغذائي هو الاستهلاك الأمثل للمواد الغذائية بشرط التوازن والاعتدال في الإنفاق من دون إهدار، بهدف المحافظة على المواد الغذائية لتكون متوفرة لجميع الأفراد في ظل الزيادة السكانية الرهيبة. لترشيد الاستهلاك الغذائي طرق للمحافظة علي الحياة، والابتعاد عن وقوع خطر المجاعات نتيجة لنقص العديد من موارد الغذاء.
أهداف ترشيد استهلاك الغذاء
توعية الأفراد بحقوقهم ومدي مسؤليتهم خلال عملية الإنتاج والاستهلاك وضرورة ترشيد الاستهلاك الغذائي والحفاظ علي الطعام وعدم إهداره والمشاركة في تحقيق التنمية الاقتصادية. التأكد من توفير نسبة كافية من الغذاء لمستحقيه الأكثر حاجة إلى الغذاء ، والقضاء علي المجاعات الموجودة في بعض دول العالم.
أهمية الترشيد الاستهلاك الغذائي
لترشيد الاستهلاك الغذائي أهمية كبيرة للأفراد منها عمل توازن بين شراء الغذاء وبين عدد أفراد الأسرة فقط دون الاهدار لأن شراء مواد غذائية الزائدة عن الحاجة تتلف ونضطر للتخلص منها. تشجيع أفراد المجتمع علي عدم التبذير في شراء الاصناف المختلفة من الطعام وطهيها في الوجبة الواحدة. مراعاة دخل الأسرة وشراء الأغذية المطلوبة الأساسية والتحكم في السلوك الغذائي للأفراد خلال نمط محدد.
طرق ترشيد الاستهلاك الغذائي
نشر الوعي بأهمية ترشيد استهلاك الغذاء وضرورة الحفاظ عليه وعدم اهداره بين جميع أفراد المجتمع. توضيح دورالترشيد في حل الأزمات الاقتصادية وخطورة نقص الغذاء. التركيز علي دعاية السلع الضرورية وعدم الاهتمام والتأثر بالإعلانات التجارية التي تروج لمنتجات لا يحتاجها الفرد بشكل ضروري ويعتبر استهلاكها من الكماليات والرفاهيات.
عدم الافراط في تناول الطعام وطهي كميات كبيرة أو أكثر من نوع واحد من الطعام في الوجبة الواحدة والتركيز علي تناول الخضراوات والفاكهه طازجة للاستفادة من القيمة الغذائية حيث انها من الأطعمة المفيدة للصحة. كما يجب تحديد نوع الطعام علي حسب الدخل الشهري للأسرة ، مع مراعاة شراء الأطعمة التي تحتوي علي بروتينات ويكون سعرها منخفض .اختيار الاطعمة الغير تالفة والتي نتمكن من الاحتفاظ بها لأطول فترة ممكنة والاستفادة منها . متابعة أسعار السلع والأغذية من طرق الترشيد خاصة في فترات وفرتها بالأسعار المناسبة خاصة في مجال الخضار والفواكه لانها سريعة الفساد. ويفضل شراء الأطعمة والسلع بالجملة لأنها أوفر من شرائها بالتجزئة، وبكمية تكفي لشهر، مع مراعاة ترك جزء من المال للمواد الغذائية الطازجة مع ضرورة ربط الأسعار مع الجودة.
معرفة بدائل السلع الأساسية، والتي يمكن الاستعانة بها في حال ارتفاع سعر السلعة أو اختفائها من الأسواق, كما يجب الاستفادة من بقايا الطعام بدلاً من التخلص منها وعمل أصناف طعام جديدة منها.
ترشيد استهلاك الغذاء المنزلي
تعتبر مشكلة إهدار الغذاء مشكلة تواجه افراد المجتمع حيث تؤثر عملية إهدار الطعام على المصاريف الخاصة بالفرد, كذلك فإن المواد الغذائية غير المستهلكة وترسل إلى القمامة تتعفن وتنطلق الروائح الكريهه والغازات الضارة ومنها غاز الميثان، وهو أحد الغازات التي تساهم في الإضرار بالبيئة وإحداث التغييرات في المناخ. إهدار الطعام يعني إهدار الماء أيضا، حيث يتم فقد 24% من الماء المستخدم للزراعة من خلال الطعام المهدر سنوياً، ويمكن حصر كمية الطعام المهدر سنوياً إلى ما يعادل 1,3 مليار طن من الطعام، وكمية المياه المهدرة تصل إلى 45 تريليون جالون أي ما يقارب 170 تريليون لتر، لذا ينصح بترشيد استهلاك الغذاء المنزلي عن طريق اتباع بعض خطوات منها التسوق بذكاء بوضع قائمة وكتابة المواد التي تم شراؤها والتي سوف يتم شراؤها مما يساعد في تقليل الشراء وتقليل هدر الطعام. كذلك تخزين الطعام بطريقة صحيحة لتقليل إهدار كميات كبيرة منه حيث توضح المسوحات الغذائية ان ثلثي النفايات المنزلية ناتجة عن الطعام الفاسد.
تعلم تقنيات وطرق حفظ الأغذية من تخليل وتجميد وتجفيف وتعليب. ترتيب وتنظيم الثلاجات يقلل كمية الطعام المهدر. الدعوة الي عدم تقشير الأطعمة وخاصة الخضروات والفواكه وتناولها كاملة للاستفادة الغذائية من القشور وماتحتويه من الياف غذائية صحية كما ان رمي القشور والتخلص منها عبء علي البيئة.
لتقليل كمية الأطعمة التالفة والمهدرة يجب الاهتمام بتواريخ الصلاحية للمنتجات الغذائية استهلاك الطعام قبل انتهاء تاريخ صلاحيته يجعل الافراد تهتم باستهلاك الطعام الطازج والمصنع الذي له تاريخ صلاحية أقل أولا قبل البدء في تحضير او شراء سلع غذائية اخري. التبرع بالأطعمة الزائدة غير المستخدمة الغير التالفة للأُسر التي لا تمتلك الغذاء الكافي. تقديم الطعام في صحون صغيرة وبكميات قليلة وبالتالي عدم طهي كميات كبيرة من الطعام. ينصح بتسجيل أسماء الأطعمة التي تم إهدارها من قبل لتفادي شراؤها بعد ذلك وتقليل الفقد والهدر.
فوائد ترشيد إستهلاك الغذاء المنزلي
ويمكن تلخبص فوائد ترشيد استهلاك الغذاء المنزلي في عدة نقاط منها توفير النفقات على الطعام وخاصة الفائض عن الحاجة وبالتالي تجنب التكاليف الإضافية المدفوعة للتخلص من الطعام المهدر ويستفيد المجتمع من الغذاء الصحي السليم بسبب ترشيد الاستهلاك الغذائي كذلك الحفاظ علي البيئة ومنع التلوث.
أسباب الفاقد الغذائي
قسمت اسباب الفقد الغذائي إلى أربعة مجموعات رئيسية هى 1- مجموعة العوامل البيولوجية والحيوية وتشمل مختلف أنواع الآفات والحشرات والنيماتودا والقوارض والحشائش بالإضافة إلى الأمراض الفيروسية. 2- مجموعة العوامل التكنولوجية والفنية وتشكل استعمال الآلات الحديثة فى خدمة الأرض واستعمال الوسائل الحديثة فى كافة الخدمات التسويقية من جمع وفرز وتعبئة وتخزين خاصة لمحاصيل الخضر والفاكهة. 3- مجموعة العوامل الاقتصادية والاجتماعية وتشمل ضآلة الأسعار المزرعية وعدم إمكانية استخدام الأساليب الحديثة فى الإنتاج والتسويق، وانخفاض المدخرات الفردية وقلة التسهيلات الإئتمانية اللازمة لإدخال المستحدثات الزراعية العلمية وقصور دور الإرشاد الزراعى فى الريف. 4- مجموعة العوامل الطبيعية وتتمثل فى العوامل الطبيعية والتى لها تأثير على زيادة معدل الفاقد للمحاصيل وهى درجات الحرارة، الرياح، الأمطار، حيث أن درجات الحرارة المرتفعة تعمل على زيادة معدل التنفس للثمرة مما يفقدها الكثير من صفاتها ونضارتها وحيويتها، وبالتالى تقلل من وزنها عن طريق زيادة نسبة التمثيل الغذائى لها وبالأخص في المحاصيل البستانية.