الجامعة العربية : الفلسطينيين ليسوا وحدهم وقرارهم له ظهير عربي مساندٌ

1 فبراير، 2020 - بتوقيت 3:11 م

 

ريهام محمود

اكد الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط على أن اهمية بلورة موقف عربيّ جماعي من الطرح الأمريكي للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين كما أعلن عنه الرئيس “ترامب”، بحضور ومشاركة رئيس الوزراء الإسرائيلي، في 28 يناير الماضي.

واكد خلال كلمته اليوم بالاجتماع الطارى لوزراء الخارجية العرب فى دورته غير العادية والذى دعا اليه الرئيس الفلسطينى محمود عباس ابو مازان لبحث كيفية الرد على خطة ترامب وما يسمى بصفقة القرن.
على إن قضية على هذه الدرجة من الخطورة والأهمية للعالم العربي تقتضي أن يكون موقفنا الجماعي على ذات المستوى من الجدية والشعور بالمسئولية ففلسطين ليست قضية الفلسطينيين وحدهم، ولم تكن كذلك في أي وقت ولن تكون هي قضية عربية تهم العرب جميعاً وتجمع شملهم من المحيط إلى الخليج واجتماعنا اليوم هو، في معناه ورسالته، وقفة تضامن مع الفلسطينيين شعباً وقيادة .

وتابع نحن اليوم نبعث برسالةٍ للعالم أجمع بأن الفلسطينيين ليسوا وحدهم وأن القرار الفلسطيني الحُر، له ظهير عربي مساندٌ في كل حال، وداعم في كل حين

واشار الامين العام للجامعة العربية لعده ملاحظات اولها أن العرب يأخذون كل مقترح للسلام، من أي طرفٍ كان بالجدية الكاملة وبروح المسئولية لأن إنهاء الصراع مع إسرائيل هو مصلحة فلسطينية وعربية مؤكدة لم نكن نتوقع أن تكون “النهاية المُقترحة للطريق” مخيبة للآمال ومجافية للإنصاف على النحو الذي صدر كانت الإشارات واضحة منذ الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل منذ نحو عامين إلى غير ذلك من الإجراءات والسياسات والمواقف الأمريكية التي شكّلت في مجموعها ضغطاً غير مسبوق على الفلسطنييين وقد سبق لهذا المجلس أن رفض هذه المواقف في حينه أقول إن الإشارات كانت واضحة، ولكن الحقيقة أن الطرح الأمريكي الأخير، والمدعوم إسرائيلياً، قد كشف عن تحولٍ حاد في السياسة الأمريكية المستقرة تجاه الصراع الفلسطيني .

وتاتى الملاحظة الثانية أن السياق الذي طُرحت فيه الخطة الأمريكية، وتوقيت طرحها يُثير علامات استفهام في أقل تقدير، لكي لا نقول الريبة والتشكك وكنا نتوقع ونتمنى ألا تخرج تسوية تاريخية على هذا القدر من الخطورة والأهمية، على حد قول الرئيس الأمريكي، بالصورة التي خرجت بها وكأنها محصلة تفاوض بين الوسيط وأحد طرفي النزاع بل وكأنها منحة من الوسيط إلى هذا الطرف بالتحديد لقد كان في طرح الخطة على هذا النحو رسالة سلبية للرأي العام أثرت على استقباله للخطة ومضمونها.

واستكمل ابو الغيط كلمته لاتا لملاحظته الثالثة إننا من حقنا أن نقبل أو نرفض من حقنا يقيناً أن نُقدم طرحنا ورؤيتنا (كما فعلنا منذ 18 عاماً في مبادرة السلام العربية) وإلا كان المقترح الأمريكي في حقيقته وجوهره يمثل إملاءاتٍ أو عرضاً لا يُمكن رفضه أو حتى مناقشته وسيكون الأمر في هذه الحالة منافياً لأبسط مبادئ العدالة والإنصاف، بل ومجافياً للمنطق وطبيعة الأشياء.

وللأسف الشديد أن الطرف الإسرائيلي يفهم الخطة الأمريكية بمعنى الهبة أو العطية التي يتعين اغتنامها والاستحواذ عليها .

وهناك ما يؤكد أن اليمين الإسرائيلي يعتبر الطرح الأمريكي ضوءً أخضر للمُضي في خطة طالما تبناها وحلم بتنفيذها وهي ضم المستوطنات كلها وغور الأردن بأكمله والانفصال أحادياً عن بقية الأراضي المحتلة في الضفة ومعنى ذلك أن تكون نتيجة هذا الطرح الأمريكي هي استدامة الاحتلال مع إضفاء الشرعية عليه وهي نتيجة لا أظن أبداً أن هذه الإدارة الأمريكية تسعى إليها، أو أن المجتمع الدولي يُقر بها.

موضحا أن اجتماع اليوم ليس فقط لتقييم الطرح الأمريكي، وإنما أيضاً لمناقشة وبحث ما يُمكن أن يترتب على هذا الطرح من آثار وتبعات سلبية على الأرض، والانعكاسات المحتملة لهذا الطرح على واقع معيشة الفلسطينيين ومستقبلهم.
ومشددا على إن الفلسطينيين يرفضون الوضع الحالي لأنه لا يُلبي تطلعاتهم ويضعهم فعلياً تحت احتلال وسيكون من قبيل العبث أن تُفضي خطة للسلام إلى تكريس هذا الاحتلال وشرعنته
كما إن تطبيقه لا يخدم حتى الجانب الإسرائيلي، إذ تقف اعتبارات الديموغرافيا بوضوح في صف الفلسطينيين على المدى الطويل .
لابد أن يتفاوض الطرفان بنفسيهما من أجل الوصول إلى حل يستطيع كلٌ منهما التعايش معه والقبول به حيث لا يُمكن أن تكون نقطة البداية لهذا التفاوض هي الحد الأقصى لمطالب طرف، والتجاهل الكامل لرؤية الطرف الآخر
واختتم الامين العام كلمته بتاكيده على إن التحديات التي تطرحها الخُطة الأمريكية لابد وأن تدفع الإخوة الفلسطينيين إلى العمل بأقصى سرعة على سد الثغرة الخطيرة التي ما برحت تنخر في بنيان العمل الوطني والسعي بكل سبيل إلى رأب هذا الصدع الذي خصم من النضال الفلسطيني لما يربو على ثلاثة عشر عاماً كاملة من الانقسام الداخلي
فلقد آن لهذا الانقسام البغيض أن يُفارقنا إلى غير رجعة فالتحديات المتسارعة تواجه الفلسطينيين جميعاً ولا ينبغي أن يواجهوها منقسمين متفرقين فهناك إشارات أولية إيجابية لمساعٍ من أجل لملمة الشمل ونرجو أن تُثمر هذه المساعي في أقرب وقت .