كورونا والسياحة والصادرات وهروب الإستثمارات..لهذه الأسباب يتراجع الجنيه أمام الدولار

3 يونيو، 2020 - بتوقيت 12:02 ص

 

 

كورونا والسياحة والصادرات وهروب الإستثمارات..لهذه الأسباب يتراجع الجنيه أمام الدولار

بعد استقرار دام عدة أشهر عاد الجنيه المصرى للتراجع أمام الدولار الأمريكى ما ينذر بموجة جديدة من ارتفاع أسعار السلع والمنتجات .
وفى أول رد فعل لهذا التراجع سجلت أسعار الذهب ارتفاعا كبيرا ظهر اليوم الثلاثاء بقيمة تجاوزت 5 جنيهات، وذلك على خلفية ارتفاع سعر الدولار ليلامس 16 جنيها وكذلك ارتفعت أوقية الذهب عالميا لتسجل 1742 دولار.

كان سعر الدولار قد ارتفع مقابل الجنيه، في بداية التعاملات الصباحية بالبنوك وشركات الصرافة اليوم الثلاثاء، بواقع 5 قروش، ليصل إلى 15.88 جنيه للشراء و15.98 للبيع، مقابل 15.83 جنيه للشراء و15.93 للبيع في ختام تعاملات أمس الإثنين.

يشار إلى أن أعمال الشغب في الولايات المتحدة خاصة ورفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية جديدة على الصين ردا على إجراءات بكين لإحكام قبضتها على هونج كونج تسببت في ارتفاع سعر الدولار .

وتوقع خبراء مصرفيون أن تواصل أسعار الدولار صعودها أمام الجنيه على المدي القصير خلال الأسبوعين المقبلين، تأثرا بخروج بعض استثمارات الأجانب من استثمارات الدين الحكومي مع مخاوف انتشار فيروس كورونا المستجد وتأثيره السلبي على الاقتصاد العالمي .
وقالوا ان متوسط سعر الدولار سيتراوح بين 15.5 و16 جنيها خلال الأسبوعين القادمين، متوقعين أن يشهد الدولار ارتفاعا مع خروج جزء مما يعرف بالأموال الساخنة، وكذلك تأثر إيرادات السياحة، وحركة التجارة بسبب تداعيات انتشار فيروس كورونا.

فيروس كورونا

من جانبه كشف يوسف فاروق، خبير مصرفى ان الارتفاع في سعر الدولار محليا منذ اندلاع أزمة فيروس كورونا فى نهاية فبراير الماضى وصل الى نحو ٢٥ قرشا
واعتبر «فاروق» ان زيادة سعر العملة الأمريكية فى الوقت الحالى طبيعي في ظل تأثر موارد النقد الأجنبي من مصادرها المختلفة عقب الإغلاق الكبير لجميع الانشطة الاقتصادية والاستثمارية والمالية عالميا ومحليا.
وتوقع استمرار ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه إذا استمرت الأوضاع الراهنة كما هي .

التجارة العالمية

وتوقع محمد عبد العال عضو مجلس إدارة في أحد البنوك الخاصة، أن يواصل الدولار على المدى القصير ارتفاعه أمام الجنيه وفقا للعرض والطلب، وتأثرا بعاصفة فيروس كورونا الذي أدى إلى وقوع اضطرابات في الأسواق الناشئة والعالمية.
ورجح عبد العال فى تصريحات صحفية أن يتراوح سعر الدولار بين 15.5 جنيه و16 جنيها خلال صعوده المتوقع في الأسبوعين المقبلين، على أن يتحدد بعد ذلك مساره سواء باستئناف الصعود أو العودة إلى الهبوط مع اتضاح الرؤية بشأن استمرار انتشار فيروس كورونا أو الاتجاه نحو السيطرة عليه وتحجيمه.
وقال إنه في حال تفشي فيروس كورونا سيؤثر ذلك على جميع أسواق العالم وعملات باقي الدول، حيث ستتجه الاستثمارات غير المباشرة إلى الاستثمار في الدولار الأمريكي والين الياباني والفرنك السويسري، باعتبارها ملاذات آمنة.
وأضاف عبد العال أن كورونا سيؤثر على مختلف مصادر التدفقات الدولارية على مستوى العالم وبالتالي ستنعكس سلبا على مصر، حيث سيقلل تراجع حركة التجارة العالمية من مرور السفن في قناة السويس وبالتالي ستنخفض الإيرادات، بالإضافة إلى تراجع الصادرات، وكذلك ستتراجع إيرادات السياحة مع اتجاه بعض الدول إلى حظر السفر لدول أخرى.

استثمارات الأجانب

وتوقع محمد بدرة عضو مجلس إدارة أحد البنوك الحكومية، أن يستمر سعر الدولار في الارتفاع خلال الأيام المقبلة ليتراوح بين 15.5 جنيه و16 جنيها، تأثرا بتراجع تدفقات النقد الأجنبي من السياحة وخروج جزء من استثمارات الأجانب في أدوات الدين بسبب مخاوف انتشار فيروس كورونا.

وقال بدرة، أن مخاوف انتشار فيروس كورونا أدت إلى تراجع واردات مصر من الصين، والاتجاه للاستيراد من الأسواق الأوروبية والأمريكية، وذلك بعد تفشي الفيروس في الصين، وهو ما يؤدي إلى زيادة تكلفة الاستيراد وبالتالي زيادة الطلب على الدولار في مصر تزامنا مع انخفاض المعروض.

الأسواق الناشئة

وكشف محمود نجلة، المدير التنفيذي لأسواق النقد والدخل الثابت في شركة الأهلي للاستثمارات المالية، إن صعود الدولار يرجع إلى عمليات بيع شديدة بين المستثمرين الأجانب لأذون وسندات الخزانة في مصر والأسواق الناشئة.
وقال نجلة ان المستثمرين يتجهون حاليا للتخارج من الاستثمارات ذات المخاطر المرتفعة التي تتمثل في أدوات الدين الحكومية، لإعادة استثمارها في الملاذات الأمنة بعد رؤيتهم انهيار الأسواق العالمية.

وأوضح أن الملاذات الأمنة للمستثمرين الأجانب تتمثل في الذهب والسندات الأمريكية، مشيرا الى ان ما رفع الطلب على الاستثمار في أدوات الدين الأمريكية، خفض الفائدة على أدوات الدين طويلة الأجل من 1% إلى 0.5% لأول مرة منذ سنوات طويلة.

وأكد نجلة أن جميع الأسواق الناشئة تقع تحت ضغط بسبب تراجع معدلات النمو وتخارج المستثمرين الأجانب موضحا أن جميع الأسواق الناشئة تأثرت سلبًا خلال الأيام الماضية مع زيادة المخاوف من تداعيات فيروس كورونا وهو ما أدى إلى تراجع الطلب على جميع المعادن .

الموارد الدولارية

وارجع نعمان خالد، محلل اقتصادي، انخفاض الجنيه إلى تراجع بعض الموارد الدولارية للبلاد بسبب تداعيات كورونا على الاقتصاد المصري والعالمي، معتبرا ان هذا التراجع بمثابة رد فعل لما يحدث في الآونة الأخيرة بسبب كورونا، كما يعكس استراتيجية البنك المركزي التي يتبعها منذ تحرير سعر الصرف في نوفمبر 2016 حيث يجري تسعير العملة وفقاً للعرض والطلب.
وأوضح خالد أن تراجع الموارد الدولارية في الفترة الحالية يتزامن معه تزايد في الطلب على العملة من أجل الاستيراد أو السفر، مؤكدا إن تحسن الأوضاع العالمية سيسهم في عودة استثمارات الأجانب غير المباشرة في أدوات الدين خصوصاً بعد نزول الجنيه .
واكد إن مصر تمكنت من سد جزء كبير من الفجوة التمويلية التي تتراوح بين 10 و11 مليار دولار حتى نهاية 2020، من خلال قرض صندوق النقد الدولي والسندات الدولارية، وهو ما يقلل من الضغوط على العملة المحلية خلال العام الجاري.

تقرير : أحمد عبد الله