جمعية الفيروسات المصرية: كورونا خطير  ..ومصر اخذت حذرها

3 فبراير، 2020 - بتوقيت 7:32 م

قال  الدكتور محمد عبدالحميد شلبى – رئيس جمعية الفيرولوجى المصرية وأستاذ الفيروسات والمناعة بكلية طب بيطرى جامعة القاهرة– ان المصادر اختلفت فى تحديد مصدر ظهور فيروس الكورونا فثبت انه جاء من الخفافيش، وبحث اخر يقول انه انتقل من الخفافيش الى الافاعى التى تتغذى على الخفافيش، وانتقل من الاثنان الى الانسان، فمن المعروف ان الصينين يأكلون الخفافيش والثعابين ويأكلون كل ما له قلب ينبض والفيروس ظهر فى ولاية ووهان والتى بها سوق كبير لبيع الحيوانات البرية الحية والمذبوحة، وعندما جاءوا بعينة من الفيروس وجدوا فيه آثار من الخفافيش والثعابين فثبت انهما المصدر لهذا الفيروس، وكانت الكارثة عندما تأقلم الفيروس مع الانسان وانتقل الى جسمه وعاش فيه.

أشار إلى انه عندما يكون الفيروس فى الحيوان تكون السيطرة عليه سهلة فقليل من البشر من يتعاملون مع الحيوان المصاب، وتكون العدوى تحت السيطرة وبسيطة، لكن الكارثة عندما ينتقل الى الانسان فالانسان الحامل للفيروس مجرد ان يسعل فى مكان عام ينتقل المرض للاشخاص الموجودين فى نفس المكان مثل النوادى والامكان العامة والمواصلات ودور العبادة، ففيروس الكورونا يصيب الجهاز التنفسى وينتقل عن طريق السعال والعطس، مؤكدا ان جميع الفيروسات ليس لها علاج إلا إذا كان لها لقاح، فإذا حصل الانسان على هذا اللقاح يحيمه من هذا الفيروس، والمنظمات الدولية والمعامل فى البلاد المتقدمة مثل المانيا وأمريكا بدأوا فى تحضير وعمل لقاح لهذا الفيروس لكن يحتاجون إلى ثلاثة أو اربعة أشهر للخروج باللقاح.

افاد شلبى انه فى عصرنا الحديث لا توجد بلداً بعيدة عن العدوى، فمجرد ان يدخل شخص مصاب بالمرض سواء كان صينيا أو من أى بلد وكان فى زيارة للصين ينقل الفيروس الى المئات ويبدأ المرض الظهور فى هذه البلد، ووصل عدد الوفيات بسبب فيروس الكورونا إلى 159 شخصا، وظهر الفيروس فى أمريكا، والاحصائيات تقول إلى ان الاصابات بالفيروس وصولت لـ 12 ألفا ويحتمل موت الكثير من هذا العدد المصاب، وايضا احتمال شفاء الكثير من هؤلاء خاصة من لديهم مناعة قوية، وأكثر الناس عرضة للموت المصابين بالفيروس من كبار السن وأصحاب الامراض المزمنة والمصابين بضعف المناعة.

اوضح شلبى ان مصر اخذت كل الاجراءات الاحترازية لتفادى دخول الفيروس، وأهمها ان أى شخص قادم من الصين، يعرض على جهاز الكشف الحرارى ومن يثبت ان حراراته عالية يتم حجزه لمدة 14 يوما وهى فترة حضانة المرض حتى يثبت خلوه من الفيروس يسمح له بالخروج، مؤكدا ان انتقال المرض عن طريق البضائع ضعيف جداً لان تلك البضائع تحتاج لايام لتنتقل لمصر والفيروس فى الجو الخارجى ضعيف ولا يتحمل تلك المسافات ولا يعيش لتلك الفترات.

نصح شلبى المواطنين بأخذ الحظر عموما من اى أمراض او فيروسات، بان الانسان المريض بالسعال أو العطس لا ينزل من بيته حتى يشفى، ولا يختلط بالاشخاص فى الامكان العامة سواء النوادى ودور العبادة والمواصلات والمباريات او الاجتماعات او أى تجمع بشرى، لعدم انتقال اى فيروس او مرض منه الى الاشخاص الاخرين وينتشر ويصبح عدوى كبيرة، كما ان على كل مصاب بالسعال والعطس التواصل مع الدكتور وعدم الاهمال حتى يتم تدارك الامر سواء كان مرضا عاديا او فيروسى، كما ان على افراد العائلة عدم استخدام اى اشياء شخصية للمصاب فى المنزل سواء بالسعال او العطس، ايضا الكف عن بعض العادات مثل تبادل القبلات بين الاصدقاء والاقارب عند الترحيب والمدوامة على غسيل اليد بالماء والصابون والمطهرات.
أكد الدكتور شلبى على دور الطب البيطرى الكبير فى تلاشى تلك الكوارث، فالفيروسات والامراض الخطيرة تنقل من الحيوان إلى الإنسان، وهناك فيروس ميرس كورونا ظهر فى الشرق الاوسط وظهر بالتحديد فى السودان وانتقل عن طريق الجمال، وكذلك سارس فى الصين انتقل عن طريق الحيوانات، فالطب البيطرى هنا له دورا أساسيا فى الوقاية من تلك الامراض، وضرورة تفعيل دور الطبيب البيطرى لحماية الانسان قبل الحيوان، فهناك أكثر من 200 مرض مشترك بين الإنسان والحيوان والطبيب البيطرى هنا هو خط الدفاع الحقيقى حتى لا تنتقل تلك الامراض الكثيرة ومنها الفيروسات إلى الإنسان.
موضحا ان شعار منظمة الصحة العالمية ” ONE HEaLTh” صحة واحدة وهذا الشعار يجمع الطب البشرى والطب البيطرى والبيئة، فهؤلاء الثلاثة يلعبون دورا هاما فى حياة الانسان، اذا أُهمل أحد العنصر الثلاثة تكون الصحة العامة فى خطر، إذا أُهمل الطب البيطرى مثلا تنتقل الأمراض من الحيوان للانسان ومنها فيروس الكورونا الذى نحن بصدده، واذا اهملت البيئة كانت سببا فى انتشار الامراض، فهناك حتمية تكاتف الطب البشرى والطب البيطرى والبيئة من اجل صحة الانسان ويعملون الثلاثة فى منظومة واحدة، فشعار عالم واحد صحة واحدة اطلقته منظمة الصحة العالمية والفاو وoie ، فمرض السعار على سبيل المثال يأتى من الكلاب، والكلاب الضالة فى الشوارع والمنتشرة على القمامة والامكان المهجورة تصاب بالمرض، واذا عقر الكلب الانسان ينتقل له المرض وقد يقضى عليه إذا اصيب فى مكان قريب من الاعصاب، فإذا لم يحصن الطبيب البيطرى الكلب ولم يقم العاملين بالبيئة بدورهم فى القضاء على القمامة والتى تتغذى عليه الكلاب الضالة ومنع انتشار الكلاب الضالة، النتيجة تكون انتشار الأمرض والفيروسات، هذا المثال يوضح اهمية العناصر الثلاثة البيئة والانسان والحيوان ومن هناك جاء شعار صحة واحدة وأهمية الطب البشرى والطب البيطرى والبيئة فى الحفاظ على صحة الإنسان.