ابو الغيط : السياسة الداخلية لأي دولة لا تصنع القانون
25 نوفمبر، 2019 - بتوقيت 4:22 م
ريهام محمود
قال احمد ابو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، ان الإدارة الأمريكية قد جاءت بوعود كبيرة بتحقيق “صفقة كبرى” تُنهي الصراع وتجعل حلم السلام واقعاً مؤكدا ان ما رأينا منها إلا تماهياً كاملاً مع رغبات وتصورات اليمين الإسرائيلي فى نسخته الليكودية المتطرفة .
واضاف الامين العام لجامعة الدول خلال كلمته بالدورة غير العادية لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري لبحث القرار الأمريكي غير القانوني بشأن الاستيطان ، أن ما نجحت فيه هذه الإدارة حقاً بعد ثلاث سنوات من المواقف الأحادية والضغوط الهائلة على الطرف الواقع تحت الاحتلال؛ أي الفلسطينيين هو إنهاء دور الولايات المتحدة كوسيط أو مرجع في أي عملية سلمية وهو أمرٌ يحدث للمرة الأولى منذ أربعة عقود لعبت خلالها إدارات أمريكية متعاقبة هذا الدور، بدرجات متفاوتة من النجاح والفشل . .
مؤكدا علي أن تبعات الإعلان الأمريكي تتجاوز حتى الدور الأمريكي فى الشرق الأوسط أو فى عملية السلام ذلك أن الاستخفاف بمبدأ مستقر نص عليه القانون الإنساني الدولي وخاصة فى اتفاقية جنيف الرابعة والذى يحظر على القوة القائمة بالاحتلال نقل سكانها إلى الأراضي الواقعة تحت احتلالها مؤكدا علي إن الاستخفاف بهذا المبدأ المستقر يضرب ما تبقى للولايات المتحدة من شرعية أخلاقية فى هذا الملف بل يخصم من مصداقيتها كقوة عالمية يُفترض أن تحترم القانون وأن تعمل على تنفيذه .
فيما اعرب علي ادانته بأشد العبارات هذا الإعلان المؤسف الذى يضرب عرض الحائط بفكرة القانون الدولي ذاتها داعيا كافة دول العالم إلى التصدي لمثل هذا النهج .
ورحب ابو الغيط بحالة الإجماع الدولي المناهض للإعلان الأمريكي والتى تشكلت تلقائياً بعيد الإعلان، وعبرت عنها جلسة مجلس الأمن المنعقدة فى 20 الجاري.. حيث أكدت الدول الأربع عشرة الأعضاء فى المجلس – باستثناء الولايات المتحدة أن الاستيطان يُمثل خرقاً صارخاً للقانون الدولي.. وتلت مندوبة المملكة المتحدة، نيابة عن الدول الأوروبية، بياناً واضحاً فى هذا الصدد فهذا الإجماع العالمي يجعل من الإعلان الأمريكي مجرد رأي فردي يكرس مبدأ أن القوة هى التى تصنع الحق وهو مفهوم خطير ومرفوض يكشف عن خلل قيمي لدى من يتبناه أو من يدافع عنه
.
وفي ختام كلمته اكد الامين العام للجامعة العربية على إن السياسة الداخلية لأي دولة لا تصنع القانون والقانون يقول أن الاستيطان، مهما طال به الأمد هو غير شرعي وإلى زوال هذا هو أيضاً درس التاريخ وذلك ما نؤمن به وندافع عنه وإلى أن يزول هذا الاستيطان البغيض فإننا نقف جميعاً مع الشعب الفلسطيني الصامد على أرضه، وندعمه بشتى الوسائل ونحمل قضيته فى العالم كله .