د.أماني اسماعيل تكتب : الثروة_السمكية فى البحر_الأحمر
29 مايو، 2024 - بتوقيت 1:50 م
• يُعدّ البحر الأحمر، أو بحر القُلْزُم أو بحر الحبشة كما يُعرف قديمًا، جوهرة طبيعية ساحرة تقع بين قارتي أفريقيا وآسيا، ليكون بمثابة بوابة عبور هامة من وإلى المحيط الهندي.
• يمتدّ البحر الأحمر من مضيق باب المندب وخليج عدن في الجنوب، حتى شبه جزيرة سيناء وخليج العقبة وخليج السويس في الشمال، ليصل طوله إلى حوالي 1900 كيلومتر، بينما يبلغ عرضه 355 كيلومتر في أوسع نقطة له.
• يتميز البحر الأحمر بمناخه المعتدل طوال العام، ممّا يجعله وجهة سياحية مثالية على مدار السنة.
• تُغطّي الشعاب المرجانية الملونة مساحات شاسعة من قاعه، مما يجعله وجهة مثالية لمحبي الغوص والغط واستكشاف الحياة البحرية المتنوعة.
• يزخر البحر الأحمر بأنواع مختلفة من الأسماك، ممّا يجعل جنة لمحبي الصيد.
• تُعدّ سواحله الرملية الذهبية ومياهه الصافي من أجمل الوجهات للاسترخاء والاستجمام.
• يُعدّ البحر الأحمر شريانًا تجاريًا هامًا، حيث يمرّ به خطّ الملاحة البحريّة الرئيسيّ بين أوروبا وآسيا.
• يُساهم بشكل كبير في الاقتصادات الدول المطلة عليه من خلال الصيد والسياحة والنقل البحري.
• يُعدّ موطنًا للعديد من الأنواع البحرية النادرة والمهددة بالانقراض، ممّا يجعله منطقة ذات أهمية بيئية كبيرة.
• يُعدّ البحر الأحمر أحد أكثر البحار ملوحة في العالم.
• يُعتقد أنّ اسمه يعود إلى لون مياهه الحمراء التي تنتج عن وجود نوع من الطحالب.
• يُوجد العديد من الجزر في البحر الأحمر، مثل جزيرة تيران وجزيرة جبل الطير وجزيرة حنيش.
مصايد الأسماك المصرية على البحر الأحمر:
تبلغ مساحة مصايد مصر على البحر الأحمر حوالى 4.4 مليون فدان ، أى حوالى 32% من جملة المساحة المائية المنتجة للأسماك في مصر ، حيث يمتد الساحل المصرى للبحر الأحمر من جنوب خليج السويس إلى الحدود السودانية جنوباً بالقرب من مرسى حلايب لمسافة نحو 670 كيلو متراً.
ويتميز هذا الساحل بكثرة الشعاب المرجانية التى يساعد على تكوينها ارتفاع الحرارة، وارتفاع درجة الملوحة وصفاء الماء. وينعدم وجود هذه الشطوط أو الشعاب المرجانية أمام مصبات الأودية حيث تكثر الرواسب وتقل الملوحة.
كما تتميز سواحل البحر الأحمر بصفة عامة بعدم وجود البحيرات أو المستنقعات الساحلية وبارتفاع مدى المد والجزر وبخاصة فى خليج السويس.
وهناك تيار مائى يندفع من البحر الأحمر إلى البحر المتوسط عن طريق قناة السويس في فصل الشتاء فقط وذلك بسبب عوامل منها ارتفاع منسوب البحر الأحمر عن البحر المتوسط وحركة المد والجزر وارتفاع الملوحة في البحيرات المره ، ويساعد هذا التيار على انتقال الأنواع المهاجرة من الأحياء البحرية للبحر الأحمر إلى البحر المتوسط عن طريق قناة السويس .
بلغ المصيد السمكى من البحر الأحمر 45 ألف طن عام 2021، وأهم مناطق الصيد هى خليج العقبة وخليج السويس ومواقع الإنزال فيه ( الأتكة والسلخانة ورأس غارب والطور) ، مواقع الإنزال على البحر الأحمر هى ( الأتكة والغردقة وبرانيس وسفاجا والقصير وأبو رماد وشلاتين).
أسماك البحر الأحمر:
يزخر البحر الأحمر بأكثر من 1200 نوع من الأسماك، وتُشكّل هذه الثروة السمكية تنوعًا هائلاً من حيث الشكل والحجم والسلوك، تُعدّ أسماك البحر الأحمر مصدرًا هامًا للغذاء والدخل لسكان الدول المطلة عليه، كما تُساهم في تنوعه البيئي وتُعدّ عامل جذب سياحي مهمًا للمنطقة.
تُعدّ مصر من أكثر الدول حظًا لامتلاكها شريطًا ساحليًا طويلًا على البحر الأحمر، ممّا يمنحها ثروة سمكية هائلة ومتنوعة، ومن هذه الأسماك:
أسماك باغة – سردين – مكرونة (حارت) – صرع – وقار (كشر) – كسكمبرى – شعور – حريد – بياض – بربوني- طراد – مغازل (زرقان) – ناجل – شخرم – شك الزور – سيجان (بطاطا) – جمبرى – مرجان (حفار) – شرارة – بونكز- موزة – أنشوجة وصغار السردين – خرمان – بلاميطة – كابوريا – عائلة بورية – دراك – بهار – كليمارى – سوبيا – كحاية – محسني – رقاد – ملص – فارس – توين – براكودا – موسى – لاشتة – اخطبوط – سيبيا (سبيط) – خنازير – شيفش – شطف – شيلان – خيار البحر – استاكوزا – درينى – قاصه- سيوف – رهو (ابو قرن) – قواقع ومحاريات – أسماك غضروفية – بطيط – شغش (عجام) – كراكير – نقط – أصناف أخرى.
التهديدات البيئية التي تواجه البحر الأحمر:
يواجه البحر الأحمر العديد من التهديدات البيئية التي تُهدّد سلامته وتُؤثّر سلبًا على تنوعه البيئي وثروته السمكية، ومن أهم هذه التهديدات:
• التغيرات المناخية: تُعدّ التغيرات المناخية من أخطر التهديدات التي تواجه البحر الأحمر، وتشمل ارتفاع درجة حرارة الماء، وازديد حموضة الماء، وارتفاع مستوى سطح البحر، وتغيرات في التيارات البحرية، و زيادة العواصف.
• التلوث: يُعدّ التلوث من أكثر المشكلات البيئية شيوعًا في البحر الأحمر، وينتج عن مصادر متعددة مثل:
. الصرف الصحي: تُعدّ مياه الصرف الصحي من أهم مصادر التلوث في البحر الأحمر، حيث تُلقى كميات كبيرة من هذه المياه في البحر دون معالجة كافية، مما يُؤدّي إلى تلوث المياه وانتشار الأمراض.
. النفايات الصلبة: تُلقى كميات كبيرة من النفايات الصلبة في البحر الأحمر، وخاصةً من البلاستيك، مما يُؤدّي إلى تلوث المياه وإلحاق الضرر بالحياة البحرية.
. التسربات النفطية: تُعدّ التسربات النفطية من أخطر الكوارث البيئية التي تُهدّد البحر الأحمر، حيث تُؤدّي إلى تلوث المياه وموت الكائنات البحرية.
• الصيد الجائر: يُعدّ الصيد الجائر من أهمّ التهديدات التي تواجه الثروة السمكية في البحر الأحمر، حيث يتمّ اصطياد بعض أنواع الأسماك بشكل يفوق قدرتها على التكاثر.
• التدمير الموائل الطبيعية: يُؤدّي تدمير الموائل الطبيعية مثل الشعاب المرجانية وأعشاب البحر إلى فقدان التنوع البيئي وتأثيره على الكائنات البحرية.
تأثير التغيرات المناخية على مصر في البحر الأحمر:
تُعدّ مصر من أكثر الدول تأثرًا بالتغيرات المناخية على مستوى العالم، وذلك بسبب موقعها الجغرافي وشريطها الساحلي الطويل على البحر الأحمر، كما يُعدّ البحر الأحمر من أكثر البحار تأثرًا بالتغيرات المناخية على مستوى العالم، وذلك لعدة أسباب، منها:
• ارتفاع درجة حرارة الماء: يشهد البحر الأحمر ارتفاعًا سريعًا في درجة حرارة مياهه، بمعدل أسرع من المعدلات العالمية. يُؤدّي ذلك إلى ظاهرة “ابيضاض الشعاب المرجانية”، مما يُهدد بتدمير هذه النظم البيئية الحيوية.
• تراجع السياحة: يُمكن أن تُؤدّي ظاهرة ابيضاض الشعاب المرجانية وتدهور البيئة البحرية إلى تراجع السياحة البحرية في البحر الأحمر، مما يُؤثّر سلبًا على اقتصاد مصر.
• انخفاض الثروة السمكية: قد تُؤدّي التغيرات المناخية إلى انخفاض أعداد بعض أنواع الأسماك التي تُعدّ مصدرًا هامًا للغذاء والدخل للسكان المحليين.
• تملّح التربة: قد تُؤدّي تغلغل مياه البحر إلى داخل اليابسة بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر إلى تملّح التربة، مما يُؤدّي إلى انخفاض الإنتاجية الزراعية.
• ازدياد حموضة الماء: يُؤدّي امتصاص مياه البحر لثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي إلى زيادة حموضتها، مما يُؤثّر سلبًا على الكائنات البحرية وتحديدًا تلك ذات القواقع والأصداف.
• ارتفاع مستوى سطح البحر: يُؤدّي ذوبان الأنهار الجليدية والكتل الجليدية إلى ارتفاع مستوى سطح البحر، مما يُهدد المناطق الساحلية في الدول المطلة على البحر الأحمر بالغرق والفيضانات.
• تغيرات في التيارات البحرية: يُمكن أن تُؤدّي التغيرات المناخية إلى تغيرات في التيارات البحرية في البحر الأحمر، مما قد يُؤثّر على أنماط الطقس والأنظمة البيئية البحرية.
• زيادة شدة العواصف: يُمكن أن تُؤدّي التغيرات المناخية إلى زيادة شدّة وعدد العواصف في البحر الأحمر، مما يُهدّد سلامة الملاحة البحرية والبنى التحتية الساحلية.
التأثيرات على الثروة السمكية:
• هجرة بعض أنواع الأسماك: قد تُؤدّي التغيرات في درجات حرارة الماء وملوحة الماء إلى هجرة بعض أنواع الأسماك من البحر الأحمر إلى مناطق أخرى أكثر ملاءمة.
• انخفاض أعداد بعض أنواع الأسماك: قد تُؤدّي التغيرات المناخية إلى انخفاض أعداد بعض أنواع الأسماك التي تُعدّ مصدرًا هامًا للغذاء والدخل للسكان المحليين.
• ظهور أمراض جديدة: قد تُؤدّي التغيرات المناخية إلى ظهور أمراض جديدة تصيب الأسماك في البحر الأحمر.
جهود مصر للتكيف مع التغيرات المناخية:
• تُبذل الجهود على المستوى الدولي والمحلي للحدّ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والتخفيف من آثار التغيرات المناخية.
• تُنفذ الدول المطلة على البحر الأحمر مشاريع لحماية الشعاب المرجانية وتحسين نوعية المياه.
• مكافحة التلوث: يجب معالجة مياه الصرف الصحي قبل إلقائها في البحر، وتقليل استخدام البلاستيك، ووضع قوانين صارمة للحدّ من التسربات النفطية، و تشجيع استخدام الطاقة المتجددة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
• تنظيم الصيد: يتم وضع قوانين تنظم الصيد وتمنع الصيد الجائر، يتمّ تشجيع الصيد المستدام والتنويع في مصادر الدخل للسكان المحليين.
• حماية الموائل الطبيعية: يجب حماية الموائل الطبيعية مثل الشعاب المرجانية وأعشاب البحر من خلال إنشاء محميات بحرية.
• رفع مستوى الوعي بمخاطر التغيرات المناخية وأهمية حماية البيئة البحرية.