كورونا تكتم أنفاس المصريين بـ 4 آلاف جنيه غرامة لـ”الكمامة
31 مايو، 2020 - بتوقيت 12:09 ص
كان الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، قد اتخذ عدة قرارات للحد من انتشار فيروس كورونا، والعمل على حماية المواطنين، في ظل عودة تدريجية للخدمات الحكومية والأنشطة الاقتصادية، خلال فترة ما بعد انقضاء إجازة عيد الفطر، بدأت اعتبارًا من اليوم 30 مايو ولمدة 15 يومًا، وعلى رأسها؛ الالتزام بارتداء الكمامة. على أن تتولى أجهزة الشرطة، ومأمور الضبط القضائي في المنشآت الحكومية، والعاملون بالمترو، مسئولية فرض الغرامات على المخالفين. يوحددت الحكومة عقوبة المخالفين للقرار بغرامة مالية 4 آلاف جنيه بحد أقصى.
وقال مدبولي، أنه اعتبارًا من اليوم، 30 مايو، بدأ السماح بفتح المحال والمولات التجارية على مدار الأسبوع، مع حظر حركة المواطنين بدءًا من الساعة 8 مساءً وحتى السادسة صباحًا وذلك لمدة أسبوعين، مُشيرًا إلى العودة التدريجية في كافة قطاعات الدولة اعتبارًا من منتصف شهر يونيو المقبل، على أن يتم لاحقًا عودة بعض الأنشطة الترفيهية مثل؛ فتح بعض النوادي، ومراكز الشبا،ب والسماح للمطاعم بأن تفتح أبوابها أمام الجمهور، ولكن مع التشديد على الالتزام بتطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية، وفقًا للاشتراطات والضوابط المحددة.
الصحة العالمية
من جانبها قللت منظمة الصحة العالمية من أهمية ارتداء الكمامات للوقاية من فيروس كورونا وقالت إن استخدام الكمامات غير الطبية المصنوعة من القطن أو أي خامات أخرى لم تخضع للتقييم بشكل جيد، إلا أنه لا يوجد حتى الآن أدلة تدعم التوصية بعدم استخدامها.
وأشارت المنظمة إلى أنها تتعاون مع شركائها لتطوير فهم أفضل لمدى فاعلية الكمامات غير الطبية، مطالبة الدول التي توصي مجتمعاتها باستخدام الكمامات القماش على إجراء أبحاث على هذا الموضوع.
وأعربت عن تخوفها من الاستخدام المجتمعي الواسع للكمامات، سواء الطبية أو غير الطبية (القماش)، مشيرة الى ان أسباب هذا التخوف تتمثل فى :
1) التلوث الحادث عن طريق لمس كمامة من الخارج أو إعادة استخدام كمامة ملوثة.
2) تعرض بعض الأشخاص لصعوبات التنفس بسبب الكمامة.
3) الإحساس الزائف بالأمان مما يؤدي إلى إهمال معايير أخرى مثل التباعد الجسدي وغسيل الأيدي.
4) نقص الكمامات المتوفرة للأطقم الطبية.
وبالنسبة للكمامات القماش، طالبت المنظمة الدول التي تتجه نحو استخدامها على أن تأخذ في الاعتبار عدد الطبقات المستخدمة في الكمامة، والقدرة على التنفس عبرها، وقدرتها على مقاومة وطرد الماء، وشكل وتصميم الكمامة.
كمامة قماش
يشار الى أن باحثين كنديين أكدوا فى دراسة لهم حول الأقنعة القماش أن لها تأثيرا يصل إلى 99% لحجب الفيروسات وجسيمات الأمراض المعدية.
وقال الباحثون الكنديون فى دراسة نشرت نتائجها صحيفة “ديلي ميل” البريطانية،
إنّ أقنعة الوجه القماش تمنع انتشار الفيروسات، ومنها فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) مؤكدين أن الكمامات المصنوعة من القماش ذات تأثير قوي على تقليل انتقال الجزيئات المعدية، شريطة أن تكون مكونة من عدة طبقات، لمنع مرور جزيئات السعال والعطس خلال ارتدائها والتي تستقر عادة على الأسطح.
وتوضح أنّه رغم تلك الدراسة ليس هناك دليل واضح على أنّ القماش يمنع الفيروسات لكنّه على الأقل يقلص وصول تلوث الهواء إلى الأنف والفم.
ويشير الباحثون الى إنَّ أقنعة الوجه تمنع أكثر من 90% من الجسيمات، فيما يقلل قناع الوجه القماش المكون من 3 طبقات انتقال الكائنات الحية الدقيقة أيضا بنسبة 99% والتي تستقر وتلوث الأسطح.
وكشفت الصحفية إنّ الأقنعة القطنية لا تمنع مرتديها من الإصابة بفيروس كورونا لأن من المعروف علميا أن القطن يمتص الرطوبة وسريع الامتصاص لرذاذ السعال والعطس .
مهم جدا
فى المقابل قالت وزارة الصحة والسكان إن ارتداء الكمامة أمر مهم جدا للحماية من انتشار فيروس كورونا المستجد، سواء ارتداء الماسك الجراحى العادى إذا كان متوفرا، أو ارتداء الكمامات المصنوعة من القماش فهى لها قدرة على حماية الفرد من الرذاذ المتناثر من الشخص المصاب بالفيروس.
وقالت: الكمامات القماشية ليست فعالة مثل الماسك الجراحي، ولكن يمكن استخدامها للأشخاص العاديين خلال فترات عملهم، وخروجهم للشارع، ويمنع نهائيا استخدامها داخل المستشفيات أو لمقدمى الخدمة الصحية.
وأشارت وزارة الصحة الى أن الكمامة القماش لا بد وأن تكون مصنوعة من طبقتين من أى نوع من الأقمشة، أما الأقمشة القطنية فيجب أن تكون بمواصفات خاصة بحيث يكون لها سُمك معين.
وتابعت: مرتدى الكمامة عليه أن يلتزم بشروط ارتدائها وهي: عدم لمسها أو أو إنزالها على الرقبة، مع ضرورة أن تكون الكمامة محكمة من ناحية الأنف، فإذا كان الشخص يرتدى نظارة و”تشبرت “النظارة من النفس الخارج من الكمامة، فإنه يرتدى الكمامة بشكل خاطئ، حيث إن من شروط إرتدائها ألا يخرج النفس إلى الخارج، فالهدف منها أن يتنفس الشخص من خلالها، وليس من خلال تهوية بها.
وأضافت: يجب خلعها من الوراء ولا يلمس الجانب الأمامى منها، ويتم وضعها فى الغسالة مباشرة لغسها على درجة حرارة 70 درجة لمدة 25 دقيقة على الأقل مع وضع مبيض الغسيل أثناء غسلها، بعدها يمكن للشخص ارتداؤها مرة أخرى.
وأوضحت وزارة الصحة إن الكمامة القماشية لا يمكن أن يتم خلعها ثم إعادة ارتدائها إلا بعد الغسيل، فإذا كان الشخص فى الخارج وخلع الكمامة القماشية لا يمكنه إعادة ارتداؤها مرة أخري، ويجب حفظها فى مكان بعيد عنه، حتى يتم غسلها.
وأكدت أن ارتداء الكمامة القماشية أفضل بكثير من عدم ارتداء أى كمامات، لأن الكمامة من شأنها الحد من انتشار الرذاذ الخارج من الفم خلال الحديث، ولابد من ارتداؤها خلال استقلال المواصلات العامة، وفى العمل ، وخلال السير فى الشوارع، وجميع الأماكن المزدحمة .
وعن مدى فعالية ارتداء الكمامة القماشية وهى رطبة، قالت ن “ارتداء الكمامة بأى شكل من الأشكال أفضل من عدم ارتدائها .
3 طبقات
من جانبه قال الدكتور هانى الناظر، استشارى الأمراض الجلدية، أن الكمامة الطبية تعتبر ضعيفة في الوقاية من فيروس كورونا؛ موضحا انه عند ارتداؤها ومحاولة إطفاء عود من الكبريت أو نيران ولاعة تنطفئ بسرعة
وأكد أنه فى حالة انطفاء النيران فإن الكمامة الطبية تكون فى هذه الحالة غير آمنة على الإطلاق وتسهل من عملية دخول الرذاذ وعدوى فيروس كورونا إلى الأنف والفم.
وأضاف الناظر : يمكن استخدام الكمامات القماش بشكل صحيح، وذلك عبر غسل الكمامة قبل وبعد استخدامها بالماء والصابون وتعقيمها، مؤكدا إن الكمامات القماش يمكن ان تكون فعالة في الحماية من فيروس كورونا، بالإضافة إلى أنها غير مكلفة، وبالتالى فهى مناسبة لغير القادرين ماديا على شراء الكمامة الطبية يوميا في ظل الظروف الاقتصادية الحالية وأزمة كورونا.
وأوضح انه بالنسبة للكمامات القماش يجب ان تحتوي على 3 طبقات، بالإضافة إلى أنها تكون محكمة على الأنف والفم لمنع تسلسل جسيمات الفيروس للأنف والفم، والحد من انتقال الهواء عبر هذه الطبقات وبالتالي تحد من انتقال عدوى كورونا.
مواصفات معينة
وقال الدكتور محمد عزالعرب، مستشار مركز الحق في الدواء، إن ارتداء الكمامة يأتي ضمن أهم 3 إجراءات احترازية في مواجهة فيروس كوفيد-19، وهي؛ البُعد المكاني الذي يُقدر بـ1.8 مترا، وغسيل الإيدي باستمرار بالماء والصابون، ثم “ارتداء الكمامة” باعتبارها أحد أبرز أدوات منع العدوى وانتقال الفيروسات بين البشر.
واضاف عزالعرب : الكمامة الصحية لها مواصفات معينة، بحيث تمنع بشكل كبير مرور الفيروسات والبكتيريا والغبار وحبوب اللقاح، ويتوافر منها نوع N95 الذي يوصي باستخدامه للأطقم الطبية التي تتعامل مع مرضى كورونا، ثم الماسك والكمامة الجراحية التي تؤدي دورها في الحماية بنسبة تصل إلى 80%، وأخيرًا تأتي الكمامة المصنوعة من القماش .
وأوضح أنه رغم الجدل القائم من جدوى ارتدائها، إلا أن أمريكا مثلًا سمحت باستخدامها لضمان توفير النوعين الأولين من الكمامات للأطقم الطبية، ولذلك نعوّل على المواصفات القياسية في تصنيعها .
وشدد عز العرب على أهمية توفير الكمامات بأسعار مُخفضة، لتشجيع المواطنين على ارتدائها، مُطالبًا بضرورة مشاركة منظمات المجتمع المدني، ورجال الأعمال، بجانب دور الحكومة الرئيسي، في توفير الكمامات مجانًا أو بسعر التكلفة.
وأكد أن للكمامة أهمية بالغة، فارتداء شخصين لها، الأول مصاب والثاني سليم، يجعل من نسبة منعها لانتقال العدوى 98.5%، وعدم ارتداء الطرفين لها يزيد من فرص انتقال العدوى إلى الشخص السليم بنسبة 100%”.
تقرير : أحمد عبدالله