د.أماني اسماعيل تكتب: الشعاب المرجانية فى مصر وعلاقتها بالثروة السمكية
21 مايو، 2024 - بتوقيت 1:21 م
الشعاب المرجانية هي هياكل معقدة تتكون من مستعمرات ضخمة من الكائنات الحية الدقيقة تسمى الزوايد المرجانية، تُعرف باسم “الحيوانات البحرية” لأنها تعيش في علاقة تكافلية مع نوع من الطحالب يسمى الطلائعيات، تُنتج الطحالب الطعام من خلال عملية التمثيل الضوئي، وتشارك بعضه مع الزوايد المرجانية، في المقابل، توفر الزوايد المرجانية للطحالب الحماية والمأوى، تعمل الزوايد المرجانية معًا لبناء هياكل عظمية صلبة من كربونات الكالسيوم، والتي تشكل أساس الشعاب المرجانية.
حقائق عن الشعاب المرجانية:
• توجد الشعاب المرجانية في المياه الضحلة الدافئة ، وعادة ما تكون في المناطق المدارية وشبه الاستوائية.
• أكبر نظام للشعاب المرجانية في العالم هو الحاجز المرجاني العظيم قبالة سواحل أستراليا.
• يمكن أن تنمو الشعاب المرجانية بمعدل يصل إلى 10 سم في السنة.
• أكثر من ربع جميع أنواع الأسماك البحرية تعتمد على الشعاب المرجانية للحصول على الغذاء أو المأوى.
• تُقدر قيمة الشعاب المرجانية للاقتصاد العالمي بأكثر من 3 تريليون دولار سنويًا.
• أكثر النظم البيئية تنوعًا بيولوجيًا على وجه الأرض، حيث توفر موطنًا لأكثر من 25٪ من جميع أنواع الأسماك البحرية، بما في ذلك الأسماك والروبيان والرخويات والديدان والقشريات.
• تُشكل الشعاب المرجانية حواجز طبيعية تحمي السواحل من التآكل والعواصف.
• تمتص الشعاب المرجانية ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، مما يساعد على مكافحة تغير المناخ.
علاقة الشعاب المرجانية بالثروة السمكية
تتمتع الشعاب المرجانية بعلاقة وثيقة وحيوية مع الثروة السمكية، حيث تُعد بمثابة بيئة مثالية لنمو وازدهار العديد من أنواع الأسماك، وتشمل فوائد الشعاب المرجانية للثروة السمكية ما يلي:
• توفير المأوى والغذاء: تُشكل الشعاب المرجانية هياكل معقدة توفر مأوىً آمنًا للعديد من أنواع الأسماك، بما في ذلك أسماك الشعاب الملونة والأسماك المفترسة الكبيرة. كما توفر الشعاب المرجانية مصدرًا غنيًا للغذاء للأسماك، حيث تعيش العديد من الكائنات الحية الدقيقة والطحالب على الشعاب، والتي تُعد مصدرًا غذائيًا هامًا للأسماك.
• مناطق التكاثر: تُعد الشعاب المرجانية مناطق مثالية لتكاثر العديد من أنواع الأسماك، حيث توفر بيئة هادئة ومأوىً آمنًا لوضع البيض ونمو الصغار.
• حضانة الأسماك: تُعد الشعاب المرجانية بمثابة حضانة طبيعية للأسماك، حيث توفر للصغار الحماية من الحيوانات المفترسة وتتيح لهم النمو والتطور في بيئة آمنة.
• تنوع الأسماك: تُساهم الشعاب المرجانية في تنوع الثروة السمكية، حيث توفر موطنًا لأكثر من 25٪ من جميع أنواع الأسماك البحرية.
وتُعد هذه الفوائد ضرورية للحفاظ على استدامة الثروة السمكية، حيث:
• تُساهم في توفير الغذاء: تُعد الأسماك مصدرًا هامًا للغذاء للبشر في جميع أنحاء العالم، وتلعب الشعاب المرجانية دورًا حيويًا في ضمان توفر كميات كافية من الأسماك لتلبية احتياجاتنا الغذائية.
• تُدعم الاقتصادات المحلية: تعتمد العديد من المجتمعات الساحلية على صيد الأسماك كوسيلة رئيسية للدخل، وتلعب الشعاب المرجانية دورًا هامًا في دعم هذه الاقتصادات المحلية.
• تحافظ على التوازن البيئي: تلعب الأسماك دورًا هامًا في الحفاظ على التوازن البيئي في المحيطات، وتُساعد الشعاب المرجانية على ضمان استمرار هذا التوازن.
الشعاب المرجانية فى مصر
تُعد مصر من الدول الغنية بالشعاب المرجانية، حيث تمتد على طول سواحلها على البحر الأحمر خليج العقبة وجزيرة سيناء مسافة 4000 كم تقريبًا، وتغطي مساحة 21 ألف كم مربع، أي ما يعادل 5% من مساحة الشعاب المرجانية على مستوى العالم.
وتتميز الشعاب المرجانية المصرية بتنوعها البيولوجي الكبير، حيث تضم أكثر من 200 نوع من الشعاب المرجانية الصلبة، و 400 نوع من الأسماك، بما في ذلك أسماك الشعاب الملونة، والأسماك المفترسة الكبيرة، و أسماك القرش و الف نوع من اللافقاريات، ، بما في ذلك الشعاب المرجانية، والإسفنج، والرخويات، والقشريات و مائة نوع من الطحالب، والتي تلعب دورًا هامًا في تكوين الشعاب المرجانية.
وتُعد الشعاب المرجانية المصرية من أهم الموارد الطبيعية والسياحية في مصر، حيث تجذب ملايين السياح سنويًا، وتُساهم في توفير فرص عمل للعديد من المصريين.
الفوائد الاقتصادية للشعاب المرجانية المصرية:
تُعد الشعاب المرجانية المصرية من أهم الموارد الاقتصادية في مصر، حيث:
• تجذب ملايين السياح سنويًا: تُعد مصر من أشهر وجهات الغوص في العالم، حيث تجذب ملايين السياح سنويًا للاستمتاع بمشاهدة الشعاب المرجانية.
• الصيد: توفر الشعاب المرجانية موطنًا للعديد من الأسماك التي تُعد مصدرًا مهمًا للغذاء والدخل لملايين الأشخاص حول العالم.
• توفر فرص عمل للعديد من المصريين: يعمل العديد من المصريين في قطاع السياحة المرتبط بالشعاب المرجانية، بما في ذلك مرشدو الغوص، وأصحاب القوارب، والعاملين في الفنادق.
• الأدوية: تُستخدم العديد من الكائنات الحية التي تعيش في الشعاب المرجانية في تصنيع الأدوية والعلاجات الطبية.
• البحث العلمي: توفر الشعاب المرجانية فرصة هائلة للبحث العلمي في مجالات مثل علم الأحياء البحرية وعلم البيئة وتغير المناخ.
حماية الشعب المرجانية في مصر:
تُعدّ مصر من الدول الغنية بالشعاب المرجانية، حيث تمتلك نحو 209 نوعًا من المرجان، موزعة على مساحة 23 ألف كيلومتر مربع، أي ما يعادل 22% من مساحة الشعاب المرجانية في البحر الأحمر.
ولكن، تواجه هذه الشعاب الجميلة العديد من التهديدات، مثل:
• التغيرات المناخية: تؤدي ارتفاع درجات حرارة سطح البحر إلى ظاهرة “ابيضاض الشعاب المرجانية”، حيث تفقد لونها وأنسجتها الحيوية، ومما يؤدي إلى فقدان موطن هام للأسماك.
• التلوث: يؤدي تصريف مياه الصرف الصحي والمواد الكيميائية من الأنشطة الزراعية والصناعية إلى تلوث المياه، مما يُضر بالشعاب المرجانية، مما يُؤثر سلبًا على الثروة السمكية.
• الصيد الجائر: يؤدي الصيد الجائر إلى استنفاد الأسماك وغيرها من الكائنات الحية التي تعتمد عليها الشعاب المرجانية، مما يُهدد استدامة الثروة السمكية.
• تنمية السواحل: تؤدي تنمية السواحل إلى تدمير موطن الشعاب المرجانية، مما يُؤثر سلبًا على الأسماك.
• السياحة غير المنظمة: تُسبب بعض الممارسات السياحية، مثل رمي المراسي على الشعاب المرجانية، أضرارًا جسيمة.
الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التى وٌقعت عليها مصر لحماية الشعاب المرجانية منها:
اتفاقية التنوع البيولوجي، اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، اتفاقية ماربول، اتفاقية رامسار، اتفاقية برشلونة.
تُبذل مصر جهود حكومية لحماية الشعاب المرجانية تشمل:
أولا: إنشاء محميات طبيعية لتوفير ملاذ آمن للشعاب المرجانية من الأنشطة البشرية الضارة: أنشأت الحكومة المصرية محميات طبيعية لحماية الشعاب المرجانية، منها:
. محمية رأس محمد:تقع في جنوب سيناء، وتُعد من أجمل مواقع الغوص في العالم، حيث تضم تنوعًا هائلًا من الشعاب المرجانية والأسماك.
. محمية جبل علبة: تقع في شمال البحر الأحمر، وتتميز بوجود العديد من الشعاب المرجانية الضخمة، بالإضافة إلى العديد من الحطامات البحرية.
. محمية نبق بشرم الشيخ:تقع في جنوب سيناء، وتُعد من أشهر وجهات الغوص في العالم، حيث تضم العديد من الشعاب المرجانية الرائعة، بالإضافة إلى العديد من أنواع الأسماك النادرة.
. محمية وادي الجمال – حماطة، هي محمية صحاري تقع في جنوب محافظة البحر الأحمر ، وتتميز بوجود العديد من الشعاب المرجانية التي يمكن الوصول إليها بسهولة من الشاطئ.
. محمية جزر البحر الأحمر الشمالية: تقع في جنوب البحر الأحمر، وتضم العديد من الجزر الصغيرة التي تُحيط بها الشعاب المرجانية الملونة.
. محمية أبو جالوم، تقع بمحافظة جنوب سيناء في مصر،
. محمية السلوم تقع المحمية في محافظة مطروح وتتبع مركزي سيدي براني والسلوم .
ثانياً: التشريعات والقوانين: فرض قوانين صارمة لمنع الصيد الجائر مع مراقبة جودة تنفيذها، وتم سن قوانين لحماية البيئة البحرية، مثل قانون حماية البيئة البحرية من التلوث لسنة 1994.
ثالثاً: البرامج البحثية: تُنفذ وزارة البيئة بالتعاون مع الجامعات ومراكز البحوث برامج بحثية لدراسة حالة الشعاب المرجانية وطرق حمايتها، ومنها البرنامج الوطني للحفاظ على التنوع البيولوجي، البرنامج الوطني لإدارة المناطق الساحلية، برنامج إعادة تأهيل الشعاب المرجانية، برنامج إنشاء محميات بحرية، برنامج مراقبة الشعاب المرجانية، برنامج التوعية والتثقيف بأهمية الشعاب المرجانية، برنامج التعاون الدولي لحماية الشعاب المرجانية:
رابعاً: دعم مشاريع البحث العلمي: لفهم التهديدات التي تواجه الشعاب المرجانية بشكل أفضل وإيجاد حلول فعالة لحمايتها، ويتم تنفيذ مشاريع لاستزراع الشعاب المرجانية في محاولة لإعادة تأهيل المناطق المتضررة.
خامساً: التوعية والتثقيف: يتم رفع مستوى وعي المجتمع بأهمية الشعاب المرجانية وضرورة حمايتها من خلال حملات التوعية والتثقيف.
دور المجتمع المدني:
• جمعية حماية البيئة والإنقاذ بالغردقة: تنظم هذه الجمعية حملات لتنظيف الشعاب المرجانية، وتُنفذ برامج توعية حول أهمية حماية البيئة البحرية.
• جمعية أصدقاء البيئة: تعمل هذه الجمعية على نشر الوعي بأهمية الشعاب المرجانية من خلال إصدار المطبوعات والمنشورات، وتنظيم الندوات والمحاضرات.
• المؤسسة المصرية للتنمية المستدامة: تُنفذ هذه المؤسسة مشاريع لبناء قدرات المجتمعات المحلية على إدارة الموارد البحرية بشكل مستدام، بما في ذلك الشعاب المرجانية.
البحث العلمي:
• مركز أبحاث علوم البحار بالغردقة: يُنفذ هذا المركز أبحاثًا ودراسات حول حالة الشعاب المرجانية في البحر الأحمر، وطرق حمايتها من التهديدات المختلفة.
• كلية العلوم البحرية بجامعة قناة السويس: تُقدم هذه الكلية برامج تعليمية وبحثية في مجال علوم البحار، بما في ذلك علم الأحياء البحرية والبيئة البحرية.
• المعهد القومي للبحوث المائية: يُنفذ هذا المعهد أبحاثًا حول تأثير التلوث على البيئة البحرية، بما في ذلك الشعاب المرجانية.
دور الفرد لحماية الشعاب المرجانية:
• اتباع ممارسات صديقة للبيئة: مثل تقليل استهلاك المياه والطاقة، واستخدام وسائل النقل الصديقة للبيئة، وهذا يساعد تقليل انبعاثات الكربون في مكافحة التغيرات المناخية، وبالتالي حماية الشعاب المرجانية.
• الحفاظ على المياه: يُقلل تقليل استهلاك المياه من كمية مياه الصرف الصحي التي يتم تصريفها في البحر، مما يُساهم في حماية الشعاب المرجانية.
• دعم المنتجات المستدامة: يُمكن شراء المنتجات التي تُصنع بطرق صديقة للبيئة، مثل منتجات صيد الأسماك المستدامة.
• نشر الوعي: يُمكن التحدث مع العائلة والأصدقاء حول أهمية حماية الشعاب المرجانية، وتشجيعهم على اتخاذ خطوات لحمايتها.
• التقليل من استخدام المواد البلاستيكية: التي تُسبب تلوثًا كبيرًا للمحيطات.
• عدم إلقاء القمامة في البحر: لحماية الشعاب المرجانية والكائنات البحرية.
أخبار وتطورات حديثة:
• مصر تُطلق مشروعًا لإعادة تأهيل 900 ألف متر مربع من الشعاب المرجانية في البحر الأحمر: يهدف هذا المشروع إلى زراعة الشعاب المرجانية في المناطق المتضررة، واستخدام تقنيات حديثة لحمايتها من التهديدات المختلفة.
• منظمة “حياة” تُطلق مبادرة لحماية الشعاب المرجانية في شرم الشيخ: تهدف هذه المبادرة إلى نشر الوعي بأهمية الشعاب المرجانية بين السياح، وتشجيعهم على اتباع ممارسات صديقة للبيئة.
• علماء مصريون يُطورون تقنية جديدة لزراعة الشعاب المرجانية: تُتيح هذه التقنية زراعة الشعاب المرجانية بشكل أسرع وأكثر كفاءة، مما يُساهم في إعادة تأهيل المناطق المتضررة.
يمكننا جميعًا المساهمة في حماية الشعاب المرجانية المصرية الجميلة والحفاظ عليها للأجيال القادمة وتحقيق التنمية المستدامة.