د. أمل محمود حسن عبدالحليم تكتب : اليوم العالمي لسلامة الغذاء

6 يونيو، 2022 - بتوقيت 10:12 م

خبير سلامة الغذاء- معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية

نشأة اليوم العالمي لسلامة الغذاء:
أنشأت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم العالمي لسلامة الغذاء في عام 2018م، وذلك لزيادة الوعي بسلامة الغذاء عن طريق الانتباه إلى الإجراءات والمساعدة في منع واكتشاف وإدارة المخاطر التي تنتقل عن طريق الغذاء؛ وأيضاً المساهمة في الأمن الغذائي، وصحة الإنسان، والازدهار الاقتصادي.
ومن الجدير بالذكر أن كلاً من منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) تتعاونا بشكل مشترك على تنظيم وتسيير الاحتفال باليوم العالمي لسلامة الغذاء في السابع من يونيو من كل عام.
الأعباء الصحية والإقتصادية على الدول متوسطة ومنخفضة الدخل من جراء تلوث الغذاء:
نقلاً عن تقارير احصائية حقيقية صادرة عن الأمم المتحدة و الفاو :نجد أنه يصاب شخص من كل 10 أشخاص حول العالم، بالمرض بعد تناول الطعام الملوث؛ مما يؤدي إلى وفاة 420 ألف شخص سنوياً، ونزولًا على ذلك فإن حجم العبء الصحي العام الناجم عن الأمراض التي تنتقل عن طريق الأغذية متساوي بعبء الملاريا أو الإيدز؛ حيث تُفقد 110 مليار دولار أمريكي كل عام في الإنتاجية والنفقات الطبية، الناتجة عن الغذاء غير الآمن في الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل؛ كما أشارت تقارير البنك الدولي لعام 2018 م أن الأمراض المنقولة عن طريق الغذاء تمثل عبئاً اقتصادياً كبيراً على الدول؛ ولا سيما منخفضة ومتوسطة الدخل منها؛ حيث قدرت إجمالي الخسارة الإنتاجية المرتبطة بهذه الأمراض في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل بتكلفة 95.2 مليار دولار سنوياً والتكلفة السنوية لعلاج هذه تقدر بنحو 15 مليار دولار سنوياً.
كما يتسبب الغذاء غير الآمن في حلقة مفرغة من المرض وسوء التغذية، ويؤثر بشكل خاص على الرضع وصغار الأطفال وكبار السن والمرضى. حيث يتحمل 40% من الأطفال دون سن الخامسة عبء الأمراض المنقولة بالغذاء، مع 125 ألف حالة وفاة كل عام وخاصة الإسهال والذي يعد من أكثر الأمراض شيوعاً والناتج عن استهلاك الغذاء الملوث، ووهذه الأمراض ذاتها تتسبب أيضاً في إصابة 550 مليون شخص بالمرض كل عام.
تجربة مصر الرائدة في مجال ضمان سلامة الأغذية المحلية والمستوردة:
أوصت منظمة الصحة العالمية عام 1999م بضرورة مراجعة وتحديث أنظمة  ضمان سلامة الغذاء في دول الشرق الأوسط وحوض البحر الأبيض المتوسط. كما ازداد الاهتمام بتحديث ومراجعة نظم سلامة الغذاء في الآونة الأخيرة خصوصاً مع تحرير تجارة الغذاء وانسياب البضائع دون حواجز جمركية . وتمثل تجارة المنتجات الزراعية والغذائية أهمية كبيرة لمصر؛نظراً لأن مصر من الدول المصدرة لبعض المنتجات الزراعية الغذائية والمستوردة للبعض الآخر منها ، الأمر الذي يتطلب توافر نظم ضمان سلامة غذاء فعالة للمحافظة على سمعة الصادرات المصرية وكذلك  للحفاظ على حصة مصر من التجارة الدولية بالإضافة إلى عدم الإضرار بالصحة العامة في حالة الاستيراد.-

ومن الأهمية بمثابة أن منظمة الأمم المتحدة تطلق و تتبنى كل عام نداءاً أوحملة للعمل عليها في اليوم العالمي لسلامة الغذاء مثل:
حملة عام 2020 م: “سلامة الغذاء،هي مسئولية الجميع”.
حملة عام  2021 م : “غذاء آمن اليوم، نحو غد صحي”.
حملة عام  2022 م : ” غذاء أكثر أمانًا, لصحة أفضل”

لذلك تواجه مصر تحدياً كبيرا في الاستجابة لمتطلبات المنظمات والهيئات الدولية من ناحية والوفاء باحتياجات المجتمع من مواد غذائية من ناحية أخرى.و استجابة لهذه المتطلبات والتوصيات والحملات فقد تم “إنشاء الهيئة القومية لسلامة الغذاء عام 2017م والتي تعتمد في استراتيجيتها على إتباع النظام الذي يعتمد على تحليل المخاطر Risk analysis والذي يشمل التعرف على المخاطرRisk assessment وكذا إدارتها Risk management ثم توصيل المعلومةRisk communication للجهات المعنية و المشاركة فى نظام ضمان سلامة الغذاء.

كما أن الإستراتيجية المصرية للتنمية الزراعية المستدامة 2030 م تعتمد في الأساس في محاورها على أحد المحاور الهامة وهو محور الأمن الغذائي ويعد سلامة وجودة الغذاء هو الركيزة الأساسية في هذا المحور بالاضافة وفرة الغذاء وسهولة الوصول اليه والإستفادة منه.

لذا عكفت المراكز البحثية التي تعمل تحت مظلة الإستراتيجية المصرية للتنمية الزراعية المستدامة 2030 م ونخص هنا مركز البحوث الزراعية وبالتحديد معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية ودوره الرائد في تحقيق الأهداف الإنمائية لهذه الإستراتيجية المتعلقة بجودة وسلامة الغذاء والمتمثل في طاقته المعملية وسلسلة من الاختبارات المعتمدة للكشف عن جودة الغذاء وفقاً لمواصفة الأيزو-  17025 المعملية وأيضاً منحه شهادة الصلاحية فى التدريب في مجال جودة وسلامة الغذاء حيث يقوم المعهد بتدريب الكوادر العاملة فى مجال التصنيع الغذائى على نظم إدارة الجودة وسلامة الأغذية  لإنتاج منتجات غذائية آمنه  وبجودة عالية للوصول بها إلى المستوى الذي يتماشى مع المواصفات القياسية الدولية مما يزيد من قدرتها التنافسية.