اتفاق القاهرة تطور مهم لجسر الهوة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية

12 سبتمبر، 2025 - بتوقيت 4:33 م
(شينخوا) وقعت إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، اتفاقا في القاهرة لاستئناف التعاون بشأن الملف النووي الإيراني، في خطوة اعتبرها مراقبون تطورا مهما للخروج من أزمة فقدان الثقة بين الجانبين، وتخفيف الضغط الغربي على طهران.
ويعد الاتفاق، الذي وقع الثلاثاء الماضي، تتويجا لمسار تفاوضي بين إيران والوكالة الدولية انطلق في أغسطس 2025 بوساطة مصرية.
ويحدد الاتفاق “خطوات عملية للتحقق وزيادة إجراءات الشفافية، بما يمثل إطارا عمليا جديدا لاستعادة الثقة بين إيران والوكالة الدولية، ونقطة انطلاق نحو مرحلة جديدة في العلاقة بين الطرفين تتسم بمزيد من الشفافية التي تسهم فى معالجة الشواغل الفنية”، بحسب بيان لوزارة الخارجية المصرية اليوم (الخميس).
ويأتي الاتفاق بعد أكثر من شهرين من إعلان إيران تعليق تعاونها مع الوكالة الدولية، ردا على الضربات الأمريكية – الإسرائيلية على منشآتها النووية واغتيال علمائها النوويين في يونيو الماضي.
كما يأتي قبل أسابيع من دخول “آلية الزناد” حيز التنفيذ، والتي بموجبها سيتم إعادة فرض العقوبات الدولية على إيران، وذلك بعد أن أخطرت الترويكا الأوروبية، فرنسا وبريطانيا وألمانيا، طهران ومجلس الأمن الدولي بتفعيل الآلية.
— تطور مهم
وقال الخبير العراقي ياسر مطلق الجبوري إن “القاهرة شهدت حدثا استثنائيا حين نجحت في جمع إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية على طاولة واحدة لتخرج الوساطة مصرية باتفاق تقني يهدف إلى استئناف التعاون وآليات التفتيش بعد أشهر من التوتر والانسداد”.
واعتبر الجبوري، وهو رئيس مؤسسة ((فواصل للبحوث والدراسات)) لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن “هذه الخطوة تطور مهم يعيد فتح قنوات الاتصال الفنية بين إيران والوكالة الدولية، وجوهر الاتفاق يتمثل في إعادة تفعيل آليات التفتيش وتطبيق الضمانات ما يتيح للوكالة استعادة قدر من الرقابة الميدانية على البرنامج النووي الإيراني”.
وأضاف “تقنيا، يشكل هذا الاتفاق إنجازاً لأنه يمنح المجتمع الدولي فرصة تقييم الوضع على أسس أكثر وضوحاً لكنه في المقابل لا يجيب عن أسئلة كبرى تتعلق بحجم مخزون اليورانيوم المخصب ولا يقدم ضمانات كافية لمنع تحوله إلى ورقة استراتيجية بيد طهران”.
من جانبه، قال الخبير المصري في الشؤون الإيرانية الدكتور محمد بناية، إن توقيع اتفاق لاستئناف التعاون بين إيران والوكالة الدولية “أمر طبيعي، لأن إيران كانت تسعي منذ فترة لاستئناف المفاوضات، لكن كان لديها شروط، وأتصور أنه تم تأمين هذه الشروط”.
ومن بين هذه الشروط، حسبما أوضح بناية لـ((شينخوا))، “الحفاظ علي أسرار المنشآت النووية، وألا تقوم الوكالة الدولية بتسريب المعلومات الخاصة بهذه المنشآت، خاصة أن طهران كانت تتهم الوكالة بأنها سربت المعلومات وساعدت إسرائيل في استهداف هذه المنشآت”.
وتابع أنه “بالطبع حدثت تنازلات (من قبل إيران للوصول لهذا الاتفاق) لكنها ليست بشأن مطالب إيران وإنما في قبولها مرة أخري رقابة وتفتيش الوكالة الدولية”.
وأردف أن “إيران لديها استعداد لتخفيض نسبة التخصيب وقبول تفتيش الوكالة الدولية، فهي لا تسعي لامتلاك سلاح نووي، واستغلت انشغال العالم بملفها النووي وقامت بتطوير منظومات الصواريخ والطائرات المسيرة، والإيرانيون يجيدون التفاوض، وفي النهاية نفذوا ما يريدون”.