انخفاض في اسعار الخضر والفاكهة.. والخبراء يطالبون بابرام زراعات تعاقدية مع المزارعين

11 يونيو، 2022 - بتوقيت 2:05 م

 

تحقيق – عبدالرحمن الشيخ
شهدت أسعار الخضر والفاكهة انخفاض كبير نتيجة زيادة فى الإنتاج والتغيرات المناخية التى كانت سببا فى التأثير الكبير على الإنتاج سواء كان بالسلب أو الإجابة وخاصة من المحاصيل والتى تضررت من انخفاض درجات الحرارة في فصل الشتاء.
وطالبت الجمعيات الزراعية بابرام زراعات تعاقدية مع المزارعين للحد من الانخفاض في اسعار الخضر والفاكهة حيث شهدت الاسواق انخفاض في اسعار البطيخ والمشمش والخوخ والبطاطس نتيجة زيادة الانتاج والتغيرات المناخية والتي جاءت في صالح العملية الإنتاجية، وكذا التوسع الرأسي الزراعي و الأفقي في مشروعات الاستصلاح الزراعي الجديدة .

وقال الدكتور أشرف كمال أستاذ الاقتصاد الزراعى بوزارة الزراعة أن أسعار السلع الزراعية تتسم التقلبات السعرية نتيجة مرونة العرض والطلب وخضوعها للاثار البيولوجية والتقلبات المناخية، حيث أن الأسعار ترتفع بشكل كبير غير مبرر، كما أنه في مواسم أخرى تنخفض الأسعار، قد لاتغطى تكلفة حصادها وتسويقها وهذه الظاهر متأصلة فى القطاع الزراعى فضلا عن موسمية الإنتاج لذا تتسم السلع الزراعية سواء الخضر والفاكهة بموسم الإنتاج وبالتالى ترتفع الأسعار فى بداية الموسم وتنخفض الأسعار بشدة فى وسط الموسم وذلك فضلا عن شدة قابلية سلع الخضر والفاكهة للتلف .

وأوضح ” كمال” أن هناك مايشير إلى أن أزمة الغذاء العالمية مستمرة على الأقل خلال الأمد القصير والمتوسط نتيجة الأزمات التى تحدث فى العالم سواء من أزمة الكورونا ثم أزمة سلاسل الإمداد، ثم الأزمة الروسية الأوكرانية.
مشيرا إلى أنه يتم فى مصر العمل على مواجهة الأزمات من خلال سياسة زراعية تعتمد على التوسع الرأسي والافقى والعمل على توفير السلع للمواطنين بأسعار مناسبة

وأكد على أهمية دور الحكومة فى توفير الحماية الاجتماعية للفئات الضعيفة والمهنية والعمل على توفير السلع من خلال نشر منافذ البيع على مستوى المناطق الجغرافية المختلفة بما فيها المناطق النائية والبعيدة .

-العرض والطلب :
وأشار الدكتورجمال صيام أستاذ الاقتصاد الزراعى بكلية الزراعة جامعة القاهرة أن أسباب انخفاض الاسعار فى الخضر والفاكهة يعود إلى زيادة المعروض عن الطلب وخاصة أنه ليس هناك توازن بين العرض والطلب وهذه ظاهرة ليست جديدة نتيجة مواسم السلع وهذا يحتاج إلى مجالس سلعية دائمة تضم كل المنتجين والمصدرين والتجار والمصنعين وهذه المجالس توجد فى الدول المتقدمة.

وأضاف ” صيام” أنه على الحكومة أن تساعد فى تنظيم الأسواق ولاتترك السلع للعرض والطلب فهى شريكة فى الموضوع ولابد من إنشاء مجالس سلعية وان تكون الحكومة ممثلة فى هذه المجالس لأنها أحد مسئولياتها تقليل تقلبات الأسعار والعمل على استقرار الأسعار وهذا يخدم المنتج والمستهلك .
ويؤكد على أهمية الزراعة التعاقدية حيث أن الزراعة التعاقدية تتجاوز كل الوسطاء وشبكة التجار، ولابد للحكومة أن تقوم بعمل سياسات تتفادى الأزمات من خلال سياسات الإنتاج والتخزين الاستراتيجي من خلال رفع طاقة التخزين الاستراتيجي إلى عام على الأقل .

وأشار” جمال صيام” إلى أهمية دور الجمعية الزراعية وعودتها إلى ممارسة نشاطها والذى توقفت منذ عام ١٩٨٦منذ فكرة تحرر الزراعة والتى بموجب فقدت الجمعية الزراعية دورها حيث أنها هى الحل الوحيد لمساعدة المزارعين فى توريد منتجاتهم .

-انخفاض اسعار البطاطس والبطيخ والمشمش:

يوقال أحمد الشربينى عضو الاتحاد التعاونى الزراعى ورئيس مجلس إدارة الجمعية العامة للبطاطس أن انخفاض السعر الخضر والفاكهة يرجع لعدة أسباب من أهمها أن المساحة المنزرعة كانت كبيرة لدرجة أنها وصلت إلى ١٠٥الف فدان وخاصة فى البطاطس بالإضافة إلى أن المستورد من التقاوى وصل إلي ١٤٠الف طن على ١٠٥الف فدان يساوي زيادة فى الإنتاج وقد شهد هذا العام ارتفاع نسبة تصدير البطاطس حيث وصلت إلى 750الف طن

وأضاف “الشربينى” أن الظروف المناخية الجيدة التى حدثت هذا العام بالنسبة لمحصول البطاطس حيث أدت إلى زيادة فى الإنتاج بين ٢٠الى٢٥%، لافتا إلى ضعف القوة الشرائية واحدة من أهم الأسباب أيضا حيث أن المواطن يذهب إلى شراء الأساسيات مما أدى إلى إنخفاض فى أسعار المنتجات الزراعية كما أن الكميات المنتجة اكبر من كمية استيعاب السوق لها مع ضعف القوة الشرائية وقد انعكس ذالك على أسعار الفاكهة وخاصة المشمش والبطيخ وغيرها من الفواكة التى ارتفعت أسعارها العام الماضى بينما انخفضت هذا العام مع ارتفاع أسعار اللحوم .

وأضاف المهندس محمود الطوخى عضو الاتحاد التعاونى الزراعى ورئيس الجمعية العامة للخضر والفاكهة أن أسباب تدنى أسعار الخضر والفاكهة يعود إلى أن العوامل المناخية ساعدت على عملية التزهير فى النبات مما أدى إلى زيادة الإنتاج بعكس العام الماضى الذى اتسم بالجليد الذي أثر على الإنتاجية بشكل كبير وخاصة فى الفواكة والزيتون فكانت العوامل الجوية ذات أثر كبير على كثير من المحاصيل .

-الصوب الزراعية:

وأشار ” الطوخى” أن الحكومة بصدد زيادة فى إنشاء صوب جديدة فى العبور والفيوم سوف تصل إلى أكثر من ٣٠الف صوبة زراعية سوف تساعد على زيادة في الإنتاج وتثبيت الأسعار ولابد من الزراعات التعاقدية ولابد من صحوة كبرى في ظل هذه الأزمة من خلال التخطيط السليم والتركيز على الزراعات المجمعة فى ظل قزمية الحيازات الزراعية الصغيرة.

ويرى صفوت حماد عضو الاتحاد التعاونى الزراعى وعضو الجمعية المركزية بالجيزة أن الأسعار بالنسبة البطاطس متوازنه هذا العام وقد تم الانتهاء من عروة الشتاء بالجيزة اوائل شهر مايو الماضى وسوف يتم زراعة العروة الجديدة مع بداية شهر أكتوبر القادم.

و أكد ك حماد” أن هناك تتابع فى المحافظات فى عملية تقليع المحصول من الأرض وبالتالى نأمل الاتحدث فجوة سعرية خلال هذه الفترة المقبلة

وأشار طلبة يونس عضو الاتحاد التعاونى الزراعى عضو الجمعية العامة للخضر والفاكهة أن أسباب انخفاض أسعار الخضر والفاكهة هذا العام يعود إلى عدم التصدير بالإضافة إلى عملية العرض والطلب، حيث أن المعروض من الخضر والفاكهة كثير والطلب قليل وقد امتلأت الثلاجات هذا العام من محصول البطاطس بالإضافة إلى ارتفاع أسعار اللحوم الذى تعدى ال170جنيه للكيلو مع ارتفاع أسعار الفائدة إلى جانب النقل والسولار وساعات الرى وارتفاع أسعار الأسمدة التى وصلت إلى 500جنيه للشيكارة وارتفاع أسعار المبيدات بسبب ارتفاع الدولار كل هذا أدى إلى الانخفاض الحاد فى أسعار الخضر والفاكهة .