بعد أزمة الروبيكى..كورونا يوجه “ضربة قاضية” لصناعة الجلود
9 مايو، 2020 - بتوقيت 12:48 ص
تسبب فيروس كورونا فى تراجع صادرات مصر من الجلود نتيجة الإجراءات الاحترازية التي فرضتها دول العالم على الصادرات والواردات في إطار مواجهة جائحة كوفيد-19.
وكشف تقرير صادر عن المجلس التصديرى للجلود والأحذية أن الصادرات انخفضت بنسبة 85% خلال شهرى مارس وابريل الماضيين
وأكد التقرير أن قطاع صناعة الجلود بواجه أزمة كبيرة، مشيرا الى ان المدابغ تعمل يومين فقط في الأسبوع فى حين تعمل المصانع بربع طاقتها .
يشار إلى أن معظم الإنتاج المصرى كان يوجه للتصدير حيث يصدر القطاع نحو 80% من إنتاجه بينما يوجه 20% فقط للسوق المحلية.
ويقدر عدد المدابغ والورش والمصانع العاملة فى هذا القطاع بنحو 1000 مدبغة و23 ألف مصنع وورشة يعمل بها حوالى مليون شخص وهناك 10 صناع ومنتجين كبار يسيطرون على السوق
حول المأساة التى تواجه صناعة الجلود أكد عبد الرحمن الجباس عضو غرفة صناعة الجلود، باتحاد الصناعات أن أزمة كورونا تسببت في وقف حركة المصانع في العديد من الدول ومن بينها الدول التي تصدر لها مصر الجلود، وبالتالي توقف الطلب على الجلود والصادرات المصرية بنسبة كبيرة.
وقال الجباس فى تصريحات صحفية إن كل ما يتم إنتاجه حاليا يخزن بالمدابغ لحين انفراج الأزمة، مشيرا إلى أن صلاحية الجلود بعد تشطيبها تمتد لعدة سنوات .
وكشف ان الركود الاقتصادي الحالي بسبب كورونا، انعكس على العمال وعلى الصناعة مؤكدا أن سعر فرخ الجلد الواحد انخفض بمقدار 50% ووصل إلى 100 جنيه فقط .
شركات عالمية
وكشف شريف يحيى، رئيس شعبة الأحذية ومنتجات الجلود بغرفة القاهرة التجارية، أن صناعة الجلود حتى قبل وباء كورونا تواجه عدداً من المشكلات تمنعها من التطور والقدرة على المنافسة فى الأسواق العالمية .
وقال يحيى فى تصريحات صحفية ان هذه المشكلات تتمثل فى غلق السوق المحلى على مجموعة أشكال معينة من الأحذية ما يؤدى إلى جمود فى التصنيع وعدم التطور والقدرة على المنافسة معربا عن أسفه لأن الحكومة منحت عدداً من التوكيلات للشركات العالمية التى تبيع منتجاتها فى مصر، ما أدى إلى رفع الأسعار بشكل كبير فى السوق على المواطن
وأضاف : السوق المحلى فى الماضى لم يكن يستطيع أن يضع سعر 300 جنيه على الحذاء، لكن بعد ما بقى فى شركات عالمية تضع 3000 جنيه والناس تشتريها، أصبح من السهل على التجار وضع سعر 600 جنيه وليس 300 فقط» .
وأوضح يحيى أن وجود الشركات العالمية فى السوق ليس السبب الوحيد لرفع الأسعار، مؤكدا ان القرارات الاقتصادية التى اتخذتها الحكومة خلال الفترة الماضية، بزيادة أسعار الكهرباء والطاقة والمياه وغيرها، كان لها أثر كبير فى ارتفاع الأسعار، بجانب زيادة أسعار الجلود الخام.
وطالب الحكومة بتخفيف الإجراءات الوقائية للاستيراد حتى يستطيع السوق المصرى معالجة القصور الموجود به وتطوير أدائه، وتخفيف الأعباء الضريبية على المستثمرين، فضلا عن تمويل الدولة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر فى صناعة الجلود، بشكل يحقق الاستفادة لها وللمستثمرين بدلاً من الطرق العشوائية التى تدار بها الصناعة حاليا.
وشدد على ضرورة وقف تصدير الجلد الخام والاستفادة منه بتحقيق القيمة المضافة، لأن تصدير الجلد فى شكل أحذية ومنتجات بدلا من تصديره خاما يحقق للدولة إيرادات زيادة بـ4 أضعاف، لأن ذلك معناه تشغيل عدة صناعات بجانب الجلد، هى صناعة النعل وصناعة الرباط، والتجميع.
جلود صناعية
وأرجع حمدي حرب رئيس غرفة الجلود السابق بالغرفة التجارية، مشكلة تدني أسعار الجلود وعدم الإقدام على شرائها من قبل المصانع، إلى انخفاض الطلب على الجلود الطبيعية عالميًا فضلاً عن المشكلات الاقتصادية التي يمر بها الاقتصاد العالمي.
وكشف حرب فى تصريحات صحفية أن غالبية المصانع العاملة في مجال الجلود تعتمد على الجلود الصناعية المستوردة بدلاً من الجلود الطبيعية رغم توافرها وانخفاض أسعارها ومميزاتها في الصناعات الجلدية من حيث القوة والمتانة والعمر الافتراضي.
وطالب بضرورة الاعتماد على الجلود الطبيعية المحلية في الصناعات بدلاً من الجلود الصناعية المستوردة، دعمًا للاقتصاد الوطني وللحفاظ على الثروة القومية المتمثلة في الجلود .
مدينة الروبيكى
وقال خليفة هاشم عبد الهادى عضو مجلس تجارة شعبة المصنوعات الجلدية، إن أسعار الجلود انخفضت عالمياً بالإضافة إلى أن غلق مدابغ سور مجرى العيون ونقلها إلى مدينة الروبيكى الجديدة كان له تأثيره فى تراجع الانتاج وانخفاض الأسعار .
وأوضح عبد الهادي فى تصريحات صحفية أن الصناعة تمر حاليا بمشكلتين رئيسيتين هما عدم نقل كل المدابغ إلى مدينة الروبيكى وتصدير الجلد خاما دون استفادة حقيقية منه، مشيرا إلى أن الروبيكى منطقة بعيدة عن المجزر والجزارين مما أدي إلي صعوبة نقل الجلود والتخلص منها بسبب تكاليف النقل، وهذا أدى إلى انخفاض أسعارها وتوافر كميات كبيرة من مخزون الأعزام السابقة.
وأكد أن نسبة قليلة جداً من المدابغ التي تعمل بعد النقل لأن 80% من الصناعة تقوم علي صغار الصناع لذلك فإن 20% فقط من المدابغ هي التي تعمل وهم كبار الصناع، موضحاً أن الباقي تكاسل في النقل رغم إعطاء الدولة فترة سماح للنقل
وأشار عبد الهادي، إلي أن الصناعة تواجه العديد من المشكلات أولها نقص العمالة وعدم توافرها رغم ارتفاع أجورها، مؤكداً أن هناك 14 مدرسة فنية لشعبة الجلود علي مستوى الجمهورية ومعهد فني ولا نعلم أين يذهب طلاب هذه المدارس.
وطالب الدولة بعدم السماح بتصدير الجلد الطبيعي في صورته الخام لأنها ثروة قومية، وتصديره في صورة منتجات جلدية، مشيراً إلي أن الحكومة تقوم بتخفيف الإجراءات الوقائية للاستيراد حتى يستطيع السوق المصرى معالجة القصور الموجود به وتطوير أدائه، وتخفيف الأعباء الضريبية على المستثمرين .
تقرير – احمد عطية: