الخبراء يكشفون عن تأثير الحرب الروسية الأوكرانية على مخزون القمح فى مصر

14 مارس، 2022 - بتوقيت 2:19 م

 

تحقيق – عبدالرحمن الشيخ :
لاشك أن مصر كانت يوما ما سلة الغذاء للعالم منذ عهد يوسف الصديق نبي الله ولكن الايام لم تدوم وتستمر فسرعان ما تبدلت الأحوال أن تكون مصر من أكبر الدول المستهلكة للغذاء والمستوردة له من الخارج ونظرا لما يحدث فى العالم من أزمات سواء كانت طبيعية كالأمراض التى انتشرت مؤخرا فيروس كورونا أو التغيرات المناخية واخيرا الحرب بين روسيا وأوكرانيا التان يعتبران من أهم الدول التى يتم استيراد القمح منهما وبالتالى يعد هذا كله تحديا كبيرا يواجه الغذاء فى مصر فكيف تواجه مصر هذه التحديات التى ترفع من فاتورة الاستيراد وسد الفجوة الغذائية محليا ما هى الطرق والأساليب التى تواجه بها مثل هذه الأزمات والتحديات وكان لنا هذآ التحقيق:

فى البداية يوضح الدكتور جمال صيام أستاذ الاقتصاد الزراعى بكلية الزراعة جامعة القاهرة أن المخزون الاستراتيجى من القمح فى مصر يكفى ل٤اشهر والإنتاج المحلى سوف يبدأ حصاده فى أبريل المقبل بطاقة إنتاجية تصل إلى ٩ طن وبالتالى لابد من تغير السياسات الزراعية بداية من سبتمبر المقبل وذلك من خلال زيادة المساحة المنزرعة بالقمح من ٣.٥مليون فدان بزيادة لا تقل عن ٤مليون فدان وخاصة وان لدينا مساحة في الأراضى الجديدة لكى نصل إلى ٦٠%من الاكتفاء الذاتى من القمح، كما يجب أن يكون لدينا 20 مليون طن مخزون زيادة .

ويضيف “جمال” لابد من تدعيم المخزون الاستراتيجى المصادر الأخرى من خلال الاتجاه إلى أسواق جديدة مثل فرنسا والأرجنتين وكازاخستان مع العلم أن هناك ارتفاع فى الأسعار سواء كانت قبل الحرب أو أثناء وبعد الحرب الروسية والاوكرانية حيث يتم استيراد 9مليون طن من البلدين .

ويرى أنه لابد من الاتجاه إلى مواجهة هذه التحديات من خلال التوسع فى المساحة وزراعة أصناف جديدة عالية الإنتاج حيث أن هناك أصناف أثبتت من خلال التجارب أنها تستطيع إنتاج 30 أردب للفدان فى الوقت الذي يصل متوسط إنتاج الفدان من 18 الى 25 أردب للفدان فى الأراضى القديمة بالإضافة إلى الاهتمام بالإرشاد الزراعى
لافتا إلى وضع سعر ضمان جديد بخلاف السعر الذى تم إعلانه قبل الزراعة 820جنيها للأردب، وان يتم إعلان سعر جديد مع بداية حصاد القمح في أبريل المقبل نظرا لارتفاع الأسعار العالمية للقمح التى وصلت إلى 415 دولار للطن، بالإضافة إلى الحرب والأزمة العالمية التي يمكن من خلالها أن يصل سعر للطن إلى 500 دولار وبالتالى لابد من رفع السعر الى 1000 جنيه للاردب، وحتى لا يذهب المزارع إلى تجار السوق السوداء.

ويضيف الدكتور احمد جلال عميد زراعة عين شمس أن القيادة السياسية فى مصر على وعى تام بما يحدث فاروسيا وأوكرانيا يمتلكون 25%من انتاج القمح فى العالم وهما من أهم الأماكن التى نستورد منهما القمح وبالتالى لهما تأثير كبير حيث أن هذه الحرب تسببت فى ارتفاع الأسعار على مستوى العالم سواء فى الغذاء أو المحروقات لم لروسيا من أهمية كبيرة فى هذا وفى مصر لدينا مخزون من القمح يكفى 4اشهر وقد اقتربنا من الموسم الجديد ولدينا فترة كافية للطرق البديلة ولابد من وضع خطة بديلة لتلاشي أي تأثيرات سلبية ونتمنى أن تنتهى هذه الأزمة
وأوضح الدكتور احمد جلال إن الرئيس أطلق عدة مشروعات تنموية فى الزراعة على مستويات كثيرة 550 الف فدان فى مشروع مستقبل وطن و 40 ألف فدان فى توشكى وسيناء وهناك تطور فى الزراعة من خلال الصوبات الزراعية التى تصل إلى 100 ألف صورة زراعية، وما تمتلك مصر من مزارع سمكية تعتبر مزرعة الفيروز من أكبر مزارع سمكية على العالم ولابد من تضافر الجهود من خلال الجامعات المصرية ووزارة الزراعة فى استنباط سلالات قمح جديدة عالية الإنتاج ولابد من وجود خريطة جديدة للزراعة طبقا للتغيرات المناخية المرتبطة بالزراعة ونكون مستعدين لأى ظروف تحدث بالإضافة إلى التوسع فى إنشاء صوامع لاستيعاب أكبر كمية من القمح .
أما عن السياسة السعرية لابد أن تتدخل وزارة الزراعة ويكون لها دور فى هذا الموضوع بإعطاء بعض الضمانات للمزارع بالإضافة إلى الجمعيات الأهلية وجمعيات المجتمع المدني أن يكون له دور كبير جدا .

ويضيف الدكتور على عبدالرحمن أستاذ الاقتصاد الزراعى أن مخزون القمح فى مصر لا يقل عن 4 أشهر وتستورد من أكثر من بلد ويجب على الحكومة دعم القمح لتقليل الاستيراد من خلال دعم المحصول الاستراتيجى لتقليل الفجوة الاستهلاكية التى تعد مصر من أكبر الدول المستهلكة للغذاء والمستوردة له .