د. فوزى ابو دنيا يكتب : المطالبة بإنشاء شبكة محلية للموارد الوراثية للثروة الحيوانية في مصر
25 يوليو، 2020 - بتوقيت 8:10 م
المدير السابق لمعهد بحوث الإنتاج الحيوانى
إن الثروة الحيوانية تعد من الركائز الداعمة لسبل العيش في المناطق الريفية وذات أهمية استراتيجية لتوفير الأمن الغذائي. حيث تمثل الموارد الوراثية إحدى الثروات القومية ذات القيمة الإستراتيجية والاقتصادية التي تمتلكها الدول. وتعتبر الأساس البيولوجي للأمن الغذائي، وهي تدعم بصورة مباشرة أو غير مباشرة سبل معيشة الإنسان من خلال ما توفره من أغذية وأدوية وأعلاف للحيوانات المستأنسة وألياف وملابس وسكن وطاقة وعدة منتجات وخدمات أخرى. وهي المادة الخام المستخدمة في إنتاج الأصول والسلالات الجديدة وتمثل مستودعا للتكيف الوراثي الذي يعمل كحاجز ضد التغيرات البيئية والإقتصادية المحتمل أن تكون ضارة. كما أن الموارد الوراثية تتعرض لخطر الانقراض بسبب تغير الظروف البيئية من حرارة وجفاف وتصحر وأنشطه بشريه خاطئة. ويشكل تآكل هذه الموارد تهديدا خطيرا للأمن الغذائي على المدى الطويل. وهناك محورين أساسيين للنهوض بالموارد الوراثية الحيوانية لتحقيق التنمية.
المحور الأول: وهو محور الصون ويتم من خلال خطط الزيادة العددية والتوسع الأفقي للثروة الحيوانية الذي يعتمد على الزيادة العددية في إطار برامج تزاوج محددة ومخطط لها.
المحور الثاني: وهو محور تحسين الأداء ويتم من خلال برامج التحسين الوراثي، لتحسين معدلات أداء الحيوان إنتاجيا وتناسلياً لزيادة إنتاجية الثروة الحيوانية من خلال تطبيق الممارسات الجيدة في مجال الإنتاج الحيواني وفقا للمعايير المتبعة في هذا المجال.
هذا ويعد الحفاظ على الموارد الوراثية الحيوانية أحد مجالات الأولوية الاستراتيجية لخطة العمل العالمية لإعلان إنترلاكن لعام 2007 والتي وقعت عليه مصر. حيث أن مصر تتمتع بتنوع حيوي من الموارد الوراثية الحيوانية ذات سمات تكيفية خاصة لا تقدر بثمن من ناحية دورها لدعم سبل العيش والتغذية والأمن الغذائي وكذلك النمو الإقتصادي لملايين المصريين. ونظرا لأن بعض تلك الموارد الوراثية الحيوانية مهددة بالإنقراض بسبب عوامل مختلفة، بما في ذلك التهجين العشوائي غير الممنهج، والاستعاضة عنها بالسلالات الأجنبية، وغيرها، غير أن ذلك يجعل هناك حاجة ملحة لحماية هذه الموارد وضمان حفظها للأجيال الحالية والمستقبلية.
نظرا لما تمر به بلدنا من اخطار محيقه وإهمال جسيم سواء من الإدارة المسئولة عن الثروة الحيوانية في مصر أو المتخصصين في مجالات الثروة الحيوانية المختلفة مما أدى معه لتردى أوضاع الثروة الحيوانية خاصة وضع السلالات المحلية الذي بات لا يخفى على أحد. لذا أصبحت الإدارة الحكيمة والرشيدة للموارد الوراثية من أهم الأسباب التي تحافظ على التنوع الوراثي.
يستلزم هذا وضع إستراتيجيات وخطط لمتابعة حالة التنوع الوراثي بهدف الإستخدام المستدام للموارد الوراثية وصونها من الإنقراض. لذا كانت فكره الحفاظ على السلالات المحلية ذات الأصول المميزة أو الصفات المرغوبة في حالة جيدة لحل مشاكل الإنسان من نقص الغذاء وتوفير البروتين الحيوانى اللازم.
مع تزايد عدد المؤسسات العلمية والعلماء المدربين والمؤهلين من الكوادر المتخصصة والمؤهلة في الجامعات (حيث كل محافظة أصبح لها جامعة خاصة بها) ومراكز البحث العلمي وذلك في مجالات ذات صلة بالموارد الوراثية في مصر خاصة في مجال الموارد الوراثية الحيوانية، وقد بدأت البلدان حول العالم تولي اهتماماً بالغاً بجمع وصون الموارد الوراثية الحيوانية الخاصة بها وخصوصاً أنواع سلالات الأبقار والجاموس والأغنام والماعز والأبل والخيل والحمير.
ونظراً لغياب هيكل تنظيمي مصري لحفظ الموارد الوراثية ونظام تسجيل وتبادل معلومات متفق عليه بين العاملين في هذا المجال على المستوى القومي، جاءت فكرة إنشاء الشبكة المحلية للموارد الوراثية الحيوانية لتبادل المعلومات عن الموارد الوراثية الحيوانية المحلية طبقا للإتفاقيات الدولية ذات الصلة وتكون على موقع وزارة الزراعة المصرية ويشارك فيها كافة المؤسسات ذات الصلة ويكون لها إدارة خاصة تعمل على تفعيلها بشكل دائم وتقوم بتسجيل البيانات ورسم السياسات والخطط القومية لصون وتحسين مواردنا الوراثية الخاصة بالثروة الحيوانية. ونهدف من إنشاء الشبكة المحلية للموارد الوراثية الحيوانية إيجاد خطة عمل متكاملة لإدارة الموارد الوراثية الحيوانية لتحقيق أهداف رئيسية وهي:
- إنشاء نظام معلوماتي وقواعد البيانات خاصة بالإنذار المبكر لفقد الموارد الوراثية.
- نشر الوعي عن أهمية الموارد الوراثية للثروة الحيوانية في مصر.
- وضع التوصيات التي تنظم وتحث على إصدار التشريعات والقوانين التي تفعل أنشطة الحفاظ على الموارد الوراثية.
- متابعة حالة الأصناف والسلالات المحلية للحفاظ عليها من خطر الانقراض،
- الإبقاء على نماذج من السلالات ذات الأصول المميزة أو الصفات المرغوبة في حالة جيدة لحين إستخدامها لاحقًا لأغراض البحث العلمي والتحسين لحل مشاكل الإنسان من نقص الغذاء.
- المحافظة على حقوق الملكية الفكرية الخاصة لمواردنا الوراثية الحيوانية (حيوانية – داجنة – أسماك).
وسوف يتم تعزيز وإظهار الأهمية المادية والمعنوية للموارد الوراثية من خلال مجموعات متوازنة من البرامج وسوف يكون لكل برنامج مجموعة من الأنشطة تكون جميعها متناسقة مع المهمة والرؤية الشاملة للشبكة. ستهدف الشبكة إلى تحقيق التفوق في جميع المجالات ذات الصلة بالموارد الوراثية من التعليم والبحث العلمى إلى إبتكار والإستثمار وجميع أهداف الشبكة متكاملة يعزز بعضها البعض بما يتيح الإستخدام الأمثل للجميع.
وترجع أهمية هذه الشبكة لتقديم
الخدمات: تعزيز الفرص الاقتصادية وفرص الأعمال للفئات المعنية.
الإستخدام: تيسير الإستخدام المستدام للموارد الوراثية وتعظيم الإستفادة منها.
الإستثمار: تيسير الإستثمارات المتصلة بالموارد الوراثية في جمهورية مصر العربية المحلية منها والدولية.
الإبتكار: ترجمة نتائج البحوث إلى إقتراحات عملية قابلة للتطبيق أو منتجات.
وإذ اقدم مقترحي هذا مطالبا المتخصصين في هذا المجال بإلقاء دلوهم في هذا الموضوع لصياغته في أفضل صورة يمكن أن تفيد على المستوى القومي. والله من وراء القصد وهو يهدى السبيل.