د.داليا محمد عبدالله تكتب: الممنوع والمسموح لمريض النقرس

20 أبريل، 2025 - بتوقيت 11:44 ص

باحث بقسم الاغذية الخاصة والتغذية- معهد بحوث تكنولوجيا الاغذية

 

 

ماهو مرض النقرس ؟

النقرس (Gout) أو داء الملوك هو أحد أنواع التهابات المفاصل التي تحدث نتيجة زيادة حمض اليوريك (Uric acid) في الدم وتراكمه في السائل المفصلي، مما يؤثر في سلاسة حركة المفاصل،

وينتج عن ذلك ترسيب أملاح يورات الصوديوم في المفاصل والانسجة المحيطة بالمفاصل مما يسبب التهابات مزمنة وآلاما قد تكون شدديدة وبخاصة في مفصل اصبع القدم الكبير ، وقد يصاحبه احمرار فلا يتحمل المريض لمس أو تحريك هذا المفصل .

وارتفاع نسبة حمض اليوريك في الدم تساعد علي الاصابة بتصلب الشرايين وارتفاع ضغ الدم ،كما قد يتسبب النقرس في تكوين حصوات في الكلي والتهابات مزمنة .

وتلعب الوراثة دورا في الاصابة بالنقرس ، وايضا من يحبون تناول اللحوم بكثرة حيث يعود السبب وراء تسمية النقرس بداء الملوك من كثرة تناول اللحوم الحمراء لدى بعض الاشخاص.

تتميز نوبات النقرس أنها قد تزداد حدة في بعض الأوقات، وتهدأ أو تختفي في أوقات أخرى، وقد تستمر مدة أسبوع أو أكثر ثم تهدأ.

كما يعد الرجال اكثر اصابة بداء النقرس ،إذ أن نسبة إصابتهم بالنقرس أعلى من النساء حتى عندما يصلن سن اليأس، عندها تتقارب نسب الإصابة عند كلا الجنسين.

.

يحدث النقرس على عدة مراحل وهي:

• المرحلة الأولى: يرتفع مستوى حمض اليوريك في الدم (فرط اليورات) وتتكون البلورات في المفصل ولكن دون ظهور أعراض.

• المرحلة الثانية: وفيها تبدأ نوبات النقرس في الظهور، ويحدث تورم في المفاصل.

• المرحلة الثالثة: يواجه المريض في هذه المرحلة نوبات شديدة من الألم ثم تهدأ الأعراض بين كل نوبة والتي تليها.

• المرحلة الرابعة: وهي مرحلة متأخرة وفيها تتراكم بلورات اليورات في الجلد أو مناطق أخرى من الجسم، ما يُعرف بالنقرس الحصوي Tophi، والذي قد يسبب تلفًا دائمًا في المفاصل والأعضاء الداخلية الأخرى كالكلى.

أسباب النقرس

يعد ارتفاع حمض اليوريك أسيد في الدم السبب الرئيسي للنقرس، وفي هذه الحالة يطلق عليه اسم (فرط حمض يوريك الدم)، كما لا يزال السبب الأساسي لمرض النقرس غير معروف، ولكن هناك عوامل خطورة تزيد من فرصة الإصابة بداء النقرس، ومنها:

 حالات طبية معينة. تزيد أمراض وحالات معينة من مخاطر الإصابة بالنقرس. وتشتمل على ارتفاع ضغط الدم غير المُعالَج، والحالات المزمنة مثل داء السكري والسمنة ومتلازمة التمثيل الغذائي (الأيض) وأمراض القلب والكلى الأورام السرطانية.

 مدرات البول واستخدامها لفترة طويلة.

 الوراثة والتاريخ العائلي للإصابة بالنقرس(إذا كان هناك أفراد آخرون في العائلة مصابون بالنقرس، تزداد احتمالية إصابتك به..

 الجفاف وعدم شرب كميات كافية من السوائل.

 الجنس والعمر(تزداد الإصابة بالنقرس بين الرجال، نظرًا لأن معدلات حمض البوليك تكون أقل عند النساء بصورة أولية. غير أنه بعد انقطاع الطمث، تقترب معدلات الإصابة بهذا المرض لديهن من معدلات الرجال. ومن ناحية أخرى، يصاب الرجال بالنقرس في سن مبكرة، تتراوح عادةً بين 30 و50 سنة، بينما تُصاب النساء بصفة عامة بمؤشرات وأعراض المرض بعد انقطاع الطمث.).

 الأطعمة الغنية بالبيورين، مثل الكحول، والأسماك ومشتقاتها، واللحوم الحمراء.

 التسمم بالرصاص (أشارت الدراسات إلى وجود صلة بين التعرض المزمن للرصاص وزيادة خطر الإصابة بالنقرس).

 البدانة (في حال زيادة وزن الجسم عن الطبيعي، ينتج الجسم المزيد من حمض البوليك، وتزداد صعوبة عمل الكلى في التخلص من حمض البوليك).

 العمليات الجراحية (يمكن أن تزيد العمليات الجراحية أو الإصابات الحديثة من احتمالية ظهور نوبات النقرس.).

 الانظمة الغذائية وخاصة التي تعتمد على البروتينات(يرفع النظام الغذائي الغني باللحوم الحمراء والمحاريات والمشروبات المحلاة بسكر الفاكهة (الفركتوز) من معدلات حمض البوليك، ومن ثم زيادة مخاطر الإصابة بالنقرس. كما يزيد شرب الكحوليات، وخاصة الجعة (البيرة)، من مخاطر الإصابة النقرس..

 

مضاعفات النقرس

قد يتسائل البعض هل مرض النقرس خطير؟ في العادة لا يعد مرض النقرس خطير عند اتباع تعليمات الطبيب فيما يخص العلاج والحمية الغذائية، ولكن داء النقرس المتروك دون علاج يمكن أن يؤدي إلى تطور مضاعفات خطيرة، من المضاعفات التي يمكن حدوثها نتيجة الإصابة بداء النقرس:

 

 حصى الكلى، وذلك بسبب ارتفاع حمض اليوريك وتشكل بلورات اليوريا التي تتحول إلى حصى بمرور الوقت.

 الفشل الكلوي نتيجة ارتفاع مستويات حمض اليوريك.

 التهاب المفاصل، خاصة في مفصل إصبع القدم الكبير، مما يسبب ألم المفاصل وعدم القدرة على تحريكها في المراحل المتقدمة، ويعرف هذا النوع من التهاب المفاصل بالتهاب المفاصل الناجم عن النقرس، ويحدث نتيجة لتراكم بلورات حمض اليوريك في المفاصل.

كيف يُجرى تحليل النقرس؟

يتم قياس حمض اليوريك في الدم أو البول ولا يحتاج تحليل حمض اليوريك في الدم أو البول إلى أي استعدادات خاصة، ولكن قد يوصي الطبيب بالصيام لمدة 4-6 ساعات في حالة فحصه بالدم.

إذا أظهرت نتائج فحص الدم أو البول ارتفاع مستويات حمض اليوريك، فإن ذلك لا يعني بالضرورة الإصابة بالنقرس فقد يكون ارتفاعه نتيجة اتباع نظام غذائي غني بالبيورينات أو سبب آخر.وتتراوح القيم الطبيعية لحمض اليوريك من 3.6 مجم/ ديسيلتر إلى 8.3 مجم/ ديسيلتر. كلما ارتفع مستوى حمض اليوريك في الدم، زاد خطر تراكمه في المفاصل والإصابة بالنقرس.

علاج النقرس:

قد يساعد إجراء تغييرات في النظام الغذائي والعادات اليومية على تقليل حدة النوبات ومنع حدوثها في المستقبل، تتضمن هذه التغييرات ما يلي

يعتبر الإبقاء على نظام غذائي صحي، وتناول كمية كافية من السوائل، ممارسة الرياضة بانتظام والحفاظ على وزن الجسم الصحي كلها بمثابة عوامل شديدة الأهمية للمساعدة في الحد وتقليل حدوث نوبات النقرس. والهدف هو الإبقاء على مستوى حمض اليوريك في الدم من ضمن الحدود الطبيعية.

أطعمة ممنوعة لمريض النقرس (غنية بمركبات البيورين):

1- اللحوم: مثل اللحم الكندوز الكبير والضأن والكبد والكلاوي والمخ ،ومن الاسماك السردين والانشوجة والفسيخ والبارخ والجمبري والرنجة.

2- الخضراوات : مثل السبانخ والرجلة والخبيزة والباذنجان والقرنبيط والطماطم.

3- البقول : مثل الفول المدمس والطعمية والعدس والبصارة والكشري والفاصوليا الجافة.

4- الفاكهة : مثل المانجو والفراولا والمشمش.

5- الأبتعاد عن الاطعمة الغنية بالحديد: لانه يزيد من الالام الروماتيزمية بزيادة ترسيبه في المفاصل.

6- الامتناع عن تناول الكحول

أطعمة مسموحة لمريض النقرس

1- اللحوم: قليل من صدر الدجاج او الارانب

2- الخضراوات :الاكثار من الخضراوات والفواكة غير الممنوعة.

3- النشويات :كألارز والمكرونة تساعد علي سرعة تخليص الجسم من اليورات ويجب تناولها باعتدال.

4- الألبان: قليل من الالبان والجبن القليل الملح يساعد علي قلوية البول.

5- الماء والسوائل :الإكثار من الماء والسوائل التي تساعد علي زيادة افراز البول ومنع ترسيب الاملاح والاعتدال في شرب الشاي والقهوة وتقليل الدهون وخاصة الحيوانية.

واخيرا مع التشخيص المبكر وتغيير نمط الحياة والنظام الغذائي وتناول الأدوية التي يصفها الطبيب، يمكن التحكم في نوبات النقرس ومنع تفاقم أعراضه أو حدوث مضاعفاته.