د. نسرين محمد السعيد تكتب: ” التصدى للتغيرات المناخية بالوطن العربى بين التحدي والحلول المبتكرة

15 سبتمبر، 2025 - بتوقيت 9:40 م

– رئيس بحوث متفرغ بمركز البحوث الزراعية –  عضو بالهيئة الاستشارية العليا بنقابة المخترعين المصريين-  عضو مجلس علماء مصر –  عضو بالاتحاد العربى للتنمية المستدامة والبيئة.

 

 

 

تشهد دول العالم تغيرات مناخية متطرفة ولا سيما الوطن العربي، الاى تمثل تحديات بيئية ومناخية غير مسبوقة، والتي انعكست آثارها على الموارد المائية، والإنتاج الزراعي، والصحة العامة، والاقتصاد ، وفي ظل هذه التحديات، يبرز البحث العلمي والابتكار بمثابة الركائز الاساسية لإيجاد حلول مستدامة قادرة على مواجهة المخاطر المناخية وفتح آفاق جديدة للاستثمار في الاقتصاد الأخضر، فالتحديات المناخية في الوطن العربي من شح الموارد المائية و تدهور الأراضي الزراعية: ارتفاع درجات الحرارة والتصحر يهددان الأمن الغذائي مع زيادة انبعاثات الكربون وتأثيرها على البيئة، كل تلك الظروف فى ظل ضعف البنية التحتية للبحث والابتكار: رغم وجود كفاءات علمية عربية، إلا أن الاستثمار في البحث العلمي لم يصل بعد للمستوى المطلوب، الا ان هناك ضوء الامل فى الحلول المبتكرة لمواجهة التغيرات المناخيةمنها:
١- الطاقة المتجددة: الاستثمار في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، التي تمتلك المنطقة إمكانيات هائلة لتطويرها.
٢- الهندسة البيئية والهندسة الزراعية : مشاريع إعادة التشجير وزراعة النباتات المقاومة للجفاف.
٣- الاقتصاد الدائري: إعادة تدوير المخلفات الزراعية وتحويلها إلى مصادر للطاقة أو منتجات قابلة للاستخدام.
٤- الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات: للتنبؤ بالكوارث المناخية وتخطيط المدن المستدامة.

٥- اللجؤ الى افاق البحث العلمي بحلوله المبتكرة نستطيع جعله أداة لتحويل الاستثمار الاقليدى إلى الاستثمار الريادى يهدف الى مستقبل أخضر والتنمية المستدامة.
٦- الاستثمار فى البحث العلمي المبتكر هى أداة للاستثمار الريادى الذى يؤدى الى المستقبل والاقتصاد الأخضروالتى تتمثل فى التالى؛

اطلاق منصات بحثية عربية مشتركة لدراسة التغيرات المناخية وتطوير حلول مناسبة للبيئة المحلية.

تشجيع وتفعيل براءات الاختراع في مجالات الزراعة المستدامة والطاقة النظيفة.

تمويل الأبحاث التطبيقية التي تربط بين المعرفة العلمية ومتطلبات التنمية الاقتصادية المستدامة الخضراء.

إقامة شراكات عربية ودولية لدعم نقل التكنولوجيا الخضراء وتوطينها في المنطقة العربية.

وحيث ان الاستثمار الريادى هو الاداة التى ينطلق بها الى المستقبل الأخضر والذى يتمثل فى الانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون في الدول العربية والذى يتطلب دمج نتائج الأبحاث العلمية في السياسات الاقتصادية، وتوفير الحوافز المادية والمعنوية للمشروعات الخضراء، وتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في مجالات الطاقة المتجددة وإدارة الموارد البيئية بكفاءة عالية بأفضل الممارسات فى ظل التغيرات المناخية وتحدياتها.
ونختتم الحديث بأن مواجهة تحديات التغيرات المناخية بالوطن العربي اصبح ليس خيارًا بل ضرورة حتمية لحماية الموارد الطبيعية وتحقيق الأمن البيئي والغذائي للأجيال القادمة وذلك من خلال الاستثمار في البحث العلمي والابتكار، الذى يدفع الوطن العربي الى التحول لاقتناص الفرص من موارد متاحة لتحقيق التنمية المستدامة، وبناء مستقبل أخضر أكثر أمانًا وازدهارًا.