د نعمة فوزي محمد تكتب : الأسرة بين الماضي والحاضر

2 يوليو، 2023 - بتوقيت 12:44 م

 

دكتوراة علم الاجتماع

 

 

يعتبر التغير أحد حقائق عصرنا، بل وربما حقيقة في جميع الأوقات. وعلى حد تعبير الفليسوف اليونانى “هيراقليطس” فإن المرء لايستحم في النهر مرتين، لأن النهر يتغير بجريان الماء فيه، مثلما يتغير الشخص فور إحساسه أو ملامسته لماء النهر.

تعد الأسرة من الأوائل الذين يشعرون بالتغير وتترك أثر بهم على جميع الأصعدة وبالتالي تضع على عاتقها مواجهة هذه التغيرات والتحول في كل حياته لكي تستطيع التكيف مع هذا التغير، حيث تعد الأسرة هي اللبنه الأساسيه التي ينهض عليها بناء المجتمع وأعظمها تاثيراَ في حياة الفرد، وتتقاطع فيه عدة معاني لتحديدها، وبينما هى المجال أو الفضاء الذي يحمل على عاتقه التشبع بالقيم وتحديد السمات والخصائص الثقافية والاجتماعية وتعليم ولعب وإكتساب الأدوار والإندماج والتكيف بها.
إذا كان من أحد التغيرات الموجودة الأن هي انتشار التكنولوجيا الحديثة ألا وهي الذكاء الاصطناعي بشكل عام وأنترنت الأشياء بشكل خاص، يتطور الذكاء الاصطناعي على نحو متسارع، حتي دخل اليوم عالم الأسرة قد غيرت تطبيقات الذكاء الاصطناعي هذه حياتنا اليومية ومنازلنا وتفاعلاتنا مع الآخرين، ومع ذلك؛ يوصّف الذكاء الاصطناعي الموجود حاليًا بأنه ضيق أو ضعيف لأن جزءًا صغيرًا فقط من إمكاناته هو ما يتم استغلاله
وبذلك وبات مفهوم الأسرة في الوقت الحالي يواجه عدة متغيرات وتحديات أدت إلى تغيير الأدوار الأسرية، خصوصاً في وجود الذكاء الاصطناعي في حياتنا سيكون له تأثير كبير على الأسرة بشكل ما، مما أدى إلى جعل كل شي حولنا ما هو إلا ديجيتل، بضغطة زر يعمل كل شي حولنا، يتضح جليا أن تجمعات تلك العوامل التكنولوجية ساهمت في ترسيخ سلوك شراهة الإستهلاك ، وإغتراب فى البيوت وفقد لغة الحوار والأعتماد على التكنولوجيا بشكل كلي، فرضت على الأسر مواكبة هذه التطورات التكنولوجيا وتعلمها لإجل معرفة التواصل مع أطفالهم والعصر الذي تعيشه، والتطور الذي حدث في برامج التعليم ؛ فجعلت من الممكن التعليم عن بعد ، وخلقت فرص لتعليم أي شي عن طريق تطبيق أو منصة متوافرة على النت . ومخاوف على أطفالهم من هذه التكنولوجيات من اعمال العنف التي تعرضها وظهور أمراض نفسية لدي أطفاله أو شبابها. وتغير في قيم وعادات الأسر في الإحتفالات والمناسبات الخاصة والعامة، وظهور ثقافة التقليد، إزالة الفوارق بين الكبير والصغير” عدم احترام الكبير”. وفرضت عليهم صراع بين الأجيال فالطفل الذي نشأ على التفاعل وجها لوجه غير الطفل الذي نشأ يتفاعل مع ألة أكثر من بشر