الخارجية الفلسطينية : تُحذر من تصدير ترامب ونتنياهو أزمتيهما للجانب الفلسطيني

12 فبراير، 2020 - بتوقيت 3:17 م

 

ريهام محمود

ادانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية بأشد العبارات أقوال ومواقف نتنياهو ومندوبه في الأمم المتحدة التي تعبر عن مدى تفشي العنصرية والفاشية ” والبلطجة ” في عقلية المسؤولين الإسرائيليين .

منتقده تعقيب رئيس الوزراء الاسرائيلى على خطاب الرئيس محمود عباس في مجلس الأمن ، والذى جدد فيه نتنياهو تكرار مواقفه المعادية للسلام والتي تتنكر لحقوق شعبنا، والذى جاء واضحاً ليس فقط من خلال مضمون رده على الخطاب وإنما من خلال المفردات التي استخدمها أيضاً.

لافته إلى انه عند حديث الجانب الإسرائيلي يستخدم كلمة “إسرائيل” و “دولة إسرائيل” و “حقوق الشعب الإسرائيلي”، فى حين انه يستخدم كلمة الفلسطينيين فقط في الحديث عن الجانب الفلسطيني، في تأكيد جديد على أن نتنياهو لا يعترف من حيث المبدأ بالفلسطينيين كشعب ولا يعترف بحقوقهم الوطنية أسوة بالشعوب الأخرى، وينكر عليهم حقهم في تقرير المصير وإقامة دولتهم المستقلة القابلة للحياة وذات السيادة بعاصمتها القدس الشرقية.

وعليه يعتبر نتنياهو أن خطة ترامب هي “أفضل خطة بالنسبة لإسرائيل والفلسطينيين” ليس لشيء إنما لأنها تنسجم تماماً مع مواقف وأفكار نتنياهو التي ذكرناها للتو بخصوص الفلسطينيين، ولأنها أيضاً توفر له ولليمين الحاكم في إسرائيل الغطاء الكامل لتنفيذ مخططاتهم الإستعمارية التوسعية في الأرض الفلسطينية المحتلة وبآفاق أوسع حتى مما طرحته صفقة القرن، دون أن تتضمن خطة ترامب أية قيود لوضع حد لجشع نتنياهو في تكريس الاحتلال والإستيطان وإبتلاع الضفة الغربية المحتلة بكاملها.

واشارت لتريدد نتنياهو حديثه المشترك مع ترامب وفريقه لتبرير صفقة القرن، بحجة أن “هذه الخطة تعترف بالواقع”، بمعنى أنها تعطي الشرعية لجميع التغييرات التي أحدثها الإحتلال في الأرض الفلسطينية عامة وفي القدس الشرقية بشكل خاص، لا سيما التدابير التي نتجت عن عمليات تعميق الإستيطان وإحلال المستوطنين في أرض دولة فلسطين، بما رافقها من شبكة طرق ضخمة تلتهم مساحات واسعة من الأرض الفلسطينية المحتلة، وهو ما ينطبق أيضاً على الحرم الإبراهيمي الشريف والقدس والمسجد الأقصى المبارك ومحاولات تقسيمه زمانياً ومكانياً.

لافتة إلى أعتراف نتنياهو بان صفقة القرن تنسجم تماماً مع رؤيته ومواقفه، ولا تقدم شيئاً للشعب الفلسطيني ولا تمت بصلة لحقوقه الوطنية العادلة والمشروعة .

مؤكده على أن رد نتنياهو على الرفض الفلسطيني العلني لصفقة القرن لا يعدو كونه جزءاً لا يتجزأ من حملته الدعائية الهادفة إلى تضليل الشارع الإسرائيلي والرأي العام العالمي، وجزءاً من حملته الإنتخابية الهادفة لحشد أكبر عدد ممكن من الأصوات في السباق الإنتخابي، وهو ما يؤكد من جديد عدم جدية نتنياهو في البحث عن أي شكل من أشكال السلام، وعدم حاجته للطرف الفلسطيني كشريك للسلام، ويؤكد بالأساس على غياب شريك السلام الإسرائيلي.

وحذرت الوزارة من مخاطر إقدام ترامب ونتنياهوعلى تصدير أزماتهم الناتجة عن فشل صفقة القرن إلى الجانب الفلسطيني .