د. علي اسماعيل يكتب : مصر وتحقيق الحلم على أرض الفيروز

25 أبريل، 2020 - بتوقيت 3:10 م

 

استاذ ادارة الاراضي والمياه – معهد الأراضي والمياه – مركز البحوث الزراعية – مصر

في هذا اليوم العظيم ومع ذكرى تحرير سيناء  علينا ان نتوجة جميعا بتحية شكر وتقدير الي قواتنا المسلحة المصرية قيادة وقادة وضباط صف وجنود في زكري عزيزة علي قلوبنا جميعا ذكرى تحرير سيناء والتي تواكب هذه الايام وتأتي احتفلات 25 ابريل مع بداية شهر رمضان المبارك والذي طالعنا الاحتفال به في ظل ازمة انتشار مرض كورونا المستجد الذي عطل عجلة الانتاج في العالم وتقيدت معه حركة ونشاط البشر علي مستوي العالم بعد ان تجاوزت الاصابة معه الملاين والوفيات بالاف .

ورغم تقيد الحركة ومظاهر الابتهاجات والاحتفالات علينا الا اننا يجب الا ننسي ونحتفل  حتي بين انفسنا ونفتخر بما حققته وتحققة  قواتنا المسلحة من انجازات نراها علي ارض الواقع ومدي الاهتمام التي تولية القيادة السياسية والقوات المسلحة المصرية  لتنمية وتعمير سيناء ارض الكفاح ورمز النصر والتحدي عبر العصور الماضية والحديثة وبوابة مصر الشرقية و كما يطلق عليها سيناء  ارض الفيروز.

ففي بدايه الامر ونحن مع بداية شهر رمضان المعظم ومواكبة هذة الذكري لا ننسي دماء الشهداء الذكية التي ضحت في سبيل رفع راية الوطن والمحافظة علي ترابة وقد ضحت بالغالي والنفيس من اجل تحرير هذه البقعة الطيبة المباركة  من ارض مصر الغالية فالاجيال الجديدة والشباب ربما لم يعلموا جيدا التاريخ المجيد لقواتنا المسلحة المصرية في حرب السادس من اكتوبر1973 الموافق العاشر من رمضان لتحرير سيناء وعبور اكبر مانع مائي عرفه التاريخ وهو قناة السويس وخلفه اعظم خط دفاعي وكان يطلق عليه خط بارليف الحصين وكما قال عنه الاسرائيليون والخبراء العسكريون حينا ذاك انه يحتاج الي قنبلة ذرية لتحطيمه او المرور من خلاله ومواسير النابلم التي كانت معدة لتصنع جنهم فوق القناه.

وحطم المصريون بروح التحدي وعزيمة الرجال هذه الاسطورة وعبروا القناه وحطموا خط بارليف وصنعوا تاريخ حافل تفخر به سجل العسكرية المصرية وعلموا العالم والمدارس العسكرية فنون جديدة في القتال وتحررت سيناء والتي استكملت بمعاهدة السلام. ولاننسي مع هذة الذكري بطل الحرب والسلام الشهيد الرئيس محمد انور السادات الذي اغتالته يد الغدر والخسة والارهاب يوم النصر العظيم ولن ينسي التاريخ الحديث قادة عظام وضباط وجنود من ابناء القوات المسلحة المصرية سطروا بطولات و شاركوا وحافظوا علي هذا التراب الوطني.

ويتسلم الامانة قائد وطني عظيم هو الرئيس عبدالفتاح السيسي حول الحلم الي حقيقة لتعمير وتنمية سيناء يصل الليل بالنهار من العمل البناء ومنذ ان حمل الراية وانقذ الدولة المصرية من الضياع والانهيار ومع تسلم مهام ادارة الدولة المصرية وبدأت عجلة البناء والتنمية  في كل ربوع مصر عامة وسيناء بصفة خاصة وربطها بخطة التنمية الاقتصادية ومدها بشراين الحياه سواء كانت انفاق للحركة والعبور او انفاق لنقل المياه لاستكمال التنمية والتطوير والبناء علي كل محاور الحركة بسيناء.

واعلن الرئيس السيسي الحرب علي الارهاب  واقسم علي ان لا يسمح لكل خائن او مغتصب او عدو مهما كان وزنه او حجمه  ان  يقترب من هذا الوطن الغالي والنفيس وان يمسحه من علي وجه الارض وها هو يسعي ويستمر في محاربة الارهاب والارهابين وكل الداعمين لهم سواء كانت دولا او تنظيمات تحاول ان تزعز امن و استقرار الوطن وطمعا في ان تظل مصر في المنطقة في حالة تخلف بعيدة عن التنمية والتقدم  والعمران .

وقد تناسي البعض وشكك كثيرون تابعين لهم من الخونة والطابور الخامس  ان الدولة المصرية هي دولة عريقه منذ القدم  تحتضن علي ارضها صور مشرفه من حياة ابناءها وكفاحهم وبطولاتهم عبر السنين وانتصارتهم ضد التتار والمغول والصليبين والاسرائيلين وان المصريين بتاريخهم وتركيبتهم التي تظهر تجاعيدهم علي وجوههم وملامحهم وتأثرت بشرتهم بصبغة شمسها في حقولهم وارتوا من نيلها و اخرجوا الخير من عجينه ترابها دوما لا يوجد لديهم مستحيل .

واصبح المصري الاصيل صاحب حضارة السنين والتاريخ الطويل علي ضفاف النيل يعاني من زمن الارهاب و تأمر  تجار دين بلا هوية طمعا في سلطه وحكم وتنفيذا لمصالح دوليه مرتبطة بهدم كيان الدولة المصرية، من خلال التأمر والخيانة والخسة والغدر لصناعة بؤرة ارهابية تحلم بوطن مزعوم  في سيناء الحبيبة بدعمهم  تنظيمات ارهابية دولية تساندها انظمة حالمه تعيش في وهم الماضي للسلطنه والامارة و تحلم بقيادة العالم والولاية عليه ظهرت في سوريا والعراق وليبيا وتحاول ان تجد لها مكان في مصر لتنفيذ المخطط الصهيو انجلو امريكان في الشرق الاوسط بصناعة شرق اوسط جديد مقسم الي دويلات ضعيفه ومتشرذمة وتحقيق حلمهم باقتناص جزء من ارض الفيروز  لتغيير هويته وطمس حقيقته بصناعة ارهاب اسود علي ارض الفيروز.

وجد البعض من الخونة المغيبين ضالته من ضعاف النفوس والجهلة والخونة ومعهم مجموعة مرتزفة من اصحاب المصالح لتنفيذ هذه الاجندة  طمعا في حكم وسلطه باسم الدين وهو منهم بريء  وقدموا لهم الدعم اللوجيستي والسلاح ليتأمروا علي وطنهم.

الا ان الدولة المصرية  واجهزتها الاستخباراتيه  وقواتها المسلحة كانت لهم بالمرصاد فرصدت تحركاتهم ومؤامراتهم واقتلعت جذورهم من اساسها في كل مكان علي ارض مصر ومن جميع المحاور والمداخل الحدودية  وجاري تطهير الجزء المجمع منهم علي ارض سيناء وحماية الدولة المصرية  من وباءهم لتظل سيناء رمزا  وطنيا خالصا يتحكي التاريخ ويكتب المؤرخين عن بطولات افراد القوات المسلحة المصرية لتصديهم لهؤلاء الارهابين والخوارج والمرتزقة المأجورين في هذه المنطقه الغالية من ارض مصر.

ان ما يقوم به افراد القوات المسلحة المصرية عبر التاريخ الحديث و المعاصر وشجاعتهم وبسالتهم وتضحياتهم  للدفاع عن تراب وطنهم ليظل حرا  ابيا  امام كل الطامعين والخونة والعملاء هو مفخرة كل المصريين بابناءهم ورجالهم الاوفياء فكل الشكر والتقدير لهم جميعا .

ومن هنا نستكمل مع المعركة  والحرب الشاملة ضد الارهاب التي تتولي مسئوليتها القوات المسلحة والشرطة المصرية تأتي معركة التعمير والبناء والتنمية الشاملة لسيناء التي اسسها ويقودها قائد مسيرة البناء والتنمية علي ارض مصر فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي والتي بدأت تظهر نتائجها علي ارض الواقع لنري الخير والنماء من تعمير وبناء واستصلاح واستزراع لاراضي جديدة وخطة طموحة للتصنيع والاستفادة من المواد الخام والاولية ومناطق حضرية لتجمعات بدوية وفرص عمل حقيقية لاهل سيناء وتبلغ عدد المشروعات الزراعية التي تنفذها الدولة في سيناء 312 مشروع بتكلفه تتعدي 700 مليار جنيه ضمن خطة متكاملة ومنها انشاء 17 تجمع بدوي بشمال وجنوب سيناء اقامتها القوات المسلحة المصرية .

ومن خلال الرؤيا المتكاملة فان حجم المشروعات التي تتم الآن على أراضي سيناء، والتي تم إنجاز عدد كبير منها لتحقيق عائد اقتصادي وتوفير فرص عمل دائمة لأهالي سيناء فان  تلك المشاريع مجرد خطوة تتبعها خطوات أخرى كما اوضح ذلك السيد الرئيس باننا نمضي بها بمعدلات زمنية غير مسبوقة لتنعم أرض سيناء بالتنمية والرخاء كي تكون منطقة جاذبة لتوطين الملايين من المصريين لتحقيق غدا أفضل للأجيال القادمة.

وفي إطار الاستراتيجية العامة للدولة بمراحلها المختلفة تجاه سيناء وتحسين البنية التحتية بها وتطويرها وربطها بالدلتا وجعلها امتدادا طبيعيا لوادى النيل وإتاحة فرص عمل جديدة للشباب وجذب المستثمرين إلى أرض الفيروز.

وسوف نستعرض بعض جهود الدولة من خلال الوزارات والهيئات المختلفة التي تعمل بدورها  خلف القوات المسلحة المصرية في معركة تنمية سيناء، حيث تقوم الدولة بجهود حثيثة ومتواصلة في تنمية وتعمير سيناء في ظل متابعة مستمرة ودعم من السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي لتوفير التمويل اللازم للمشروعات الموضوعة والمطلوب تنفيذها  و التى تتم على أرض محافظتى شمال وجنوب سيناء.

الدولة تسعى لتحقيق التنمية الشاملة وحماية الأمن القومى المصري وتنفيذ العديد من المشروعات القومية والخدمية ليستفيد منها مواطنى سيناء وذلك بتنفيذ عدد من المشروعات بإجمالي استثمارات بلغت نحو 7 مليارات جنيه بمحافظة شمال سيناء و18 مليار جنيه بمحافظة جنوب سيناء ومن بين تلك المشروعات بشمال سيناء إنشاء 11 تجمعا زراعيا تنمويا سكنيا متكاملا ومدينة رفح الجديدة ومشروع إسكان المساعيد بمدينة العريش وإنشاء محطة تحلية بمدينة العريش والمجمع الصناعى للرخام بالجفجافة بمحافظة شمال سيناء وفي جنوب سيناء إنشاء 7 تجمعات زراعية تنموية سكنية متكاملة لزيادة الرقعة الزراعية وتحقيق التنمية الشاملة وتنفيذ البنية التحتية لـ600 قطعة أرض بمنطقة الروسيات.

وفي مشروعات مجال الطرق تتضمن إنشاء 24 طريقاً بإجمالي أطوال 1922 كم وشملت مشروعات الإسكان وجاري تنفيذ 5 مشروعات بإجمالي عدد 80995 وحدة سكنية و مدينة رفح الجديد. واستكمال خطة استصلاح الاراضي ضمن ترعة الشيخ جابر مشروع تنمية شمال سيناء لاستكمال البنية التحتيه لاستصلاح واستزراع 268 الف فدان وتوفير 5.6 مليون متر مكعب مياه  ومنطقة شرق القناه وشرق السويس ومنطقة  الطور وغيرها من المناطق التي تتوفر لها المياه بعد تنفيذ مشروعات المعالجة لمياه الصرف ومحطات تتكلف مليارات الجنيهات والوصول الي مياه ذات نوعية جيدة لاستكمال تنمية سيناء من مصرف المحسمه وبحر البقر بعد المعالجة  والمحافظة علي ارضها بدون تلوث ومشروعات للزراعات المحمية وتحلية مياه لاغراض التنمية في جنوب وشمال سيناء.

فالتنمية تأتي وبسرعة لم تكن متوقعة بعد فترة طويله تعدت الاربعين عاما لتظل سيناء قلبا نابضا للوطن تحمل معه بشائر الخير لاهل سيناء والمصريين