د.علي اسماعيل يكتب : عيد الفلاح بعد 72 عاما في عمر الزراعة المصرية

9 سبتمبر، 2024 - بتوقيت 3:55 م

 

استاذ ادارة الاراضي والمياه .. مركز البحوث الزراعية ..  مصر

 

 

مناسبة عزيزة يتزكرها الكثيرون من الآباء والأجداد ولايدركها الاحفاد من فلاحي ومزارعي مصر . و مفهوم عيد الفلاح والذي نحتفل به وخاصة وزارة الزراعة ممثلة في الهيئة العامة للاصلاح الزراعي في التاسع من سبتمبر من كل عام . وهي تعني عودة الروح للجسد بعودة الارض وتوزيعها علي البسطاء والمعدمين وصغار الفلاحين مع ثورة يوليو المجيدة وصدور قانون الاصلاح الزراعي و الذي تم فية تحديد الملكية الزراعية للأرض والتي بدءت ب ٢٠٠ فدان الي ان وصلت الملكية في الاراضي القديمة الي ٥٠ فدان والمستصلحة الي ٢٠٠ فدان. ودوما تحتفل الدولة بطرق متنوعة فيها الصفة الرسمية تارة وفيها الاحتفالات التقليدية تارة اخري ونري يوم السبت الماضي الاحتفالية التي تمت لجني محصول القطن بمحافظة المنوفية بحضور معالي وزير الزراعة واستصلاح الاراضي والسيد محافظ المنوفية والسادة رؤساء لجنتي الزراعة والري بمجلس النواب ومجلس الشوري والقيادات التنفيذية لوزارة الزراعة واستصلاح الاراضي والمحافظة واحتفالية تمت في جامعة المنوفية وتم توزيع بعض عقود الملكية لمنتفعي الاصلاح الزراعي وكان يوما جميلا علي ارض مصر الطيبة ممزوج بالحب والحنين الي تاريخ عظيم في عمر الدولة المصرية ومناسبة راسخة ستظل في زاكرة الفلاح المصري الذي تغيرت ثقافته بعد مرور اثنين وسبعون عاما من ثورة يوليو المجيدة 1952.

نري ان عيد الفلاح يعود في شكل جديد مرتبط بتحديث منظومة الزراعة المصرية التقليدية التي ظهرت مع مطلع الخمسينات والستينات الي زراعة حديثة تغيرت معها شكل الزراعة وما اتبعها من تقدم في الاصناف وتقنيات الزراعة وزيادة انتاجية الفدان وميكنة العمليات ,والزراعة الذكية والموبيل ابلكاشن الذي يدير ويوفر كل احتياجات المزارعين وسط متغيرات اقتصادية عالمية وارتفاع اسعار مدخلات الانتاج التي ترتب عليها ارتفاع اسعار المنتجات الزراعية .

ربما يحدث تغيرات اكثر حدة في منظومة الانتاج الزراعي وبشكل سريع رغم اهتمام ودعم فخامة الرئيس لملف الزراعة بالكامل والاهتمام بالانتاج الزراعي وحماية الرقعة الزراعية و استصلاح الاراضي وتحديث الريف المصري بمشروع حياه كريمة الذي تجاوزت استثماراته 800 مليار جنية لاكثر من 50 بالمائة من قري الريف المصري . وان الزراعة المصرية اصبحت تنتقل الي مفهوم اخر وجديد مع تحديث منظومة الري الحقلي وتطويرة وصيانة التربة بمشروعات الصرف المغطي وعمليات التسوية بالليزر وحرث تحت التربة والزراعة المكثفة التي تعدت 1.9 % بعد ان كانت قبل السد العالي تعتمد علي مفهوم ري الحياض مع فيضان النيل و بداية اغسطس وكانت تزرع الارض مرة في العام. فالري المستديم الذي قامت به الدولة المصرية جعل الارض تزرع مرتين وثلاث مرات في العام مع تنظيم مناوبات الري وانتشار هذه الشبكة من الترع والمصارف وومعظمها تعتمد علي الري بالغمرفي الوادي والدلتا مع مع نقص نصيب الفرد من المياه لاقل من 450 متر مكعب في العام الذي اقل من حد الفقر المائي مقارنة بالوفرة من المياه ل 5.5 مليون فدان في السبعينات و 21 مليون نسمة في حينه … . فكيف يستمر الوضع وعدد السكان تخطي 104 مليون نسمه بخلاف اكثر من 10 مليون ضيف يعيشون علي ارض مصر. فالمساحة المنزرعة تعدت 10 مليون فدان .

لذا فإن الامر اصبح هام وضروري ان تتغير معه ثقافة الفلاح المصري و لابد من تغير المفاهيم والانتقال من مفهوم الوفرة في ادارة المياه الي مفهوم الندرة وتعظيم الاستفادة من الموارد الطبيعية ومنها المياه التي انخفض نصيب الفرد منها كما اوضحنا سابقا بعد ان كان 2500 متر مكعب مع الخمسينات والثورة .

وياتي عيد الفلاح في ظل اهتمام القيادة السياسية لدعم الفلاح وتقديم العديد من التشريعات التي تساعدة وتصب في مصلحته منها قانون التامين الصحي وقانون معاشات الفلاح والزراعة التعاقدية وغيرها من القوانين التي ربما تنعكس بمردودها الاجتماعي علي الفلاحين .

وقد ظهرت الان مع تحديث منظومة الري وتوفير قرض علي عشر سنوات تتحمل الخزانة العامة اعباء هذا القرض ليكون منحة للمزارعين بصفر فائدة هي اهم انجازات المرحلة الحالية من خلال دعم السيد الرئيس للمزارعين وعدم تحميلهم اعباء التحديث لتبطين المساقي وتحديث شبكة الري الداخلية للري بالرش والتنقيط ضمن منظومة تحديث الزراعة ورفع الانتاجية الزراعية وزيادة دخل المزارع مع مشروع تبطين الترع ومعالجة مياه الصرف الزراعي والتوسع في منظومة الارشاد الزراعي من خلال مركز البحوث الزراعية والصحراء والحاملات القومية وايام الحقل والارشاد الرقمي وتفعيل دور المراكز الارشادية بالمحافظات في اطار توجيهات معالي وزير الزراعة واستصلاح الاراضي لخدمة الفلاحين مع توفير مستلزمات الانتاج .

ومن هنا لابد ان ندرك جميعا واننا ليس لدينا الرفاهية لان نظل علي هذا الوضع في عدم الاستفادة من مواردنا المتاحة وانه قد ان الاوان ان نتحرك بخطة سريعة وواجبة من الجميع بمفهوم النظرة القومية الوطنية لاستدامة الزراعة ونجاح منظومة الامن الغذائي وتوفير احتياجات البلاد وتوفير جزء لدعم ميزان المدفوعات من الصادرات الزراعية. وان نتعاون و نلتزم لمواجهة التحديات التي تحيط بالوطن وان نعمل جميعا لمجابهة هذه الزيادة السكانية ونقص الموارد المائية والتعدي المفرط علي الارض الزراعية مصدر الغذاء والكساء لنتواكب مع المتغيرات الجديدة والمستحدثة وطبقا لمفهوم الندرة وحسن الاستخدام وكفاءة ادارة الموارد وهي الارض والمياه وتطبيق افضل الممارسات الزراعية علي مستوي الحقل مع تنفيذ مشروعات تحديث نظام الري من خلال نظم الري الحديثة في الاراضي الجديدة والمستصلحة. ندعوا الله ان يحفظ مصر واهلها وقواتها المسلحة وشرطتها ورجالها المخلصين …. فتحيا مصر تحيا مصر تحيا مصر بجنود الانتاج الزراعي من الفلاحين الشرفاء المخلصين لتراب هذا الوطن والذي امتزج عرقهم بماء نهرهم العظيم لري حقولهم وانتاج العديد من ثمار هذة الارض الطيبة والتي ستظل أبد الدهر رمزا لكفاح المصريين وبناء حضرتها التي امتدت عبر الاف السنين… تحية شكر واجبة لكل شرفاء الوطن اللذين يعملون بالحقول ورغم كل الظروف الصعبة الا انهم فرسان الانتاج الزراعي لهم كل الشكر والتقدير في عيدهم الذي يواكب مرحلة جديدة توضح مدي حرص فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي علي حماية الارض الزراعية مصدر الخير والنماء وميراث الاجيال من التعدي بالزحف العمراني وكتل خرسانية تحرم ملاين المواطنين من غذاءهم الأساسي وتحديث وتطوير الزراعة المصريه وتحديث منظومة الري الحقلي الي نظام الري الحديث للمحافظة على الموارد المائية واستدامتها للانتاج الزراعي.

والي مزارعي الإصلاح الزراعي الذي تقلصت مساحته الزراعية من 980 الف فدان الي 680 الف فدان في ١٩ مديرية تابعة للهيئة العامة للاصلاح الزراعي فأقول لهم اليوم ان الآباء قد ورثوا لكم هذا الميراث الغالي من أرض مصر الطيبة فحافظوا عليها ولا تهملوها فانتم لا تعلموا كيف حصلتم علي هذه الأرض وهي تاريخ طويل من العمل والعطاء والكفاح لمصر الحبيبة …. فكل عام وانتم بالف خير وسلام و ندعوا الله ان يحفظ مصر واهلها ورجالها المخلصين جنود الجيش الأخضر لتحقيق أهداف التنمية الزراعية وامل مصر في تحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الحقليه والخضر والفاكهة واستمرار تعظيم الانتاج في ربوع مصر لتظل مصر في عزة وكرامة وازدهار تحت قيادة وطنية مخلصه فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي قائد مسيرة البناء على أرض مصر.