“أكساد”: أمطار الساحل الشمالي ومطروح تعيد زمن حقبة الرومان
13 مارس، 2020 - بتوقيت 3:19 م
كشف تقرير رسمي أصدره المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة “أكساد”، إن موجة الأمطار الغزيرة “غير المسبوقة”، التي شهدتها منطقة الساحل الشمالي ومطروح لأول مرة منذ عدة قرون ساهمت في ملء أكثر من 1000 بئر جوفي فضلا عن ارتفاع معدلات مياه الأمطار في المناطق المجاورة لهذه الآبار، وهو ما يرفع من الميزة النسبية للزراعة علي الموسم المطري الحالي ويزيد من إنتاجية المحاصيل البستانية وخاصة التين والزيتون والعنب ومحاصيل الأعلاف، وهو ما يعيد إلي الأذهان زمن حقبة الرومان والآبار التي حفروها في المنطقة قبل ألفي عام حيث كانت تتميز بأنها من المناطق المطيره الصالحة لزراعة قمح الأمطار.
وأوضح التقرير إن حالة عدم الاستقرار فى الاحوال الجوية التي شهدتها مصر علي مدار اليومين الماضيين والتى تأتى فى اطار التغيرات المناخية الايجابية التي تشهدها المنطقة اثرتا ايجابيا على المنطقة المطرية الواقعة بالساحل الشمالي الغربي لجمهورية مصر العربية متمثلة فى محافظة مطروح والتي تعتمد على مياه الامطار بشكل رئيسي فى رى زراعات التين والزيتون والشعير التي تشتهر بها المحافظة بالإضافة الى كونها المصدر الرئيسي لمياه الشرب للإنسان والثروة الحيوانية (اغنام- ماعز – ابل ) والمتمثلة فى ابار حصاد مياه الأمطار.
وقال الدكتور رفيق صالح مدير عام “أكساد”، ان ما تشهده مناطق الساحل الشمالي في مصر بمحافظة مطروح من أمطار غزيرة لأول مرة يعد أحد الجوانب الإيجابية للتغيرات المناخية يمكن للحكومة الإستفادة منها فى تعزيز القدرة والسعة التخزينية من المياه للآبار فى المنطقة من خلال مشروعات حصاد المياه الزائدة التي قام المركز بتنفيذها بالتعاون مع وزارة الزراعة وبرنامج الاتحاد الأوروبي المشترك للتنمية الريفية ومنظمة الفاو.
وأضاف “صالح”، في تصريحات صحفية الجمعة، ان نجاح المركز العربي “أكساد” فى تنفيذ سلسلة من الآبار الجوفية تصل إلي 1009 منشأة لحصاد مياه الأمطار في محافظة مطروح تنوعت ما بين انشاء ابار جديدة واعادة تأهيل للابار الرومانية المنشاة منذ العصر الروماني والتى فقدت قدرتها على خزن الماء مع الزمن وذلك بسعة تخزينية اجمالية بلغت 170 الف متر مكعب من المياه الصالحة للشرب تكفى لتغطية حاجات الشرب السنوية لعدد 10 الآف و 350 مواطنا وتلبية إحتياجات مياه الشرب وتحسين إنتاجية التين والزيتون.
ومن جانبه قال الدكتور سيد خليفة نقيب الزراعيين ومدير مكتب “أكساد” بالقاهرة ـ في تصريحات صحفية الجمعة إنه تم ملء جميع الآبار ضمن منظومة حصاد مياه الأمطار للاستفادة منها في التنمية الاجتماعية بالمنطقة وتحسين الأوضاع المعيشية لأهاليها، موضحا ان الموجة المطرية الحالية التى تعرضت لها البلاد منذ الامس والتى تاتى ضمن التغيرات المناخية الايجابية المتمثلة فى سقوط معدلات امطار عالية جدا وغير مسبوقة تعزز مخزون وواردات المياه بالمنطقة.
وشدد “خليفة”، علي أهمية التعاون بين وزارة الزراعة والمركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة “أكساد”، من خلال التوسع في إقامة المزارع الإرشادية البالغة أكثر من 125 مزرعة ارشادية تعتمد بشكل رئيسى على مياه الامطار فى الرى بمساحة 375 فدان وتزويدها بالمدخلات الزراعية من اسمدة ومبيدات ومغذيات وادوات تقليم ورش والات رش والات عزيق ومناشير الية الى جانب انشاء عدد 25 شبكة تنقيط بكافة مشتملاتها لعدد 25 مزرعة بأجمالي مساحة 75 فدان لتعزيز مفهوم الرى التكميلي باستخدام مياه الابار التى تم حصادها من مياه الامطار.
وشدد “خليفة”، علي ان أحد المزايا الكبرى للأمطار كونها غنية بالنيتروجين كأحد العناصر الأساسية لتحسين خصوبة التربة الصحراوية وتغذية النبات والتأثير الجيد على مكافحة الآفات الزراعية، مشيرا إلي أنها تعمل على غسيل المجموع الخضري الأشجار والمحاصيل المختلفة.