د نعمة فوزي أبودنيا تكتب: دور الذكاء الاصطناعي في تمكين المرأة الريفية
9 يوليو، 2023 - بتوقيت 11:24 ص
الذكاء الاصطناعي فرصه تحدى أمام المرأة الريفية؟ سؤال يطرح نفسه، حيث تؤدي المرأة دوراً مهماً من أجل تحقيق الأمن الغذائي والتغذوي من خلال دعمهن لأسرهن ومجتمعاتهن، ودر الدخل، وتحسين سبل المعيشة الريفية والاهتمام بالصالح العام للأسرة. من ناحية أخرى فإنهن يدعمن الاقتصاد المحلي والعالمي. ومع هذا، فان المرأة الريفية تواجه، كل يوم وفي شتى أرجاء العالم، معوقات هيكلية مستمرة تحول دون تمتعها الكامل بحقوقها الإنسانية، وتقوِّض ما تبذله من جهود من أجل تحسين حياتها وحياة من حولها. وفي هذا السياق، تعد المرأة الريفية واحدة من الفئات المهمة التي تستهدفها الأهداف الإنمائية للألفية، و يشير” تقرير التنمية الرقمية العربية 2019 نحو التمكين وضمان شمول الجميع” أنه مع انتقال العالم اليوم إلى العصر الرقمي، حيث أن تقدم التكنولوجيات الرقمية يجعل العالم فضاءً أصغر وأكثر ترابطاً، بمكوناته المعنوية والمادية على حد سواء و يساهم هذا التغيير إيجاباً الى حد ما في تحقيق المساواة بين الجنسين، وعلاوة على ذلك أدى التحول الرقمي إلى تغيير الطريقة التي تُنظّم بها الأعمال وتُدار .ومن أهم الاتجاهات ذات الطابع التحويلي منها الذكاء الاصطناعي، زيادة التجارة الإلكترونية، بما في ذلك التسويق الإلكتروني، التي أصبحت أمراً لابد منه للشركات والأفراد التي تسعى إلى خلق فرص عمل والنجاح من خلال الإنترنت، وبتدقيق النظر في جوهر النشاط النسوي الأفتراضي نجد أن وسائل التواصل الاجتماعي أثبتت بجدارة أنها أداة فعالة وغير عادية لتمكين المرأة حين يتم استخدامها بالشكل الإيجابي، وأنها تجاوزت أدوارها الترفيهية والاجتماعية النموذجية، إلى أنها أصبحت وسيلة اتصال للعمل وهذا ما ذكرته دراسة عن التسويق الإلكتروني والتمكين الاقتصادى للمرأة الريفية والتي أظهرت أن النساء يقومون بيبيع منتجاتهم عبر صفحات التواصل الإجتماعي. وإضافة لذلك تؤدي خوارزميات الذكاء الاصطناعي الخاصة بمنصات وسائل التواصل الاجتماعي مهام جديدة؛ كنشر الإعلانات الرقمية المستهدفة في وقت قصير، إشراك العملاء قبل وبعد البيع. ويوفر إمكانية زيادة الإيرادات وخفض التكاليف. من المرجح أنه قد تزيد الإيرادات من خلال تحسين قرارات التسويق مثل التسعير والعروض الترويجية، توصيات المنتج، وتعزيز مشاركة العملاء كما قد تنخفض التكاليف بسبب أتمتة بسيطة. وإذا كان هناك نقطة نور تنطلق منها المرأة الريفية إلا أن من تزيد أعمارهم على 45 سنة، مازالت إمكانية نفاذهم إلى الإنترنت لا تزال منخفضة، وهو ما ينبغي العمل عليه وإصلاحه لأن الشبكات الاجتماعية ستشكل مورداً هام للإندماج الاجتماعي ولا سيما في التعليم والعمالة وتمكين الشباب والنساء وهذا ما يؤكده تقرير التنمية الرقمية، وبذلك نحن نحتاج بالفعل إلى توفير فرص عمل وتدريب، والتعاون في مجال الابتكار وتسريع نمو الاقتصاد الرقمي، وتمكين المهمشين والمرأة والشباب ورواد الأعمال وتحقيق مستقبل رقمي يشمل الجميع.