د. فوزى ابو دنيا يكتب : نداء في رسالة إلى  رئيس الجمهورية

14 يوليو، 2020 - بتوقيت 8:23 م

 

المدير السابق لمعهد بحوث الإنتاج الحيوانى

في هذه الأونة التي تقفز بها بمصر بخطوات واسعة نحو مستقبل مشرق. كنا نود ونأمل أن نكون معك جيش مصر الأخضر شركاء المستقبل في المجال الزراعي وبالتحديد في مجال الإنتاج الحيواني ونتمنى أن تشملنا رحابة صدرك ورجاحة عقلك آملين من الله العلى العظيم أن يوفقك في هذه المرحلة الصعبة.

حاولنا أن نكون معك وبجوارك نشاركك المتاعب والصعاب ونجتاز معك العقبات ونشق معك طريق المستقبل لأجيالنا القادمة. حلفنا معك اليمين في الثلاثون من يونيو وما زلنا على الدرب سائرون وعلى العهد محافظون، لكن هناك قوة تعمل في الخفاء دوما وتصر على عرقلتنا وهدر مجهوداتنا بقرارات عكسية لإيقافنا حتى لا نسير في ركبك ونحن نأبى إلا أن نكون لك جنود في هذه المرحلة التي تحتاج فيها بلدنا مجهود كل فرد فينا وكل فكر لكل عقل راجح لكل متخصص ذو خبرة في هذا البلد الأمين.

سيادة الرئيس المشاركة لا تستجدى لكننا حبا في هذا البلد نقدم هذا الاستجداء لصالح بلدنا ولصالح مشاريع التنمية فيها لتحقيق طفرة في مجال الإنتاج الحيوانى تحت قيادتكم الحكيمة. وكما قفزت يا سيادة الرئيس بمصر في المجال الزراعي خاصة الزراعات المحمية وتربية الأسماك مقدما احدث التقنيات الفنية التي كان من المفروض أن يقدمها باحثين الزراعة متخطيا بمسافات طوال دور كل من مركز البحوث الزراعية و وزارة الزراعة الذين وقفو مقيدين للأفراد العاملين في هذا المؤسسات بقطاعاتهم المختلفة ينظرون اليك ولم يقدموا المأمول منك أو منا نحن العاملين في هذه المؤسسات الهامة، بل والأدهى أنهم وقفو يصنعون ويضعون الصعاب تلو الصعاب كذبا وزورا مستغلين مواقعهم القيادية في استبعاد كل من هو كفء وذو خبرة لأسباب شخصيه حتى صيرنا جميعا وكأننا نعمل في جزر منعزلة أو كنسيج مهلهل تعتصره رياح الخيبة وتقضمه سنوات العجز.

وفى إطار حرصنا على المصلحة العامة وحتى يكون لنا دور من خلال تخصصاتنا الزراعية في صون وحفظ الموارد الوراثية الحيوانية كان من الضروري أن أرسل مستنجدا بسيادتكم حتى تساعدنا في رفع القيود المفروضة عليا بلا سبب وجيه ولا مطلب نبتغيه.

سيادة الرئيس إن الزراعة طائر له جناحان، الجناح الأول هو الإنتاج النبات والجناح الثاني هو الإنتاج الحيواني، وكما لا يستطيع الطائر الطيران في حال غياب أحد اجنحته فإن العمل الزراعي لا يستقيم في حال غياب الجناح الاخر المعضد له والذي يعمل معه على توازن التحليق فى الافق، والعمل الزراعي هو عمل تكاملي لا يمكن لجناح أن يستغنى عن قرينه وإلا فقد الطائر القدرة على أداء أهم وظائفه. ففي الاتجاه الذي يوفر فيه الإنتاج النباتي احتياجات الإنسان من الغذاء بشتى ألوانه وأنواعه فإنه يوفر الأعلاف الحيوانية اللازمة لتغذية الحيوانات الزراعية وعلى الجانب الأخر فإن الحيوانات بجانب ما توفره للإنسان من منتجات غذائية حيوانية المصدر لتغطى جزء كبير من احتياجات الإنسان الغذائية فإن الحيوانات أيضا توفر الأسمدة البلدية التي تحتوي على العناصر الغذائية و يحتاجها النبات. وبالتالي نجد أن الإنتاج الحيواني والإنتاج النباتي يرتبطان بمنافع تكامليه لكليهما، كما أن كليهما يرتبطان بالأرض ارتباطا مباشرا.

إن معهد بحوث الإنتاج الحيواني هو أحد المعاقل البحثية التابعة لمركز البحوث الزراعية جناح البحوث التطبيقية بوزارة الزراعة المصرية وأن الباحثين فيه خريجي كليات الزراعة قسم الإنتاج الحيواني، ويرجع تاريخ المعهد الى عام 1908 منذ أن أنشئ قسماً مستقلاً لتربية الحيوان حيث كانت مسئولياته فى هذا الوقت محدودة بإجراء الأنشطة والبحوث المتعلقة بتربية الجاموس والأبقار والفصيلة الخيلية؛ ومنذ عام 1921 ضم إلى وزارة الزراعة كفرع لتربية الحيوان، وفى عام 1939 تم تحويل هذا الفرع إلى إدارة لتربية الحيوان والدواجن ثم إلى إدارة الإنتاج الحيواني فى عام 1944 وفى بداية الخمسينيات تم تحويله إلى إدارة عامة للإنتاج الحيواني واستمر حتى إنشاء مركز البحوث الزراعية عام 1971 حيث تحول إلى معهدا لبحوث الإنتاج الحيواني.  

الأهداف التي من أجلها أنشئ المعهد:

  1. المشاركة فى وضع وتنفيذ الإستراتيجية البحثية ذات الصلة المباشرة بالسياسة العامة للنهوض بالإنتاج الحيواني لسد الفجوة البروتينية الحيوانية.
  2. زيادة إنتاجية حيوانات المزرعة والدواجن والأرانب من خلال التحسين الوراثي والرعاية.
  3. تنمية المصادر العلفية لخفض تكلفة التغذية عن طريق تحسين القيمة الغذائية لمصادر العلف المتاحة وبقايا المحاصيل الزراعية وإدخال مصادر جديدة غير تقليدية.
  4. تحسين السلالات المحلية والخليطة والأجنبية من الحيوانات المجترة والسلالات الداجنة من الدجاج والأرانب والرومي والطيور المائية وتوزيعها على المزارعين والوحدات الإنتاجية.
  5. استخدام التقنيات الحيوية (التلقيح الإصطناعى – نقل الجنة – الإخصاب خارج الرحم – البصمة الوراثية) للإسراع بعملية التحسين الوراثي.
  6. القيام بالدور الإرشادي من خلال نشر التوصيات الفنية المستنبطة من نتائج البحوث بأسلوب سهل وبسيط ليصل مباشرة الى المنتج والمزارع.

ويتم تنفيذ أهداف المعهد لتحقيق الإستراتيجية من خلال 14 قسم بحثي و 14 محطة إنتاجية بحثية. تشتمل على حوالي 2444 رأس من الأبقار والجاموس والإبل، و5492 رأس من الأغنام والماعز، وحوالى 70.000 من الدواجن والارانب والطيور المائية. ويقوم بتنفيذ المهمة قوة عمل تتكون من 2409 من العاملين منهم أكثر من 609 يشكلون الهيئة البحثية، 107 من الهيئة البحثية المعاونة، 221 من المهندسين الزراعيين، 158من الفنيين المساعدين، 385 من الإداريين، 929 من العمال.

وفى إطار تحقيق هذه الأهداف يا سيادة الرئيس يحاول المعهد أن يقوم بأداء مهامه في ظل ظروف تجاهل وتهميش واستبعاد من قبل وزراء الزراعة السابقين ورؤساء مركز البحوث وإلى الأن حتى سقط المعهد في براثن الديون مما يعطل المسيرة التي إنشاء من أجل تحقيقها. وقد قدمت إقتراحات تعين على إقالة هذه المؤسسة من عثرتها ولا من مجيب، لذا فإن لنا في اللقاء رجاء لشرح موقفنا ورؤيتنا للنهوض بهذه المؤسسة (معهد بحوث الإنتاج الحيوانى).

سيادة الرئيس لم يعد لدينا بعد الله سبحانه وتعالى ملجأ إلا أن نلجأ إلى سيادتكم آملين أن تشمل سيادتكم هذا القطاع الحيوي ممثلا في معهد بحوث الإنتاج الحيواني برعايتكم كى نكون جنودك في هذه المرحلة التي تحتاج فيها مصر كل يدا تعمل وكل عقل يفكر وكل مبدعا يبدع كى نعلو معك بالبناء ونحقق معك للشعب العظيم الرجاء في تنمية مستدامة في عهدكم الميمون. نحن ننتظر منكم يا سيادة الرئيس الاستجابة لشمول هذا النداء برعايتكم الكريمة كى تفك رقابنا من الخناق وتنطلق عقولنا للأفاق ونحقق لبلدنا الرخاء ولن يتحقق ذلك في ظل ظروف الاستبعاد والتهميش للخبرات العاملة في هذا المعهد العتيق. لدينا أفكار وآمال عظام ونخشى أن يقتلنا ضيم المحيقين بنا لإيقاف مسيرتنا لخدمة بلدنا