ابو الغيط: قمه “التجديد والتغيير” فرصة لاستعادة العرب لقضايا وملفات تركت للاخرين
19 مايو، 2023 - بتوقيت 9:59 م
ريهام محمود
هنأ الأمين العام لجامعة الدول العربية محمد ابو الغيط ولى العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز علي توليه رئاسة القمة في دورتها الثانية والثلاثين متمنيا له التوفيق إلى ما فيه خير أمتنا وشعبنا.
وقال إن المشهد الدولي يمر بواحدة من أشد الفترات خطورة في التاريخ المعاصر فهو زمن
استقطاب وتنافس هائل بين القوى الكبرى على حساب القوي الاصغر أو المنفردة. ولذلك فليس أمام الدول العربية في هذه المرحلة التاريخية العصيبة سوى أن تستمسك بالمصالح العربية معياراً أساسياً للمواقف الدولية.وأن تلتزم بالتنسيق فيما بينها وبالعمل الجماعي سبيلاً أكيداً لتعزيز الكتلة العربية في مواجهة ضغوط الاستقطاب.
وتابع خلال كلمته التي ألقاها اليوم فى أعمال القمة العربية بجده إن أزمات منطقتنا العربية لم تجد للحل طريقاً بعد عقد وأكثر من المعاناة والدماء والآلام. فملايين العرب ما زالوا لاجئين ونازحين.، داعيا لأن تكون قمة جدة علامة بدء لتفعيل حل عربي يوقف نزيف الدم في السودان ويصحح أخطاء ارتكبت في الماضي ويتوخى المصلحة العليا للدولة السودانية وليس المصالح الضيقة لفئات أو أشخاص.لافتا إلى سعى الجامعة لإيقاف نزيف الدم والخسائر في كافة ميادين الاحتراب الأهلي حيث لا منتصر ولا مهزوم .. والأزمات العربية تشهد الآن حالة من التجميد مقارنة، داعيا لاغتنام تفعيل الحلول عربية لتلك الأزمات العربية.
وفى سياق متصل رحب الأمين العام للجامعة العربية بالرئيس بشار الأسد بعد أن عادت سوريا إلى مقعدها في هذا المجلس الموقر، مؤكدا على كونها فرصة لا ينبغي تفوتيها لمعالجة الأزمة التي تُعاني منها البلاد لما يربو على العقد. سواء في أسبابها وأصولها، التي يظل الحل السياسي السبيل الوحيد لتسويتها. أو في تبعاتها التي تجاوزت حدود الوطن السوري. ويحدونا الأمل في أن يكون للعرب اسهامهم في ايجاد الحلول الناجعة للأوجاع السورية العديدة.
واستكمل أبو الغيط حديثه بالحديث عن التدخلات الإقليمية في المنطقة العربية والتى عانت منها زمناً، ولا تزال، والتي لم
تُنتج سوى حصاد من التمزق والفرقة والدم.
وعلى صعيد آخر رحب أبو الغيط بالاتفاق الذي وُقع بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية في مارس الماضي. فالعلاقات مع الجيران كافة يجب أن تتأسس دوماً على أساس من احترام مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول
و استكمل الأمين العام حديثه عن فلسطين مشيرا إلى الممارسات الرعناء لحكومة الاحتلال الاسرائيلية والتى أدت إلى تصعيد مروع في منسوب العنف والقتل في الشهور الأخيرة.محيي صمود الفلسطينيين في كل مكان في الأرض المحتلة، مؤكدا على إن السياسات والممارسات الاستفزازية لتلك الحكومة الممعنة في التطرف والكراهية، لابد أن تُواجَه بصدٍ حازم من المجتمع الدولي، عِوضاً عما نشهده من صمت مريب ومشين.
وتابع إن التمسك بمبادرة السلام العربية لازال خياراً استراتيجياً عربياً لحل الصراع… وفي القلب من هذا الخيار إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
واضاف أن انسداد المسار التفاوضي يؤدي إلى تقويض حل الدولتين. ويُمهد الطريق أمام حل الدولة الواحدة. وعلى كافة الأطراف. خاصه الأطراف الدولية التي تشاهد حل الدولتين وهو يتم تقويضه يومياً دون أن تُحرك ساكناً. أن تراجع سياساتها قبل فوات الأوان.
متطلعا إلى أن تكون قمة “التجديد والتغيير” . تمثل خطوة مهمة على طريق استعادة العرب لقضايا وملفاتٍ تُركت للآخرين زمناً. فتعقدت مساراتها وتشابكت خيوطها، وعلينا السعي الان لتسويتها.بكل العزم والجهد حفاظاً على أمن الأمة وشعوبها وصوناً لحاضرها ومستقبلها.