د. عبدالعزيز نور يكتب : ترطيب الأعلاف الجافة لتقليل الهدر وتعظيم الإستفادة

6 نوفمبر، 2025 - بتوقيت 9:46 ص
أستاذ تغذية الحيوان والثروة السمكية- جامعة إسكندرية – رئيس مجلس إدارة البيئة العربية
قد يبدو معنا بسيط لكنه يحقق نتائج كبيرة في تفذية الحيوانات المزراعية. في ظل ارتفاع أسعار الأعلاف وتحديات تغذية الماشية، يبحث المربون دائمًا عن طرق ذكية لرفع كفاءة الاستفادة من كل كيلوجرام من العلف.
تبرز تقنية “ترطيب الأعلاف”، التي قد تبدو تفصيلًا صغيرًا، لكنها تحمل أثرًا كبيرًا على أداء الحيوان وصحة القطيع. حيث يتم ترطيب الأعلاف بإضافة كمية محددة من الماء أو السوائل الطبيعية (مثل المولاس المخفف) إلى العلف الجاف قبل تقديمه للحيوان. والهدف من ترطيب الاعلاف هو جعل العلف أكثر ليونة وسهولة في المضغ والهضم، مما يحسن مميزات ترطيب العلف: عند تقديم الأعلاف الجافة تمامًا – خصوصًا النخالة، والكُسب، والخليط المركز – يفقد الحيوان جزءًا من المكونات الدقيقة بسبب تطاير الغبار، كما تقل قابليته لتناول الكمية الكافية من الغذاء. أما عند ترطيب العلف بنسبة مدروسة، فإن:
الرائحة والطعم يتحسنان بفضل المولاس أو الماء الفاتر.
المكونات الدقيقة تلتصق ببعضها فلا تضيع أثناء التقديم.
الهضم يصبح أسهل لأن الرطوبة تليّن الألياف وتُنشّط الإنزيمات الهاضمة.
وقد أظهرت تجارب ميدانية أن المزارع التي تعتمد على ترطيب الأعلاف تحقّق زيادة في معدل التحويل الغذائي والإنتاج بنسبة تتراوح بين 5 و8% مقارنة بنظيراتها التي تستخدم العلف الجاف تمامًا.
طريقة الترطيب :
تُضاف كمية الماء بمعدل 10 إلى 30% من وزن العلف الجاف، حسب نوع الحيوان والعلف. ويُخلط الخليط جيدًا حتى تتوزع الرطوبة بشكل متجانس، ثم يُقدّم للحيوان خلال ساعات قليلة (يفضّل خلال 6 ساعات في الصيف لتجنب التخمر). وفي بعض المزارع المتطورة، يُستخدم نظام الترطيب بالبخار أو المولاس المخفف لتحسين القيمة الغذائية ورفع الطاقة المتاحة.
تنبيهات مهمة:
يجب استخدام مياه نظيفة وخالية من الملوثات.
لا يُنصح بترطيب الأعلاف الحيوانية (مثل كُسب السمك أو اللحم) لفترات طويلة.
في الأجواء الحارة، يُفضل خلط العلف قبل التقديم للحيوان مباشرة لتجنب نمو العفن.
الفوائد الاقتصادية:
ترطيب الأعلاف ليس مجرد تحسين في المذاق، بل هو استثمار بسيط بمردود سريع:
يقلل الهدر والغبار بنسبة 20–30%.
يحسّن استساغة العلف خصوصًا للعجول والعجلات الصغيرة.
يخفض استهلاك الماء أثناء الشرب لأن جزءًا منه يُستهلك مع العلف.
يرفع إنتاج الحليب أو معدل النمو اليومي بوضوح في التجارب الحقلية.
فى نهاية المطاف يمكن القول بأن ترطيب الأعلاف خطوة بسيطة لكنها تحمل أثرًا مزدوجًا: اقتصادي وصحي. فهي تحافظ على جودة العلف، وتزيد من راحة الحيوان، وتقلل من الخسائر الصامتة التي تمر دون ملاحظة في المزارع التقليدية. ولهذا بدأت العديد من المزارع الحديثة تعتمد الترطيب كإجراء يومي ثابت ضمن بروتوكولات التغذية الذكية.



