دغادة محمد يوسف تكتب : الزنجبيل كغذاء ودواء

25 ديسمبر، 2022 - بتوقيت 5:30 م

 

الزنجبيل هو أحد النباتات الجذرية العطرية الطبية العلاجية المفيدة والمذكورة في القرآن الكريم فهو شراب أهل الجنة, قال سبحانه وتعالي (“وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلا”- سورة الإنسان آية 17). الزنجبيل من الأعشاب الأكثر مبيعًا في الأسواق حيث حقق نموًا في المبيعات سنويًا بنسبة 6,5٪ حتي وصل إلى 4,18 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2022 ومن المتوقع أن يزداد سوق المستهلكين له بشكل أسرع كل عام. يزرع الزنجبيل في شرق آسيا والصين وأجزاء من اليابان والنمسا وأمريكا اللاتينية وجامايكا وبعض دول أفريقيا كالمغرب العربي والسودان وبعض المناطق في مصر. استخدم الزنجبيل كتوابل وفي الطب في شبه القارة الهندية منذ العصور القديمة وقيمته الطبية معروفة منذ قرون.
هذا وقد كشفت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي المصرية في تقرير لها عن أفضل مناطق زراعة الزنجبيل في مصر والتي تتوفر فيها متطلبات زراعة الزنجبيل والتي تتميز بالدفئ والرطوبة، ويفضل زراعة الزنجبيل في فصل الربيع بعيد عن مناطق الرياح بجانب التعرض لأشعة الشمس من 2 إلى 5 ساعات يوميا. يتوفر الزنجبيل في الأسواق المصرية بشكلين شكل متوسط النضج لا يتطلب التقشير وشكل ناضج ذو القشرة شديدة الجفاف.
الزنجبيل من أكثر أنواع النباتات المستخدمة في العديد من الأدوية التقليدية كما يعتبر نوع من التوابل أوالبهارات له مذاق خاص به يضيف نكهه للأطعمة والمشروبات كما يستخدم في أغراض التزيين, ففي الوقت الحاضر يستخدم الزنجبيل في الطعام وكدواء عشبي.
توضح دراسة التركيب الكميائي للزنجبيل أن له خصائص غذائية ممتازة ، فهو يحتوي على الكالسيوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم والصوديوم والفسفور والحديد والزنك والنحاس والمنجنيز وأملاح معدنية أخري كما توجد الفيتامينات وخاصة فيتامين سي وحمض الفوليك والنشا والسكريات المعقدة والألياف القابلة للذوبان وغير القابلة للذوبان وغيرها مما يجعل الزنجبيل مصدرًا للعناصر الغذائية القيمة. كمل يمكن الحصول على المكونات النشطة من الزنجبيل عن طريق الاستخراج بالتقطير بالبخار للحصول على زيت الزنجبيل.
يشيع استخدام الزنجبيل في الطعام كتوابل حيث يتم تجفيف الجذور وطحنها إلى مسحوق له رائحة مميزة وطعم لاذع حار. تم التعرف على كل من توابل الزنجبيل وزيت الزنجبيل الأساسي كمضافات غذائية من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) وتم الأعتراف بها على أنها آمنة الأستخدام. ومن المنتجات الغذائية المشتقة من الزنجبيل: مخلل الزنجبيل – معلبات الزنجبيل – عصير الزنجبيل المتخمر والعصائر المصنوعة من الزنجبيل الطازج – حلوي الزنجبيل المسكرة أوبالشوكولاتة – مربى الزنجبيل – منتجات الألبان والزبادي بنكهة الزنجبيل وغيرها من المنتجات. كما يستخدم الزنجبيل كمكمل غذائي وغذاء وظيفي وهو الاتجاه الحالي بين المستهلكين للزنجبيل حيث يزيد الزنجبيل من عمليات التمثيل الغذائي في الجسم ويساعد على إنقاص الوزن لذلك إضافتة إلى الشاي أو القهوة أو إلي وجبة الإفطار يضيف المذاق الطيب الجذاب والتأثير إيجابي على الصحة ووفقًا للدراسات التي أجريت على البشر والحيوانات، فقد خلصت مراجعة الدراسات إلى أن مكملات الزنجبيل قللت بشكل كبير من تراكم الدهون. وقد أوصت نتائج الدراسات علي أن الزنجبيل يمكن أن يساعد في تقليل مؤشر كتلة الجسم ومستويات الأنسولين في الدم. بالاضافة إلي تقوية جهاز المناعة بالجسم ضد الأمراض الفيروسية .
في ظل الاتجاه الحالي لاتباع أسلوب الحياة الصحية نجد أن صور استهلاك الزنجبيل الشعبية تزداد بأشكاله المتعددة المختلفة بين محبي استهلاك الاعشاب الصحية، كمشروب في صورة شاي أوكعصائر للجذور الطازجة إلى استخدامه كمسحوق منكهة عند أضافته للأغذية أواستخدام الزيت العطري له بسبب الفوائد الصحية الشاملة المشتهر بها.
ونقلا عن تقارير منظمة الصحة العالمية (WHO) ودستور الأدوية في اليابان والصين وتايلاند والمملكة المتحدة وأوروبا وأفريقيا عن الزنجبيل أنه نبات طبي متعدد الاستخدامات حيث يستخدم بشكل قوى في: علاج الغثيان عسر الهضم والمغص وآلام المعدة والقولون والإسهال والامساك ويعتبر منشط قوي طارد للغازات – يستخدم في خفض الكوليسترول والدهون الثلاثية والسكر في الدم – أيضا يعتبر علاج لالتهاب المفاصل والروماتيزم – علاج التهاب الشعب الهوائية والوقاية من أمراض الجهاز التنفسي مثل الربو والالتهاب الرئوي وتحسين ضيق التنفس والسعال وطارد للبلغم ومشروب للوقاية من الاصابة بالبرد والزكام وأعراض الانفلوانزا – يقي من الاصابة بالزهايمر ويحفز الذاكرة ويمنع النسيان – يخفف من الصداع واعراض الدوار – مقوي عام للأعصاب والحفاظ علي الجهاز العصبي – مدر للبول – يفيد في حالات العجز الجنسي عند الرجال – مفيد لتنقية الصوت والأحبال الصوتية – يقلل الشعور بالتوتر والأرق – منشط عام للجسم ومحفز لافراز هرمون السعادة – فاتح للشهية – يمنح الشعور بالدفء خاصة في فصل الشتاء – يؤخر ظهور أعراض الشيخوخة. كما يحتوي الزيت العطري له علي المركبات النشطة الفعالة التي تعمل كمضاد قوي للأكسدة وكمضاد للميكروبات والالتهابات. لذا يعتبر شاي الزنجبيل علاجًا منزليًا جيدًا للبرد ومسكن عشبي عطري غير عادي نتيجة وفرة مضادات الأكسدة في شاي الزنجبيل التي جعلت هذا المشروب خيارًا مناسبًا لوقاية وحماية أجسامنا من الكثير من الأمراض مثل أمراض القلب والسرطانات.
الفرق بين الزنجبيل الأخضر الطازج والمسحوقعادةً تكون نسبة الزيوت الطيارة الموجودة في الزنجبيل الطازج أعلى منها في الجاف ونكهته تكون أقوى، وبهذا يُنصح بتناول الزنجبيل الطازج عند الاستخدام لعلاج بعض المشكلات المرضية أو لتقوية المناعة ومحاربة الميكروبات. المادة الفعالة في الزنجبيل هي الجنجيرول الوجودة في كافة أنواع الزنجبيل وأشكاله، ولكن أهم ما يميز الزنجبيل المجفف عن الزنجبيل الأخضر الطازج، هو احتواءه على مادة السوجيل (Soguel) التي تتكون أثناء تجفيف الزنجبيل، وهي المادة المخففة للألم إلا أنها تعمل على رفع ضغط الدم، وهذا عكس ما يضيفه الزنجبيل الأخضر الطازج من ميزه لقدرته على خفض ضغط الدم.
اوصت الدراسات التي اجريت علي كمية الزنجبيل المسموح بها يوميا والتي تختلف علي حسب النوع والعمر والحالة الصحية للفرد لكن مع ضرورة الالتزام بالكميات المحددة لكل فئة ومرحلة. وعلي سبيل المثال وليس الحصر فأنه بالنسبة للأطفال من الضروري أولاً معرفة أنه لا يمكن إعطاء الزنجبيل للأطفال الذين لم يتعدى عمرهم السنتين وهي الجرعة الآمنة من الزنجبيل بالنسبة للأطفال أما بالنسبة للأطفال الأكبر من سنتين فيمكن إعطاء الزنجبيل لهم تحت اشراف الطبيب لمعرفة الكمية المناسبة للطفل لأن الأطفال يتم تحديد الكمية المناسبة لهم من خلال أوزانهم والعمر أيضاً لعلاج بعض الأمراض مثل التقلصات التي تحدث في معدة الطفل والصداع والغثيان أيضاً. أما الجرعات الآمنة من الزنجبيل للبالغين: بالنسبة للنساء والرجال البالغين أو حتى المسنين فالمسموح لهم تناول كمية في حدود 4 جرامات من الزنجبيل الطازج يومياً مقسمة علي حصتين إلى ثلاث حصص في اليوم كمشروب شاي أو ما يعادل نصف الي واحد جرام من الزنجبيل المجفف، حيث يعادل اثنين الي اربعة جرام من الزنجبيل الطازج. أما بالنسبة للنساء الحوامل فيسمح لهم بتناول كمية من الزنجبيل لا تتعدي 1 جرام أي ما يعادل أربعة أكواب متوسطة من مشروب الزنجبيل من أجل الحفاظ على صحة الحامل وصحة طفلهاً. وبالنظر للكميات المسموحة من الزنجبيل باختلاف الحالة الصحية نجد كمثال أن الجرعات الآمنة من الزنجبيل للمساعدة في تقليل الشعور بالألم وعلاج الغثيان وعسر الهضم والغازات هي استخدام كمية من الزنجبيل تساوي 1 جرام مقسمة على مدار اليوم بأكمله ولاتؤخذ في جرعة واحدة. كذلك الجرعات الآمنة من الزنجبيل للمساعدة في التخلص من الآلام الناتجة عن التهاب المفاصل: يمكن استخدام 250 مللي جرام من الزنجبيل مقسمة على أربع مرات خلال اليوم بعد تناول الطعام.
أما عن الأعشاب والأغذية التي يتعارض تناولها مع الزنجبيل والتي تعد مضادة للتخثر وتجلط الدم وتناولها مع مؤذي للجسم حيث يتسبب في حدوث النزيف، ومنها البقدونس – الحلبة – القرنفل – الفلفل الأحمر – الثوم – البصل – عرق السوس.
وعلي عكس المفهوم الشائع لجمهور العامة، نجد أن الزنجبيل لا يخلو من الآثار الجانبية لتناول الزنجبيل وخاصة في التفاعلات مع الأدوية أو مكونات الغذاء، ولا يزال العديد من الدراسات والأبحاث جارية تحت الدراسة علي الزجبيل لإثبات العديد من فوائده. الزنجبيل يحتوي علي مركبات فعالة نشطة حيويا، منها الذي يتفاعل مع المكونات الصيدلانية الدوائية لذلك يجب التنويه والاشارة إلي زيادة الوعي بمخاطر استهلاك الزنجبيل غير المنضبط.
الآثار الجانبية والسلبية للزنجبيل تظهر في حالتين الأولي تناول كميات كبيرة من الزنجبيل والثانية إصابة الشخص الذي يتناول الزنجبيل باضطرابات صحية، مثل سيولة الدم أومرض السكري. وحول أضرار المبالغة في تناول الزنجبيل قد تؤدي إلى حرقان في المعدة والإسهال وتهيج في الفم والتهاب الحلق خاصة في حالة وجود تاريخ مرضي من القرحة أو التهاب الأمعاء أو انسدادها – التهاب الجلد – خفض ضغط الدم – عدم انتظام ضربات القلب – سيولة الدم والنزيف لاحتواءه على مواد كميائية تشبه الاسبرين والتي تعمل على منع تجلط الدم – الشعور بالخدران وبالنعاس – انخفاض مستويات السكر في الدم مما يُشكل خطرًا على المريض فقد لوحظ علي مريض السكر ظهور علامات مثل الدوار والضعف العام. كما يشكل الافراط في تناول الزنجبيل مخاطر على الحامل وتأثيره على مستويات الهرمونات النسائية مما قد يزيد من خطر الإجهاض أو النزيف.