د. سماح ابراهيم تكتب : تاثير التغير المناخي علي الصفات الانتاجيه والتناسليه لابقار الفريزيان في مصر

2 ديسمبر، 2025 - بتوقيت 3:31 ص

د.سماح محمود إبراهيم – باحث أول قسم بحوث الأبقار – تخصص تربيه أبقار بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني

 

شهدت مصر خلال السنوات الأخيرة زيادة ملحوظة في درجات الحرارة والرطوبة، مما أدّى إلى ارتفاع مؤشر الحرارة والرطوبة (THI)، وهو من أهم العوامل المؤثرة على أبقار الفريزيان حيث ان هذه السلالة تُعد من أكثر السلالات حساسية للإجهاد الحراري، وبالتالي تتأثر بشكل مباشر بالتغيرات المناخية الحديثة.

وتتركز التأثيرات السلبية لارتفاع درجة الحرارة والرطوبة (الإجهاد الحراري) علي:-

1-انخفاض كمية ونوعية الحليب المنتج

انخفاض الإنتاج اليومي: تشير الدراسات إلى أن الإجهاد الحراري يمكن أن يؤدي إلى انخفاض إنتاج الحليب  اليومي وقد يصل الانخفاض الكلي خصوصا في فصل الصيف  إلى 20%.

تدهور جودة الحليب: لا يقتصر التأثير على الكمية، بل يمتد إلى جودة الحليب حيث يحدث انخفاض في محتوى الدهون والبروتين في اللبن، وهو ما يؤثر مباشرة على القيمة السوقية للمنتج.

الحساسيه للاجهاد الحراري: الأبقار ذات الإنتاجية العالية (مثل ابقار الفريزيان) هي الأكثر حساسية للإجهاد الحراري، لأنها تنتج كمية أكبر من الحرارة الداخلية بسبب زيادة استهلاكها للعلف وعمليات الأيض

2-التغييرات الفسيولوجية والسلوكية

تتخذ الأبقار إجراءات فسيولوجية وسلوكية لمقاومة الحرارة، وهذه الإجراءات تستهلك طاقة كانت مخصصة لإنتاج اللبن وتتخذ عده اشكال:

انخفاض استهلاك العلف: حيث تقل شهية الأبقار نتيجه ارتفاع درجه الحراره

زيادة معدل التنفس (اللهاث): ويزداد معدل التنفس بشكل كبير (أكثر من 70 مرة في الدقيقة) وهو محاولة من البقرة للتخلص من الحرارة الزائدة عن طريق التبخر، ولكنه يستهلك طاقة ويزيد من فقدان السوائل.

خلل هرموني:يؤدي الإجهاد الحراري إلى إفراز هرمونات مثل الكورتيزون، واختلال في الهرمونات المسؤولة عن إنتاج اللبن (مثل البرولاكتين والأوكسيتوسين)، مما يقلل الإنتاج ويؤثر سلباً على الخصوبة.

الآثار الاقتصادية على المزارع :تترجم كل هذه التأثيرات إلى خسائر اقتصادية كبيرة، خاصة مع تكرار موجات الحر الشديدة في السنوات الأخيرة وتتخذ عده صور متعدده منها:

1-انخفاض كفاءة التناسل

يؤدي الإجهاد الحراري إلى اضطراب آلية الشبق وانخفاض معدل الحمل عند الابقار، مما يزيد عدد الأيام الجافة ويقلل عدد الولادات لكل بقره، وهذ هى أحد أكبر عوامل الخسارة الاقتصادية

2-زيادة الوفيات والأمراض

تزداد معدلات الإصابة بالأمراض (مثل التهاب الضرع) والنفوق في الحالات الشديدة، خصوصاً في العجول والحيوانات المريضة أو المسنة

أكدت الدراسات أن التعامل مع الإجهاد الحراري أصبح تحدياً مستداماً في مزارع الأبقار المصرية، وأن الخسائر الاقتصادية آخذة في الازدياد، ما يتطلب تطبيق استراتيجيات متكاملة من اداره جيدة للحد من الإجهاد الحراري واستخدام اساليب التهويه والتبريد ودعم غذائي متكامل واختيار الأبقار ذات قيمة وراثية عالية او التهجين مع سلالات اكثرتحملا لدرجات الحراره العاليه.