د. عادل فكار يكتب : طرق مكافحة الهالوك

25 أكتوبر، 2025 - بتوقيت 3:17 م
وكيل المعمل المركزي لبحوث الحشائش للاارشاد والتدريب
يتبع الهالوك العائلة الهالوكية وهو من النباتات الزهرية ذات الفلقتين وهو إجبارى التطفل حيث يعتمد إعتمادا كليا على عوائله النباتية من ماء وغذاء مجهز ويتطفل على جذر العائل ويتكاثر بالبذور وينتشر في منطقة حوض البحر المتوسط بشدة ويوجد بالعالم مايزيد عن 140 نوعا معظمها حولية.
الأضرار التي تصيب المحاصيل (العوائل):
يتأثر نمو المحاصيل نتيجة إمتصاص الهالوك للماء والغذاء بدرجة ملحوظة مع نقص واضح للكربوهيدرات وإنخفاض الضغط الأسموزى في جذور العائل مما يؤدى إلى الذبول والجفاف لمجموعه الخضرى وبالتالى نقص فى كمية المحصول الناتج وقلة جودته حيث تتراوح نسبة الخسائر الناتجة عن الإصابة بالهالوك ما بين 5-100% حيث يتوقف ذلك على وقت الإصابة وشدتها ونوع المحصول

أهم عوائله البرسيم المصرى والحجازى والفول والدخان والجزر والقرطم والخس وزهرة الشمس والورد والعتر والكرفس. هو نبات حولى وساقه نحيلة نوعا ، غير متفرعة وهو أكثر إستدارة من الأنواع الأخرى ، والسنبلة منفرجة بها أزهار صغيرة (10 – 20 مم) وحواف التويج ( الشفة ) لونها بنفسجى يميل إلى الزرقة.
طرق مكافحة الهالوك
تعود صعوبة التخلص من الهالوك فى الحقول إلى:-
إنتاجه عدد كبير من البذور.
دخول بذور الهالوك فى سكون لفترات طويلة فى التربة.
المدى العوائلى للهالوك واسع.
ولاتوجد طريقة واحدة ناجحة كافية لمكافحته لذلك يجب إتخاذ عدة طرق متكاملة مع بعضها لهذا الغرض كما يلى:-
أولا : الطرق الزراعية
1- تجنب الإصابة :
بذور الهالوك حجمها متناهى الصغر لذا يسهل أن تنتقل مع بذور العائل وعليه يجب التأكد من الحصول على التقاوى من حقول خالية من الهالوك عند الزراعة لتجنب إنتشار الهالوك بصورة وبائية وكذلك بالتخلص من نباتاته النامية قبل النضج وتكوين بذور وإنتثارها في الحقل وعلى جوانب المراوي وذلك بالنقاوة المتوالية وحرقها وعدم إلقائها في المراوى. ويراعى عدم إنزال الأغنام في الحقول المصابة بعد حصاد المحصول حيث أن رعى الأغنام في الأرض المصابة يتسبب في إنتقال البذور من حقل لآخر حيث أن حيويتها لا تتأثر بمرورها في الجهاز الهضمى للأغنام.
2- أثر ميعاد زراعة الفول على الهالوك:
يوصى بزراعة الفول فى الأراضى الموبوءة فى الثلث الأخير من شهر نوفمبر حيث تنخفض درجات الحرارة مما يقلل من نسبة إنبات بذور الهالوك عنها في حالة الزراعات المبكرة مما يساعد على الهروب من الإصابة مع عدم تأثر إنتاجية محصول الفول .
3- الدورة الزراعية:
الهالوك حشيشة متطفلة تطفلا إجباريا وبدون عائلها المناسب فإنها غير قادرة على الإنبات والنمو ومع الوقت فإن مخزون البذور في التربة يقل ولكن يعود المخزون إلى الزيادة مع زراعة المحاصيل الحساسة . وأما المحاصيل الصائدة (العوائل الكاذبة) وهي النباتات التي تنبه الإنبات ولكنها لا تصاب فتعمل على خفض مخزون بذور الهالوك في التربة مثل محاصيل القطن والكتان والحلبة . أيضا فان الدورة الزراعية إذا شملت محصولا وفيه تغمر الأرض بالماء مثل الأرز يعتبر أسلوبا مناسبا للحد من الإصابة بالهالوك . لذلك يوصى بزراعة الفول عقب أرز أو قطن حيث تقل الإصابة بالهالوك بعدها .
4- النقاوة اليدوية:
تفيد النقاوة اليدوية في حالة تواجد شماريخ الهالوك بأعداد قليلة حيث أن توالى إزالتها بإحكام يفيد في عدم إضافة بذور جديدة إلى الأرض بشرط عدم تركها في الحقل ويتم حرقها. وتستخدم النقاوة اليدوية كمكمل للمكافحة الكيماوية. وتأتي صعوبة تحقيق فائدة كبيرة منها خصوصا في الإصابات الشديدة حيث أن درنات الهالوك ونمواته تحت سطح التربة تمثل 80% من الضرر الذي يلحق بالنبات العائل قبل ظهوره ، لذلك يجب أن تتم النقاوة بمجرد تكشف الشماريخ فوق سطح التربة وقبل نضج البذور وإنفراطها في التربة .
5- فترات الرى:
ويعتبر الرى على فترات متقاربة ( كل 3 أسابيع ) مناسبا لتقليل الإصابة بهالوك الفول مقارنة بالرى على فترات أطول من ذلك .
6- زراعة أصناف متحملة للإصابة بالهالوك:
ويرجع ذلك إلى أحد الأسباب التالية:-
إنتاج منبهات بكميات منخفضة لاتشجع إنبات معظم بذور الهالوك بالتربة.
لجننة جدر جذر العائل يقلل من فرصة إختراق ممص الهالوك لأنسجته وعدم وصوله إلى الحزم الوعائية.
إنتاج مركبات طبيعية تثبط إنبات ممص الهالوك مما يمنع إتصال العائل به.
صغر حجم المجموع الجذرى للعائل وعدم إنتشاره أو تعمقه بالتربة يقلل من فرصة إنبات بذور الهالوك.
ويلاحظ إن زراعة هجن قوية النمو حساسه للإصابة بالهالوك تنتج محصول أعلى من الأصناف الأخرى ذات النمو الأقل تحت مستوى الإصابة المتوسط للهالوك وذلك لتعويضها مايستنفذه الهالوك من المواد الغذائية وإن كان لذلك أثر سلبى حيث أنها قد تؤدى إلى زيادة مخزون بذور الهالوك فى التربة.
فى مصر توجد أصناف من الفول تتحمل الإصابة بالهالوك مثل أصناف مصر1، مصر 3 ، جيزة 843 ، جيزة 674 ، جيزة 429 ، هذا إلا أن كسر صفة المقاومة للهالوك يكون سريعا في أغلب الأحوال للصنف نظرا لطبيعة التلقيح الخلطى لأزهار الفول والتى تصل إلى أكثر من 40%. وتعتبر الأصناف المتحملة للإصابة مكون من مكونات المكافحة المتكاملة للهالوك.
ثانيا : المكافحة الحيوية Biological control
وذلك بإستخدام آفات ضارة بالهالوك وتؤثر في نموه وإنتاجه من البذور وهي إما حشرية أومرضية ومن أهمها تلك الحشرة المعروفة بإسم ذبابة الهالوك ”Phytomyza orobanchia“ وهي تتطفل على الهالوك فقط .
طريقة إستخدامها في مكافحة الهالوك
تتمثل في جمع نباتات الهالوك التى تسكن بها عذارى الحشرة في نهاية الموسم وتخزن فى مكان بارد ومظلم ورطوبة نسبية قدرها 55-60% وعند ظهور أول شمراخ زهري للهالوك في الحقل ومع بدء الأزهار يؤتى بنبات الهالوك المخزن من قبل على هيئة حزم توضع في أكياس وتعلق في أوتاد أو سنادات بواقع كيس واحد لمساحة فدان والكيس به ما يكفي لإطلاق 500 ذبابة وهذا العدد يتهيأ بوجود 20-30 شمراخ هالوك ويكون إرتفاع الأكياس عن الأرض 60-70سم ويعمل ثقب صغير بالكيس لكي تخرج منه الذبابات في ثنية الكيس ويوضع محلول سكروز أو عسل بتركيز 20% لتغذية الفراشات الصغيرة التي تنطلق من خلال الثقب لتصيب نباتات الهالوك الحديثة من جديد حيث أن الفائدة من الذبابة تكمن في التخلص من نسبة كبيرة من بذور الهالوك حيث تتغذى اليرقات على البويضات قبل إخصابها وقبل تكوين البذور داخل الكبسولات مما يعمل على خفض مخزون التربة من بذور الهالوك
ثالثا : المكافحة الكيماوية
يعتبر الهدف من استعمال المكافحة الكيماوية للهالوك فى الفول البلدى يإستخدام مادة الجليفوست (الرواند أب) ما يلي :
1- مكافحة الهالوك إختياريا. 2- إنقاذ المحصول ولو جزئيا. 3- إيقاف إنتاج بذور الهالوك.
يتم رش الفول بمبيد راونداب 48% WSC بمعدل 75سم3 مع 120لتر ماء للفدان برشاشة ظهرية ذات ست بشابير بعد بدء التزهير بفترة 15 يوم ويكرر
الرش مرة أخرى بعد 3 أسابيع من الرشة الأولى بنفس المعدل 75 سم3 ويكون إرتفاع بشابير الرش بمقدار 30 سم من سطح نبات الفول .
يعتبر مبيد الجليفوسيت (الرواند آب) مبيد جهازى يسرى في النبات خلال أنسجته وينسحب منه الى الهالوك حيث يتجمع ويتركز فى أنسجته ويقتله ومما يؤخذ على المعاملة بهذا المبيد إذا كان هناك تجاوز عن الحد الموصى به 75سم3 للفدان فى الرشة فإن ضررا كبيرا سوف يلحق بنبات الفول العائل (مجال الإختيارية ضيق) ويأتى تاثير الجليفوسيت على الهالوك بسبب تجمع المادة فى نمواته الصغيرة بتركيز يزيد نسبيا بما يعادل 4 مرات تركيزه فى جذور النبات العائل (الفول) وذلك بعد 3 أيام من المعاملة (رشا عاما).
أخى المزارع
إعلم أن حشيشة الهالوك حشيشة خطيرة تدمر عديد من المحاصيل الحقلية وخاصة البقوليات اذا لم يتم الوقاية من الاصابة بها ومكافحتها وللتخلص من اضرارها يراعي ما يلى:-
الحصول على تقاوي من مصدر موثوق به ومن حقل نظيف خالي من الهالوك ومن الاصناف (الفول البلدى) التي عندها قدرة على تحمل للاصابة بالهالوك.
الزراعة في ارض خالية من الاصابة بالهالوك ويفضل الزراعة في ارض سبق زراعتها ارز او كتان او قطن وعدم تكرار زراعه الفول فى نفس الارض سنويا .
يراعى خدمة الارض بالحرث العميق مع إستخدام اسمدة بلدية خالية من بذور الهالوك ويفضل التسميد الازوتى حيث يؤدى إلى تقليل الاصابة بالهالوك.
يقضل زراعة الفول البلدى فى الثلث الأخير من نوفمبر فى الأراضى المتوقع إصابتها بالهالوك.
يراعى انتظام الرى مرة كل 3 اسابيع وعدم اطالة فترات الرى عن ذلك.
يتم فحص الحقول ورش المصاب منها بمبيد راوند آب بمعدل 75 سم3 للفدان مع 120 لتر ماء برشاشة ظهرية بارتفاع 30 سم من نبات الفول ويكون ذلك بعد تزهير الفول باسبوعين ويكرر الرش مرة ثانية بعد 3 اسابيع من الرشة الاولى.
– يراعى تقليع شماريخ الهالوك بمجرد ظهورها فوق سطح التربة وحرقها قبل تكوين بذور وذلك عادة يكون خلال شهرى فبراير ومارس بهدف تقليل اضرارها ومنع تلوث التربة ببذور الهالوك



