السفير الصيني يحتفل بالذكرى الـ70 لإصدار المبادئ الخمسة للتعايش السلمي
3 يوليو، 2024 - بتوقيت 12:33 م
كتب محمد العبادى
احتفل السفير الصيني بالقاهرة لياو ليتشيانج بالذكرى الـ70 لإصدار المبادئ الخمسة للتعايش السلمي في بكين.
واصدر بيان عن هذا الحدث التاريخى والقى الضوء على العلاقات المتميزة بين مصر والصين وجاء فيه
وعقد فى بكين مؤتمر إحياء الذكرى الـ70 لإصدار المبادئ الخمسة للتعايش السلمي في بكين،وحضره الرئيس شى جين بينغ وألقى فيه كلمة مهمة، حيث أوضح بشكل شامل الدلالة المعنوية والأهمية العصرية للمبادئ الخمسة للتعايش السلمي، وحدد طريق بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية في ظل التغيرات غير المسبوقة منذ مائة عام، وأصدر نداء قويا بشأن التعاون بين “الجنوب العالمي” ودول العالم في خلق مستقبل مشرق. بعد المؤتمر، أصدرت الصين “إعلان بكين بمناسبة الذكرى الـ70 لإصدار المبادئ الخمسة للتعايش السلمي”، الذي يعكس الرؤى المهمة من جميع المجتمعين.
قبل سبعين عاما، بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، كانت دول آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية تشهد تطورا كبيرا في حركات الاستقلال والتحرر الوطني، وتتطلع الدول الجديدة إلى إقامة علاقة دولية قائمة على المساواة. على هذه الخلفية، أصدرت الصين “المبادئ الخمسة” المتمثلة في الاحترام المتبادل للسيادة وسلامة الأراضي وعدم الاعتداء المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والمساواة والمنفعة المتبادلة والتعايش السلمي، إنها لم تكن المبادئ الأساسية للصين في تعاملها مع الدول الآسيوية الجديدة فحسب، بل أصبحت القواعد الأساسية للعلاقات الدولية والقانون الدولي المنفتحة والشاملة وسارية المفعول على نطاق واسع. ويعد إصدار المبادئ الخمسة للتعايش السلمي خطوة عظيمة في تاريخ العلاقات الدولية، ويكتسب أهمية تاريخية كبيرة، ويقدم مساهمة تاريخية لا يمحى لتقدم البشرية.
ظلت مصر تحرص على دعم وتطبيق المبادئ الخمسة للتعايش السلمي. خلال مؤتمر باندونخ في عام 1955، عقد رئيس مجلس الدولة الصيني تشو إن لاي لقاءا تاريخيا مع الرئيس المصري جمال عبد الناصر، حيث أعرب الرئيس جمال عبد الناصر عن الدعم الكبير للمبادئ الخمسة للتعايش السلمي. وعلى أساس هذه المبادئ بالتحديد، أقامت الصين العلاقة الدبلوماسية مع مصر وعدد من الدول العربية. في عام 1963، قام رئيس مجلس الدولة تشو إن لاي بجولة تاريخية إلى إفريقيا، واختار مصر كمحطته الأولى، وأصدر في القاهرة المبادئ الخمسة للصين في التعامل مع الدول العربية والإفريقية، باعتبارها تطبيقا عمليا للمبادئ الخمسة للتعايش السلمي وتكريسا لروح مؤتمر باندونخ، الأمر الذي يشكل القواعد المحددة للصين في التعامل مع جميع دول العالم الثالث.
اليوم، بعد 70 عاما، تواجه الصين موضوعا مهما، ألا وهو “ما هو العالم الذي سنبنيه وكيف نبني هذا العالم”، في هذا السياق، تستلهم الصين من الحكمة التاريخية في المبادئ الخمسة للتعايش السلمي، وتحشد القوى المشتركة لحل التحديات العالمية الحالية، وتقدم الإجابة العصرية، وهي بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، باعتباره أفضل تناقل وتكريس وتجديد للمبادئ الخمسة للتعايش السلمي في ظل الوضع الجديد. في هذا السياق، طرح الرئيس شي جين بينغ “الرؤية من النقاط الست” في كلمته أمام المؤتمر، حيث جدد التأكيد على الأهمية الكبيرة للالتزام بمساواة السيادة والاحترام المتبادل والسير في طريق التنمية السلمية والسعي للتعاون والكسب المشترك والدفاع عن العدالة الدولية والتحلي بالانفتاح والشمول. من المبادئ الخمسة للتعايش السلمي إلى بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، نحن ملتزمون دائما باستكشافاتنا المبتكرة للعلاقات بين الدول، ومسؤوليتنا المطلوبة تجاه السلام والتنمية العالمية، وسعينا الدؤوب لإقامة النظام الدولي العادل والمعقول.
يصادف هذا العام الذكرى العاشرة لإقامة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر. بفضل القيادة المشتركة للرئيس شي جين بينغ والرئيس عبد الفتاح السيسي، تشهد العلاقات الصينية المصرية تطورا كبيرا، وأصبحت مثالا حيا للتعاون والمنفعة المتبادلة بين الصين والدول العربية والإفريقية والإسلامية والنامية. ويمتلك البلدان كل الأسباب والظروف والإمكانات لاغتنام هذه الفرصة التاريخية، لبناء المجتمع الصيني المصري للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد. في نهاية مايو، قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة تاريخية للصين في بداية الفترة الرئاسية الجديدة، وقوبل بحفاوة الاستقبال عالي المستوى من الجانب الصيني، حيث أجرى محادثات رسمية مع الرئيس شي جين بينغ، وأصدر الجانبان “البيان المشترك بشأن تعميق الشراكة الاستراتيجية الشاملة”، مؤكدين على ضرورة اتخاذ الذكرى العاشرة لإقامة الشراكة الاستراتيجية الشاملة كفرصة، والعمل على بناء مجتمع المستقبل المشترك نحو العصر الجديد، ورفع مستوى العلاقات الثنائية ودفع الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين إلى مستوى جديد. حاليا، تنطلق فعاليات “عام الشراكة بين الصين ومصر”، وتبقى الصين كأكبر شريك تجاري لمصر، وتزداد الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين، ويتكثف تبادل الأفراد، وتزداد حماسة المصريين لتعلم اللغة الصينية. في هذا السياق، فاز العديد من المتسابقين المصريين بالمرتبة الأولى في مسابقات “جسر اللغة الصينية”، كما لقيت الأنشطة الثقافية مثل الشاي والعالم وملتقى النيل تقدير واسع النطاق في مصر. خاصة في منتصف يوليو، سيستضيف متحف شانغهاي بالصين فعالية “على قمة الهرم: معرض حضارة مصر القديمة”، وقد نُقل نحو 800 قطعة أثرية مصرية إلى الصين، ولاقى المعرض اهتمام غير مسبوق من الشعب الصيني، حيث نفدت التذاكر التي بيعت على الإنترنت خلال ثوان قليلة. وقال مستخدمو الإنترنت الصينيون بفرح: إن “الفرعون قادم”، “الملكة قادمة”، “لا بد من زيارة المعرض”. ومن المؤكد أن هذا المعرض سيسجل صفحة رائعة للتواصل والتعلم المتبادل بين الحضارتين الصينية والعربية.
يقول المصريون “إن الأهرام بُنيت حجرة حجرة”. فإن تطبيق المبادئ الخمسة للتعايش السلمي عملية لا نهاية لها، وعملية بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية تتقدم بدون التوقف. في المسيرة الجديدة، ستواصل الصين تكريس المبادئ الخمسة للتعايش السلمي، والعمل مع مصر وغيرها من الدول على بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، وتقديم مساهمة أكبر في صون السلام العالمي وتعزيز التنمية المشتركة