من “أفيجان” إلى “رمديسيفير” و”بلازما المتعافين” …رحلة مصرية مريرة لعلاج كورونا

4 مايو، 2020 - بتوقيت 11:02 م

 

تبذل الدولة المصرية جهودا كبيرة من أجل مواجهة فيروس كورونا ..ومع تزايد الإصابات وتجاوزها حاجز الـ 6 آلاف حالة تتواصل رحلة البحث عن علاج فعال للفيروس ومع توصل اليابان لتصنيع عقار “أفيجان” لعلاج كورونا، نجحت وزارة التعليم العالي فى الحصول على عينات من العقار الياباني، لاستخدامه في إجراء تجارب لعلاج المصابين بالفيروس .

ومع إعلان الولايات المتحدة الأمريكية اعتماد عقار “رمديسيفير” الذي تنتجه شركة “جيلياد ساينسز”، لعلاج المصابين بفيروس كورونا رسميا طلبت وزارة الصحة حجز كمية من العقار في إطار مشاركتها مع منظمة الصحة العالمية في التجارب السريرية الخاصة بهذا العقار.

كانت دراسة أرسلها البنك الدولي إلى وزارة الصحة قد حذرت من أن ذروة الإصابات بفيروس “كورونا” ستصل إلى أعلى معدلاتها خلال شهر مايو الجارى .
واستندت الدراسة على نسب الإصابات والوفيات المسجلة، مؤكدة أن مصر ما زالت في الحلقات الأولى من مسلسل الإصابات.
وتوقعت أن تتصاعد الإصابات إلى أن تصل إلى ذروتها خلال شهر مايو الجارى أو يونيو المقبل .

العزل المنزلى

هذه الجهود تكشف حرص الحكومة على صحة المصريين وانقاذ المرضى ووقف انتشار وتفشى الفيروس وفى هذا السياق أعلنت وزارة الصحة إنها ستلزم المصابين باللجوء للحجر المنزلي حال عدم ظهور أعراض عليهم، أو ظهور أعراض بسيطة، وذلك بعد ارتفاع أعداد المصابين بشكل يفوق القدرات الطبية للبلاد.
وأرجعت الصحة قرار العزل المنزلي إلى الطبيب المعالج، التي قالت إنه من حقه اتخاذ قرار العزل منزليا.
وطالبت الطبيب المعالج بشرح قواعد العزل المنزلي للمصاب، وتدريبه على كيفية قياس درجة الحرارة من تحت الإبط، مع إعطائه نسخة من إرشادات العزل في المنزل، ونسخة من دليل تطور الأعراض المرضية، مشيرة إلى أنه يفضل تخصيص حمام منفصل للمصاب، أو تنظيفه بعد كل استخدام .

وحددت وزارة الصحة مدة العزل المنزلي بـ14 يوما بعد انتهاء الأعراض، مشددة على ضرورة التزام المصاب بعدم الخروج من غرفته إلا لدخول الحمام، وارتداء كمامة عند الخروج من الغرفة، مع الحفاظ على تهويتها، وعدم استخدام مروحة للسقف.
وقالت الوزارة إنها اتخذت هذا القرار بسبب الارتفاع المتزايد في أعداد المصابين بالفيروس، وعدم قدرة المستشفيات المخصصة للعزل في المحافظات على استيعابهم.

بلازما المتعافين

من ناحية أخرى كشفت وزارة الصحة أنها ستسلك منحنى جديدا  في التعامل مع أزمة  فيروس كورونا ، ببدء تجربة حقن المُصابين بكورونا من بلازما المتعافين من الفيروس، بهدف علاج الحالات الحرجة.
وقالت الوزارة انه تم بدء استخلاص البلازما من 6 متعافين، وإجراء التحاليل الخاصة بمأمونية البلازما بعد استخلاصها، بالإضافة إلى إجراء قياس لمستوى الأجسام المضادة بالبلازما، مؤكدة ان النتائج أثبتت صلاحية استخدام البلازما من ثلاثة من أصل ستة متعافين.
وأكدت ان عملية حقن أول مريض مصاب بفيروس كورونا بالبلازما المستخلصة من المرضى المتعافين، تمت بالفعل وأنه سيتم خلال الأيام القادمة استكمال الحقن بالبلازما لمرضى آخرين وسيتم الإعلان عن النتائج أولًا بأول. وأوضحت أنه فور التأكد من استجابة المرضى سيتم التوسع في حقن بلازما المتعافين كعلاج لمرضى فيروس كورونا المستجد، وذلك من خلال دعوة المتعافين للتبرع بالبلازما لمساعدة المرضى ذوي الحالات الحرجة .
وقال الدكتور خالد مجاهد، مستشار وزيرة الصحة والسكان لشئون الإعلام والمتحدث الرسمي للوزارة، إن الوزارة شاركت من خلال فريق بحثي كبير في الدراسة التضامنية solidarity trial الخاصة بمنظمة الصحة العالمية والتي تشارك فيها 100 دولة، لافتا إلى أنه يتم إجراء هذه الدراسة في مصر في جميع مستشفيات العزل.
وأضاف أن الدراسة تتضمن شقين الأول ” ملاحظي” خاص بتحليل بيانات المرضي وإظهار المؤشرات من خلال بناء قاعدة بيانات موحدة تضم جميع دول العالم تهدف إلي الزيادة المعرفية للفيروس وخصائصه بشكل أدق للتعامل معه بأفضل طرق علاجية، موضحا أن الشق الثاني يتضمن التجارب الإكلينيكية على العقاقير البحثية ونتائجها
واشار الى أن وزارة الصحة والسكان تشترك مع منظمة الصحة العالمية في دراسة التفاصيل الجينية للفيروس والتي قد تؤثر على مسار التشخيص والعلاج.

صحة المصريين

من جانبه قال الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية، إن الدولة المصرية، تتابع بدقة ما يحدث على مستوى العالم فيما يخص فيروس كورونا وعلى المستوى المحلى أيضاً
وأوضح تاج الدين ان كل خطوة أو حركة تتم فى الداخل المصرى تحسب وفق توازن شديد بين صحة البلد والصحة الاقتصادية
وأضاف : كل خطوة تدرس بأرقام وإحصائيات دقيقة للحفاظ على صحة المصريين والدولة المصرية .
وأكد “تاج الدين” أنه فى غضون من 9 إلى 12 شهر ، كحد أدنى سيتم التوصل إلى عقار لفيروس كورونا، وسيكون فيروس عادياً سيتعايش معه الجميع ويكون أقل حدة .
وأشار الى أن المجتمع الدولى عامة ونحن جزء منه سيشهد قريبا تراجع حدة فيروس كورونا بعدما يكتسب الجميع مناعه منه ويتم التوصل إلى مصل له .

أفيجان

وبمجرد إعلان اليابان عن توصلها إلى تصنيع عقار أفيجان لعلاج كورونا، سارعت وزارة التعليم العالى والبحث العلمى للحصول عليه.

وقال الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي ان الوزارة حصلت على عينات من عقار “أفيجان” الياباني، لاستخدامه في إجراء تجارب لعلاج فيروس كورونا.

واشار عبد الغفار الى إن هناك عينات أكثر من هذا العقار ستصل مصر خلال الأسبوع المقبل، لإجراء تجارب سريرية ومعملية، مؤكدا أن هناك بحوث مشتركة مع اليابان في هذا المجال .
وأضاف أن دواء “أفيجان”، مُستخدم منذ فترة، ويندرج تحت فئة عقارات مواجهة الفيروسات، وأنه  يعمل على عملية انقسام الفيروسات. وذلك بعكس عقار هيدروكسي كلوروكين الخاص بالملاريا .
وأشار إلى أن الوزارة تواصلت مع الصين للحصول على كميات كبيرة من المادة الخام المستخدمة في إنتاج عقار “أفيجان” الياباني، لدراسة إمكانية تصنيعه داخل البلاد.
وكشف عبد الغفار عن إجراء تجارب دوائية للعلاج الياباني أفيجان Avigan، على 620 حالة في مصر، مؤكدا أن النتائج مبشرة.
وأكد أن الرئيس عبد الفتاح السيسي كلفه بالحصول على عينات وإجراء تجارب دوائية لهذا الدواء في القاهرة، بعد أن تمت تجربته في اليابان.
وأشار إلى أن وزارة التعليم العالي تتواصل مع دول مختلفة عبر الملحق الثقافي التعليمي بشأن برتوكولات العلاج المعمول بها في تلك الدول، من بينها إيطاليا وإنجلترا والصين، موضحا أن العالم أجمع ما زال يستكشف (كوفيد 19) ويرصد كل ما يتعلق به، وأن لجنة الفيروسات في مصر تتابع وتتواصل مع منظمة الصحة العالمية .

“رمديسيفير”

ومع إعلان الولايات المتحدة الأمريكية، اعتماد “رمديسيفير” الذي تنتجه شركة “جيلياد ساينسز”، كعقار تجريبي لعلاج المصابين بفيروس كورونا رسميا، سارعت الحكومة المصرية إلى حجز كمية من عقار “رمديسيفير” الأمريكي التجريبي .
وقالت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة ان الوزارة تقدمت لحجز كمية من عقار “رمديسيفير” في إطار مشاركتها مع منظمة الصحة العالمية في التجارب السريرية الخاصة بهذا العقار.

كان رئيس إدارة الغذاء والدواء الأمريكية “ستيفن هان”، قد أصدر أمرا طارئا باستخدام عقار “رمديسيفير”، وهو عقار تجريبي مضاد للفيروسات، لعلاج مرضى “كورونا” في المستشفيات.
وقال “هان”، خلال مؤتمر صحفى بحضور الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”: “كانت هذه كسرعة البرق فيما يتعلق بالموافقة على شيء ما”.
ولفت إلى أنه سيتم التبرع بحوالي 1.5 مليون قارورة من العقار، أي ما يعادل علاج 100 ألف شخص تقريبا؛ للتأكد من أننا سنوصلها إلى أخطر حالات الإصابة أولا.

بقلم… احمد عطية