وزير الصحة: ضم ١١٦ ألف مريض لتلقى العلاجات المتقدمة ببرنامج الكشف المبكر عن سرطان الكبد
1 أغسطس، 2023 - بتوقيت 11:48 م
كتبت فاطمةالدالى
أكد الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان، تقدم مصر بملف إلى منظمة الصحة العالمية، للحصول على الإشهاد بخلو مصر من فيروس سي، مشيرا الى ان الملف حاليا قيد المراجعة بالمكتب الإقليمي للمنظمة، وقد يتم الاحتفال قريباً بهذا الإنجاز التاريخي بعد ان نجحت مصر في معركتها للقضاء على فيروس “سي” والتي توجت بمبادرة الرئيس للقضاء على فيروس “سي” والكشف عن المراض غير السارية (١٠٠ مليون صحة).
ولفت الوزير في كلمة متلفزة، عرضت خلال الاحتفال باليوم العالمى للفيروسات الكبدية، وإعلان نتائج مبادرة الكشف المبكر عن سرطان الكبد التي تمت بدعم من شركة باير العالمية، تحت مظلة ١٠٠ مليون صحة، الى ان رعاية مرضى الكبد حظيت أيضا بإطلاق برنامج الكشف المبكر عن سرطان الكبد، في سبتمبر ٢٠١٩، بهدف اجراء الكشف الدوري عن الفئات عالية الخطورة، عن طريق فحص الموجات الصوتية واختبار دلالات الأورام كل ٤ اشهر بالمجان في ٧٥ مركز فحص، تم ربطهم بـ٩٣ مركز متقدم لإجراء الفحوص المتقدمة، و٤٧ مركز متقدم لعلاج الأورام السرطانية مجهز بالمجان متعددة التخصصات، وبالفعل نجح البرنامج منذ اطلاقه في ضم قرابة ١١٦ الف مريض من الفئات المستهدفة حتى الان .
وأوضح ان تضافر العمل بين الجهات الحكومية وغير الحكومية أصبح ضرورةً ملحةً لخدمة المرضى على أكمل وجه، ولوزارة الصحة والسكان تاريخ كبير في تطوير وتشجيع هذا التعاون مع كل المهتمين والعاملين بالمجال الطبي.
وأضاف بانه لا يخفى على احد ما عانته مصر لسنوات وعقود من العبء الطبي والاجتماعي والاقتصادي لانتشار الإصابة بفيروس التهاب الكبدي «سي» والذي نجحت مصر في التصدي له بنجاح منقطع النظير ، وتمكنت بعزم وقوة من تغيير تصنيفها من البلد الأعلى في العالم من حيث معدلات الانتشار، لتصبح البلد الأول في العالم الأقرب للحصول على الأشهاد بالقضاء على فيروس “سي ” من منظمة الصحة العالمية، بعد جهود حثيثة بذلتها الدولة منذ مطلع العقد الأول لهذا القرن ، وتوجتها مبادرة فخامة رئيس الجمهورية للقضاء على فيروس “سي” والتي نجحت في الكشف عن ما يزيد على ٦٣ مليون مواطن في غضون ٧ أشهر فقط، والتي اعلنها السيد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية كأكبر مسح صحي في تاريخ البشرية من حيث الجودة والاتقان والسرعة.
وأشار الى ان اليوم يشهد، إنجازا في بناء نموذج استدامة الخدمات المقدمة لمرضى الفيروسات الكبدية لتواكب أفضل ما وصل اليه العلم، ولنفتخر جميعاً بنجاحنا في تحقيق العدالة والمساواة في الوصول الى أفضل الخدمات الصحية والعلاجات العالمية، ليس هذا فحسب، بل يتواصل بناء القدرات الوطنية والوصول بها الى اعلى المستويات بالتعاون بين الخبراء المصريين وشركائهم من أفضل الجامعات ومراكز علاج الكبد وسرطان الكبد في العالم لبناء منظومة قياسية متكاملة من التشخيص للعلاج.
وقال وزير الصحة والسكان إنه أكد خلال احتفال منظمة الصحة العالمية باليوم العالمي للالتهاب الكبدي، على التجربة المصرية غير المسبوقة، التي اصبحت نموذجاً ملهما لجميع الدول سواء على مستوى الوقاية، او تسريع وتيرة التشخيص والعلاج، أو متابعة مضاعفات المرض، وتم الاعلان عن التعاون الضخم بين وزارة الصحة والسكان والاتحاد الافريقي من خلال المركز الافريقي للتحكم والسيطرة على الأمراض في تدريب الكوادر من الدول الافريقية الأعضاء في الاتحاد الافريقي من خلال برنامج مستدام على كافة أوجه التعامل مع الفيروسات الكبدية ، حيث ينتظر استقبال ٣٠ طبيباً من اول ٣ دول افريقية بحلول منتصف هذا الشهر، كا امتدادا طبيعياُ لمبادرة الرئيس لعلاج مليون افريقي من فيروس “سي” والتي تضرب بها مصر كالعادة أروع النماذج في التضامن الدولي والتعاون الإنساني لحماية الأمن الصحي العالمي . كما تم ايضاح قدرات القطاع الصحي المصري في تصنيع العقاقير الحديثة التي أهلت مصر للوصول الى هذا الإنجاز العالمي من خلال قدرات ضخمة وبجودة عالية الأمر الذى نتج عنه انخفاض تكلفة العلاج من 64 ألف دولار لكل مريض عام 2013 إلى اقل من ٤٠ دولار حالياً، وساعد ذلك فى توفير أكثر من 2.5 مليار دولار فى فاتورة استيراد الأدوية.
وقال بان العائد الاستثماري لمبادرة رئيس الجمهورية يقدر بـ 359%، بجانب المنفعة الصحية التي تقدر ب (1 Million life years saving) ووفر اقتصادي يقدر ب ٢٣ مليار جنيه.
وامتد النجاح للبرنامج، بتدشين برنامجاً عالمياً، للاكتشاف المبكر ورعاية مرضى سرطان الكبد من خلال شبكة مترابطة من مراكز الكشف المبكر، وشبكة أخرى من مراكز التشخيص والعلاج تقدم الخدمات لألاف المرضى المستهدفين، لتكرر مصر النموذج الاروع في اكتمال وتكامل الخدمات المقدمة
اعتمدت الوزارة على قواعد بيانات مبادرة الكشف المبكر وعلاج فيروس سي وتحليلها لتدشين برامج الكشف المبكر ووضع المستهدفات الواضحة من المرضى لتشمل ليس فقط سرطان الكبد الأولى، بل وامتدت لتشمل سرطان الثدي، والقولون والبروستاتا والرئة وعنق الرحم، وذلك من خلال تعظيم دور العمل بوحدات الرعاية الأولية بجميع محافظات الجمهورية، لتوفير خدمات الفحص المبكر والكشف لملايين المصريين، وذلك في خطوة حاسمة هدفها الحد من عبء السرطان في مصر وتحقيق نتائج صحية أفضل للجميع.
وعلى صعيد مبادرة الكشف المبكر عن سرطان الكبد أوضح الدكتور محمد حسانى مساعد وزير الصحة والسكان لمشروعات مبادرات الصحة العامة، والمدير التنفيذي للجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية ان نجاح تجربة مصر مع فيروس سى، تبعها نجاحات أخرى لرعاية مرضى الكبد، حيث تم تدشين برنامجين متوازيين أولهما برنامج الكشف المبكر عن سرطان الكبد الأولي، لاجراء الكشف الدوري على المرضى الأكثر عرضه للإصابة مثل المصابين بالتليف الكبدي ومرضى فيروس بي، ويتم ذلك من خلال فحص الموجات الصوتية واختبار دلالات الأورام كل أربعة اشهر بالمجان في ٧٥ مركز فحص، تم ربطه بـ ٩٣ مركز متقدم لإجراء الفحوص المتقدمة و ٤٧ مركز متقدم لعلاج الأورام السرطانية متعددة التخصصات، حيث نجح هذا البرنامج منذ اطلاقه في ضم قرابة ١١٦ الف مريض من الفئات المستهدفة حتى الان.
وثانيا تطوير برنامج علاج سرطان الكبد في مارس ٢٠٢٢، بإدخال العلاجات المتقدمة لسرطان الكبد والتي تعطى عن طريق الفم للحالات المتقدمة من أورام الكبد الأولية والذي تم اطلاقه في ٤٧ مركز علاج لسرطان الكبد تابعين لوزارة الصحة والسكان والهيئة العامة للتأمين الصحي، ونجح هذا البرنامج حتى الان في صرف العلاج لما يقارب ٢١٠٠ مريض سرطان كبد أولي، حيث تم تدشين هذا البرنامج الناجح بالشراكة مع شركة باير العالمية، اعقب هذا النجاح ولأول مرة ادخال احدث خطوط العلاج العالمية باستخدام الأدوية المناعية لعلاج سرطان الكبد منذ مايو الماضي في ٦ مراكز لعلاج الأورام، لافتا بان تلك البرامج واكبها برنامج تدريبي وتأهيلي ضخم لتدريب العاملين في القطاع الصحي وبناء القدرات للأطباء والتمريض والفنيين ومدخلي البيانات
ومن جانبة قال الدكتور عادل عدوى وزير الصحة الأسبق ان تاريخ مصر الطويل والمضيء يزخر بقصص نجاح في شتى المجالات، ويفخر أبنائها بالريادة في الماضي والحاضر في العلوم والفنون والآداب وغيرها من المجالات.
وأضاف في كلمته ان العالم شهد ريادة مصر في مجال العلاج منذ ابتكارات المصريين القدماء، ومازال يشهد تفوق المصريين خلال القرن الحادى والعشرين في نفس المجال، كما يشهد قوة عزيمتهم وارادتهم في التغلب على ما يواجهون من أخطار وما يهددهم من أوبئة.
قد شهد القرن العشرين في اواخره نجاح مصر في القضاء على مرض مستوطن في بلادهم أرهق صحتهم واستنزفها لقرون. لعل كثير من الحاضرين قد عاصر مرض البلهارسيا وأدرك التأثير المدمر لهذا المرض على أكباد المصريين، بل على حياتهم.
الا انه بنهاية القرن العشرين ظهر فيروس التهاب الكبد الوبائي كمصدر قلق صحي سائد للعديد من المصريين. وأظهرت دراسة استقصائية أجريت في إطار المسح الديمغرافي والصحي عام 2008 على عينات الدم أن 1 من كل 10 مصريين بالغيين من العمر 15-59 عاما مصابون بمرض فيروس التهاب الكبد الوبائي المزمن.
حتى عام 2007 لم يكن لدينا في مصر برنامجا محددا لتشخيص، وعلاج فيروس التهاب الكبد الوبائي سي على الرغم من الانتشار الواسع لهذا المرض الخطير وتسببه في نسبة كبيرة من الوفيات سواء بشكل مباشر نتيجة لتليف الكبد الذي يسببه، أو عن طريق زيادة عدد حالات سرطان الكبد نتيجة للإصابة بالفيروس.
وعلى صعيد آخر وهو الصعيد الاقتصادي، قدر البنك الدولي العبء المالي لهذا الوباء ب 3 مليارات و800 مليون دولار سنويا، ما يعادل 1,4% من اجمالي ناتج الدخل القومي لمصر، ولكن بنهاية عام 2011, تظهر الإحصاءات أن ما لا يتجاوز 2.8% فقط من المرضى الذين تم تشخيصهم بهذا المرض قد بدأوا علاجا منتظما، استجاب له ما يزيد قليلا عن نصفهم: 1,6%، وفي نهاية 2013 ظهرت أدوية المضادات الفيروسية المباشرة، وهي علامة فارقة في علاج فيروس سي، تتمتع بفاعلية عالية لكن تكلفتها مرتفعة، وتبلغ 84 ألف دولار لعلاج الحالة الواحدة (84 قرصا على مدار 12 أسبوعا).
وأشار الى انه نتيجة لجهود وزارة الصحة المصرية واستجابة الجهات المبتكرة والمصنعة للعلاج الحديث سوفالدي أمكن – كمرحلة أولى- تخفيض التكلفة الى 1% فقط من السعر الأصلي مما يعني أن علاج المريض الواحد (84 قرصا) سوف يتكلف أقل من 900 دولارا. تابعت وزارة الصحة جهودها بالتعاون مع شركائها هذه المرة بهدف انتاج الدواء في مصر وقد تحقق ذلك بالفعل الأمر الذي هبط بتكلفة العلاج مرة أخرى الى حدود 84 دولارا، وتكاملا مع خطة العمل أصدرت مصر برنامجها الوطني للتخفيف من فيروس التهاب الكبد الوبائي، مع التركيز على الوقاية والتعليم وتحسين رعاية المرضى للمصابين بفيروس التهاب الكبد الوبائي.
وجاءت حملة 100 مليون صحة كمبادرة رئاسية لتؤكد على اهتمام القيادة السياسية بتحقيق أعلى مستوى من الرعاية الصحية للمواطنين في مصر والقضاء على الوباء مهما تكلف ذلك من جهود وأموال، وتم تفعيل الحملة من خلال وزارة الصحة والسكان التي كان لها الدور المحوري في تناول ملف تشخيص وعلاج التهاب الكبد الوبائي، فضلاً عن إنشاء أنشطة تدريبية وتعليمية لآلاف العاملين في مجال الرعاية الصحية.
ووجه الدكتور عدوى الشكر والامتنان الى شركاء النجاح غير المسبوق في السيطرة على وباء قاتل الى الدكاترةـ، وحيد دوس، ومنال حمدي السيد، وجمال عصمت، وامام واكد، أيمن يسري، ومجدي الصيرفي، وخالد قابيل، والفريق المساعد محمد القصاص، ومحمد حساني، وراضي حماد.
وأوضح الدكتور احمد السبكى رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرعاية الصحية مساعد وزير الصحة والسكان المشرف العام على التأمين الصحى الشامل ان اليوم العالمي للفيروسات الكبدية، فرصة لتعزيز الجهود الوطنية والدولية المبذولة لمكافحة التهاب الكبد، والتشجيع على العمل وعلى مشاركة الأفراد والشركاء والجمهور، وتسليط الضوء على ضرورة تعظيم الاستجابة العالمية، لافتا الى اختيار يوم 28 يوليو جاء لتوافقه مع ذكرى ميلاد العالم الدكتور باروك بولمبرغ الحائز على جائزة نوبل، الذي يعود إليه الفضل في اكتشاف فيروس التهاب الكبد B واستحداث اختبار لتشخيصه ولقاح مضاد له.
وأشار الى ان مبادرة 100 مليون صحة للقضاء على فيروس سي في مصر حققت نجاحات كبيرة بعد أن وضعت الدولة هدفا أسمى وهو أعلان مصر خالية من فيروس سي، وانطلقت فرق وزارة الصحة في ربوع مصر بتكليف رئاسي لفحص أكثر من 60 مليون مواطن، ليتحقق الحلم وتصبح مصر بشهادة من منظمة الصحة العالمية صاحبة تجربة رائدة في القضاء على فيروس سي عالميا.
وأضاف بانه عندما كان هناك الكثير من التحديات التي واجهت الدولة المصرية فى ملف توفير الدواء و خصوصا الادوية المبتكرة و كانت اهم المشاكل هي الأسعار الباهظة للدواء، وقوائٔم إنتظار المرضى، وعدم دراية المصابين باصابتهم بالفيروس وعليه فقد قامت الدولة بجهود كبيرة ممثلة في التفاوض مع الشركات لتوفير سعر منخفض لعلاج عدد أكبر من المرضى بالإضافة إلى قوائم الانتظار الطويلة ، وتم التغلب على ذلك من خلال تشجيع الشركات المحلية لإنتاج الدواء والقضاء على تلك القوائٔم.
وأشار الى أن شركة باير الألمانية كانت من أوائل المساهمين في حملة 100 مليون صحة، وخاصة في حملة الاكتشاف المبكر وعلاج مرضي سرطان الكبد من خلال توفير العقاقير الفموية اللازمة لعلاج مرضى سرطان الكبد، بالاضافة الي دورالشركة في مصر -كجزء من مشروع بناء القدرات المستدامة -على تطبيق أحدث أساليب التدريب عن طريق الاستعانة بالكوادر المصرية والعالمية بالشراكة مع وزارة الصحة والسكان لخلق قدرات وطنية مع المتخصصين في الرعاية الصحية بالاضافة الي التوعية بضرورة الكشف المبكر لاكتشاف المرض.
وأضاف بان هذا التكامل وهذه الشراكة مع شركاء النجاح من القطاع الخاص تعتبر جزء من تحقيق الحلم لرعاية صحية متكاملة و خصوصا في عصر اعادة هيكلة النظام الصحي و علي راسه مشروع التامين الصحي الشامل
ومن جانبه اشار هيوجو هاغن رئيس شركة باير الألمانية في الشرق الأوسط ان شعار اليوم العالمى للفيروسات الكبدية للعام 2023، “نحن لا ننتظر التغيير.. نحن نكافح لتحقيق ذلك”، هو شعار يدعو للفخر لان وزارة الصحة والسكان المصرية وبرعاية شركة باير العالمية التي اتشرف بتمثيلها اليوم، كان لهم السبق منذ عامين في تحقيق شعار اليوم، حيث تم إطلاق مبادرة الكشف المبكر وعلاج سرطان الكبد تحت مظلة المبادرة الرئاسية ١٠٠ مليون صحة بإشراف وزارة الصحة والسكان وبمشاركة شركة باير الألمانية للأدوية بمصر
وفى هذا الاحتفال، وتلك المناسبة، ، فأنني اشعر بمزيد من الفخر تجاه ما شهدته مصر من تقدم ملحوظ على جميع الاصعدة، لا سيما في تدعيم الصحة، و خدمات الرعاية الصحية المقدمة من الدولة ، والتي تعد بحق امرا غير مسبوق على مر السنوات و ذلك من خلال اطلاق فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي للمبادرات الرئاسية ، فقد كان للدولة السبق بإطلاق مبادرة لعلاج المواطنين من فيروس سى والذى وصف بإنه وباء متوطن، ولم تقف جهود الدولة عند هذا الحد بل امتدت رعايتها للاكتشاف المبكر وعلاج المرضى الاكثر عرضة للإصابة بسرطان الكبد و الذين يمثلون 2-6٪ من بين جميع المصابين بالتليف الكبدي بسبب فيروس سى. واليوم نحن جميعا فخورون بإعلان معالى وزير الصحة والسكان النتائج الفعلية التي حققتها تلك المبادرة للمرضى المصابين، ما نحن بصدده اليوم على ارض الواقع ما هو الا تحقيق للهدف السامي المتمثل في تقديم رعاية صحية شاملة لمرضي سرطان الكبد.
و تعتبر مبادرة سرطان الكبد بالتعاون مع وزارة الصحة و السكان المصرية جزء من مبادرة باير العالمية لاستدامة علم الأورام. وتركز هذه المبادرة على إنشاء أنظمة بيئية عادلة لرعاية مرضى السرطان في البلدان ذات الدخل المنخفض الى متوسط في جميع أنحاء العالم والتي تعاني من تفاوتات في نتائج السرطان
وترتكز مبادرة الاستدامة للكشف المبكر وعلاج سرطان الكبد تحت مظلة المبادرة الرئاسية ١٠٠ مليون صحة بإشراف وزارة الصحة والسكان وبمشاركة شركة باير الألمانية للأدوية بمصر على خمسة محاور اساسية:
وضع برتوكولات وطنية موحدة لعلاج مرضي سرطان الكبد تتماشي مع الارشادات الدولية، وتغطية احتياجات مرضى سرطان الكبد من العلاجات الفموية لاول مرة، وبناء القدرات اللازمة بالتعاون مع الخبراء الدوليين للتشخيص المبكر والكشف على مرضى سرطان الكبد من خلال تطوير مدربين محليين وتثقيف مقدمي الرعاية الصحية، وإنشاء المنصات اللازمة لنشر البيانات عبر مراكز المبادرة ، وتمكين المرضى من المعرفة بالأمراض والأدوية لتحسين العلاج، واطلاق حملات توعية وطنية لمرضي سرطان الكبد وتزويدهم بمجموعة العناية بالمرضى ومتابعتهم من خلال مراكز الاتصال وتقديم المشاورة.
وإنني فخور للغاية ويشرفني أن أقول إن هذا التعاون بين باير ووزارة الصحة والسكان المصرية قد تم الإعلان عنه في البيت الأبيض الأمريكي US White House Cancer Moonshotباعتباره تجسيد للشراكة بين القطاعين العام والخاص لتحسين نتائج السرطان في البلدان في أفريقيا.
وبسبب هذا التعاون الناجح مع وزارة الصحة والسكان المصرية والإنجازات التي تم تحقيقها وتماشيًا مع رؤية مصر 2030 لتحويل نظام الرعاية الصحية ورؤية باير “الصحة للجميع، ولا للجوع ” تتمثل نظرتنا المستقبلية الآن في “التوسع في إفريقيا لإنقاذ ملايين الأرواح” وذلك من خلال مصر حيث انها بوابة إفريقيا ونقطة التقاء حضارات العالم القديم والحديث
وأشاد بالتحول الضخم في مجال الرعاية الصحية والانجازات العديدة في هذه المجالات، وعلي كافة الاصعدة التشريعية، والتنظيمية و التنفيذية تماشيا مع رؤية مصر 2030 ، و الخطه الضخمة التي تطمح الي تغطية صحية، ورعاية متكاملة تشمل كل المصريين والتي بدأت اولي مراحلها بتطبيق نظام التأمين الصحى الشامل لتشمل 6 مدن كمرحلة اولي، معبرا عن التفائل باستمرارالتعاون بين باير، ووزارة الصحة والسكان، وجميع الهيئات لخدمة المريض المصري، وخاصة المبادرات الرئاسية و التي أطلقتها الدولة لمصرية كاجندة وطنية تعكس الخطة الاستراتيجية طويلة المدي، والتي تتبناها الدولة المصرية لتحقيق مباديء واهداف التنمية المستدامة في جميع المجالات لاسيما فيما يتعلق بنظام الرعاية الصحية ضمن الجمهورية الجديدة تحت مظلة 100 مليون صحة.
ومن جانبها اوضحت الدكتور نعيمة القصير ممثل منظمة الصحة العالمية ورئيس البعثة بجمهورية مصر العربية انه على الصعيد العالمي، يقدر عدد من يعانون من عدوى فيروس سى يبلغ 58 مليون شخص، مع حدوث حوالي 1.5 مليون إصابة جديدة سنويا. وهناك ما يقدر بنحو 3.2 مليون مراهق وطفل مصاب بعدوى التهاب الكبد C المزمن.
وأضافت بان منظمة الصحة العالمية قدرت أنه في عام 2019، توفي ما يقرب من 2,900,000 شخص بسبب التهاب الكبد C ، معظمهم من تليف الكبد وسرطان الخلايا الكبدية، لافتة الى ان في الماضي كانت مصر واحدة من الدول التي تعاني من أكبر عبء لفيروس التهاب الكبد الوبائي سي على مستوى العالم. حيث كشفت نتائج المسح الديموغرافي والصحي المصري لعام 2015 أن معدل انتشار التهاب الكبد C كان 7٪ بين السكان الذين تتراوح أعمارهم بين 15-59 سنة، وخلال الفتـرة 2016-2021، قادت مصر مسيرة الاستجابة للالتهاب الكبـد الفيروسـي فـي إقليم شرق المتوسط، لا سـيما فيمـا يتعلـق بالقضـاء علـى التهـاب الكبـد، بنمـوذج قائـم علـى الرعايـة الصحيـة الأولية، وكان لذلــك دور كبيــر فــي علاج ثلــث الأشخاص المصابيــن بالتهــاب الكبــد C فــي الإقليم البالــغ عددهـم 12 ً مليـون شـخص.
وأضافت انه منذ بداية المرحلة الأولى للمبادرة للكشف المبكر وتوفير العلاج تم تطبيق الاستراتيجية التي كانت مبنية علي تطبيق مؤسسي للخدمات الصحية و الصحة العامة و القائم علي نموذج الرعاية الصحية الأولية العالمية. كان هناك تنسيق تام، وعلى أعلى مستوى، بين منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة.
وأشارت الى ان جمهورية مصر العربية قامت بتقديم مسودة تقرير القضاء على فيروس سي في عام 2021 ثم قامت مصر بتقديم نسخة معدلة في عام 2023 بناءا علي إرشادات منظمة الصحة العالمية المؤقتة للتحقق من القضاء على التهاب الكبد و نعمل الآن يدا بيد مع وزارة الصحة المصرية علي تحديث النسخة الثالثة من هذا الملف الهام استعدادا لعرضه علي لجنة التحقق الإقليمية و من ثم الدولية. وحاليا نعمل سويا بشكل كامل من اجل استيفاء جمهورية مصر العربية للمعايير المطلوبة للحصول على اشهاد المنظمة بالقضاء على فيروس سي.
وجددت الدكتورة نعيمة القصير التهنئة لمصر لإحرازها تقدما نحو الأهداف العالمية للقضاء على فيروس سي كمهدد لصحة العامة من خلال تسريع وتيرة الكشف المبكر و العلاج من خلال حملة 100 مليون صحة و الاستدامة في الكشف المبكر للمرض وتوفير العلاج بالمجان للمصريين وغير المصريين، ونبارك لمصر الاتجاه المكثف في تحسين توثيق وتكويد الوفيات وتطوير و ميكنة النظم المعلوماتية و تقصي حالات المضاعفات و متابعتها.