دحنان عبدالحميد حسين تكتب: استخدام بعض الأعشاب الطبية لتعزيز المناعة ضد فيروس كورونا
18 أكتوبر، 2022 - بتوقيت 10:57 ص
استاذ بقسم بحوث الخبز والعجائن معهد بحوث تكنولوجيا االاعذية – مركز البحوث الزراعية
في وقت مبكر من يناير عام 2020، أعلنت منظمة الصحة العالمية (WHO) عن تفشي وبائي غير مسبوق لفيروس جديد مكتشف من عائلة فيروس بيتا لم يتم التعرف عليه مسبقًا في الإنسان وتم تسميته 2019 فيروس كورونا المستحدث. فيروس كورونا هو واحد من مجموعة الفيروسات التي لها مظهر يشبه التاج عند عرضها تحت المجهر الإلكتروني. تسبب فيروسات كورونا التهابات الجهاز التنفسي لدى الإنسان، والتي يمكن أن تسبب مجموعة واسعة من الأمراض من نزلات البرد المعتدلة إلى السارس المميت ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية.
وتلعب المناعة دورًا حاسمًا في الدفاع ضد تفشي الأمراض الموسمية المختلفة مثل البرد. وتعزيز مناعتنا الطبيعية هو أفضل حل للبقاء بصحة جيدة. أحد الأسباب الرئيسية للبقاء في مأمن من الوباء هو أن يكون لديك جهاز مناعة جيد؛ أو بمعنى آخر، إذا كان لدى المرضى جهاز مناعة جيد، فإن نسبة كبيرة منهم تظهر عليهم أعراض خفيفة فقط وذكرت منظمة الصحة العالمية أن 80٪ من سكان الأرض يستخدمون الطب الشعبى التقليدي ومعظم هذه الأدوية تتضمن استخدام المستخلصات النباتية.
لا تضيف الأعشاب نكهة للطعام فحسب، بل توفر أيضًا الكثير من الفوائد الصحية والغذائية. فلبعض الأعشاب دور شائع الاستخدام في تعزيز المناعة. في هذا المقال، نسرد أيضًا بعض المنتجات التي تستخدم بعض الأعشاب ويمكن استخدامها لتحسين مناعة الإنسان.
الزنجبيل
الزنجبيل (Zingiber officinale) هو نبات عشبي موطنه جنوب آسيا وينتمي إلى عائلة Zingiberaceae. تُستخدم النكهة اللاذعة المميزة لجذور الزنجبيل على نطاق واسع في الأطعمة والمشروبات. كما يُستخدم Rhizome of Zingiber officinale على نطاق واسع في كل من الأغراض الطبية والطهي على مستوى العالم، نظرًا لقيمته الغذائية والطبية. معظم وصفات الطب التقليدية والتكميلية تصف الزنجبيل بمفرده أو مع مجموعة اخرى من الأعشاب في عدد من الأمراض المعدية وغير المعدية. يتم إستخدام النبات غالبا في الأدوية كمضادات الميكروبات، ومضادات السرطان، ومضادات الأكسدة، ومضادات السكر، وعلاج الكلي، والوقاية من أمراض الكبد، ومبيد لليرقات، والمسكنات. بالإضافة إلى ذلك، له إستخدامات في مضادات الالتهابات، ومضادات الكولين، ومضادات الهيستامين، ومضادات الأكسدة، كما أن له خاصية تحسين المناعة.
يحتوي الزنجبيل على مجموعة من المعادن المهمة مثل الكالسيوم (114 مجم لكل 100 جرام)، الحديد (19.8 مجم لكل 100 جرام)، المغنيسيوم (214 مجم لكل 100 جرام) ، الزنك (3.64 مجم لكل 100 جرام) والسيلينيوم( 0.7 ميكروجرام لكل 100 جرام). كما يحتوي على فيتامين سي (10.97 مجم لكل 100 جرام).
يمكن أن يحفز الزنجبيل الطازج عالي التركيز الخلايا المخاطية على إفراز مضاد للفيروسات بيتا والذي من المحتمل أن يساهم في مكافحة العدوى الفيروسية. يمتلك الزنجبيل الطازج أيضًا نشاطًا مضادًا للفيروسات التنفسية البشرية، نظرًا لوجود مركب 6-gingerol النشط بيولوجيًا. يعتبر 6-gingerol مكون واعد لعلاج الأمراض المختلفة المرتبطة بالالتهاب والسرطان والأمراض الفيروسية.
و يعتبر الزنجبيل والثوم والليمون من العناصر الجيدة لمناعة جسم الإنسان، لأنها تحتوي على مضادات الأكسدة مثل: المغنيسيوم والزنك والكالسيوم، والفيتامينات الأخرى مثل: فيتامين: أ، ب 1، ب 2، ج، د، هـ التي تساعد في إبطاء أو منع الضرر للخلايا عندما يصاب المرء بفيروس. تعمل هذه النباتات والأعشاب كمكملات غذائية لتعزيز جهاز المناعة وتساعد على إنتاج الجذور الحرة للجسم ضد الأمراض الإلتهابية. يشرب بعض الأفراد الماء مع العسل والليمون والزنجبيل والثوم، لعلاج البرد والسعال والزكام والأنفلونزا ويتحسنون، يمكن إستهلاك الزنجبيل والثوم لعلاج بعض أعراض كوفيد -19. و تعتبر مستخلصات الزنجبيل وزيته مواد آمنة لإستخدام الإنسان والتغذية ويمكن إستخدامها في الأمراض الإلتهابية المزمنة والوقاية من أكسدة الدهون.
اليانسون
اليانسون (Pimpinella anisum, L. ) ، هو نبات طبي وعطرى ينتمي إلى عائلة Apiaceae ، وموطنه منطقة البحر الأبيض المتوسط. تحتوي بذور اليانسون على 13.7-14.2٪ دهون، و17.6-18.1٪ بروتين وإجمالي الكربوهيدرات 51.4٪. أيضا يحتوي على فيتامين ب المركب (ب 1، ب 2، ب 5، ب 6)، فيتامين أ و ج. كما يحتوى على عدد من المعادن مثل الكالسيوم والحديد والزنك والماغنيسيوم والفوسفور والمنجنيز والسيلينيوم بنسب متفاوتة. تحتوي بذور اليانسون على 19 مادة فينوليه وأيضا حوالي 4% من الزيوت الأساسية.
تُستخدم أوراق اليانسون في الطب الشعبي، لعلاج مشاكل الجهاز الهضمي وآلام الأسنان. ويستخدم زيته في علاج القمل والجرب. ويستخدم أيضًا لعلاج نزلات البرد، والنزلات الشعبية والسعال الديكي والسعال التشنجي ومعطر للفم. تستخدم البذور المغلية كطارد للريح والمغص والانتفاخ ومطهر للجهاز الهضمي ومدر للبول وكعلاج شعبي للأرق والإمساك علاوة على ذلك، يتم استخدامه كعامل استروجين. يزيد من إفراز الحليب.
وقد إجريت العديد من الدراسات المختلفة على تدعيم منتجات المخابز بنسب مختلفة من الأعشاب الطبية وأظهرت نتائج التقييم الحسي (الطعم، اللون، النكهة، الملمس والقبول العام) أن الخبز المدعم بمستويات مختلفة من مسحوق اليانسون، كان مقبولاً ، وسجل الخبز المدعم بمستوى 5٪ من مسحوق اليانسون أفضل النتائج. بينما البسكويت الناتج من مخلفات تقطير اليانسون كان له درجات قبول إجمالية جيدة بالرغم من أن إضافة مخلفات تقطير اليانسون أدت إلى تغير اللون. مما يشير إلى أن المنتجات ستكون مقبولة من قبل المستهلكين وبالتالي يمكن إستخدام مخلفات تقطير النباتات الطبية والعطرية والإستفادة منها في إنتاج منتجات عالية القيمة الغذائية والحيوية. وتم أيضا إعداد خبز وبقسماط مقبول حسيا من المستهلك حتى نسبة 2% زنجبيل. بينما كان كيك وبسكويت الزنجبيل مقبول حسيا من المستهلك حتى نسبة 10% زنجبيل. وأدى دمج مسحوق الزنجبيل إلى زيادة محتوى الفينول الكلي ونشاط مضادات الأكسدة بشكل ملحوظ. وعلي ذلك يمكن اعتبار مسحوق الزنجبيل مكون وظيفي محتمل لتعزيز الصحة العامة.