د فوزي ابودنيا يكتب : الفرص الضائعة في تنمية الثروة الحيوانية
25 مارس، 2023 - بتوقيت 12:59 ص
المدير السابق لمعهد بحوث الإنتاج الحيواني
تمر مصر الآن بأوقات وظروف عصيبة خاصة في مجال الإنتاج الحيواني الذي يوفر البروتين الحيواني للشعب المصري ويرجع ذلك الى أن العديد من الإجراءات السليمة في هذا المجال لم تتم بالشكل الصحيح وتم إهمال عديد من الجوانب خلال الفترة السابقة سواء عن جهل أو عن عمد والتي يمكن أن نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر
عدم وجود أو وضع برامج للتحسين الوراثي للسلالات المحلية من الماشية والدواجن
لم تعرف مصر تحديد لخطة قومية للتحسين الوراثي للسلالات المحلية بل كان كل ما يتم هو مجرد عمل عشوائي واجتهادات فردية غير منظمة ولا مؤطره، سواء داخل السلالات المحلية أو خلطها العشوائي بالسلالات الأجنبية بشكل أدى في النهاية لتدهور السلالات المحلية وأصبحت على شفا الاندثار حاليا. فكل الأبقار العالمية عالية الإنتاج كانت مثل أبقارنا البلدية في كم الإنتاج إلا أن الاهتمام بوضع خطط للتحسين الوراثي والمثابرة على تنفيذها والالتزام بها أدى في النهاية الى الوصول للإنتاجية التي ننظر إليها الآن بانبهار.
عدم الاهتمام بالمتغيرات في نظم السكن بالريف المصري
حدثت متغيرات اجتماعية في الريف المصري خاصة على نطاق السكن ففي الوقت الذي اختفت فيه البيوت التي كان يمكن أن يتم إيواء الحيوانات فيها أصبحت هناك نظم إسكان بديلة تضارع الموجودة في المجتمعات الحضرية من شقق وفيلات لا يتوفر فيها أماكن لمبيت الحيوانات ويرج ذلك الى تخلف الحكومات السابقة عن متابعة ركب التطورات المجتمعية التي تحدث في الريف المصري.
عدم الاهتمام بتطوير الجمعيات الزراعية (التعاونيات الزراعية)
كان من الممكن أن تلعب التعاونيات دورا إيجابيا في مجال الثروة الحيوانية في عدة اتجاهات ومن خلال عديد من الأدوار التي كان من الممكن إن تقوم بها في هذا المجال سواء كان في فرع تربية الحيوانات أو الدواجن بمشتملاتها إلا إن إدارة التعاونيات في مصر عليها العديد من علامات الاستفهام سواء في الأداء أو في الإدارة.
عدم الاهتمام بتطوير الميكنة الزراعية الخاصة بالإنتاج الحيواني لتتوافق مع الحيازات الصغيرة
في ظل ظروف العمل المرهق والمجهود الكبير المبذول في المجال الزراعي خاصة مع انتشار تفتت الحيازات الزراعية توجه العالم لإنتاج آلات خفيه صغيرة في مجال الإنتاج الحيواني وبأسعار منخفضة التكلفة تساعد المزارعين وتشجعهم على تأدية أعمالهم المزراعية والاستمرار فيها، كما أنها تقلل من الهدر في الأعلاف وتقليل التكاليف إلا أن عدم وجود اهتمام بهذا الأمر ساهم في ابتعاد المزارعين عن تربية الحيوانات والاستثمار البسيط والمتوسط في هذا المجال.
عدم الاهتمام بالاستخدام الأمثل للمتبقيات الزراعية في عمل الأعلاف
تتوفر في مصر كميات ضخمة من المتبقيات الزراعية سواء على مستوى الحقل أو التصنيع الزراعي أو الأسواق إلا أنها لا تستخدم بالشكل المناسب ومن المرثى في هذا الأمر إن الذين يتحدثون في هذا الأمر غير المتخصصين على الرغم من وجود قسم بحوث استخدام المخلفات بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني إلا أن أفراده مستبعدون بشكل غير طبيعي سواء على مستوى وزارة الزراعة أو وزارة البيئة.
عدم وجود برامج إرشادية خاصة بالثروة الحيوانية لنشر التقنيات الحديثة في المجال
غياب الاهتمام بوضع برامج إرشاديه تخدم مجال الإنتاج الحيواني والداجنى وتسهم في نقل التقنيات الحديثة في هذا المجال الى المربيين والمزارعين بشكل سريع وسليم. على الرغم من توفر وسائل عديدة يمكن استغلالها في هذا الأمر إلا أنها لا تستخدم ولا ينظر إليها على الإطلاق بالشكل المناسب لتطويعها في خدمة العملية الإرشادية.
عدم عمل قاعدة بيانات وبالتالي عدم وجود بيانات حقيقية عن الثروة الحيوانية
إن عدم وجود بيانات صحيحة ودقيقة عن الثروة الحيوانية في مصر من الأمور التي تهدد الثروة الحيوانية وتجعل من الصعب وضع خطط سواء للتحسين الوراثي أو التربية والتغذية ورغم الحديث الدائم عن وجوب عمل قاعدة بيانات خاصة بالثروة الحيوانية والداجنة خاصة القطاع الأهلي منها إلا أن أحد لم يحرك ساكنا للتغلب على هذه المشكلة.
كان على الدولة حماية والحفاظ على التربية المنزلية للدواجن. حيث تم هدم هذا القطاع في ظروف وباء إنفلونزا الطيور
منذ تعرض القطاع الأهلي للثروة الداجنة في مصر لازمة وباء إنفلونزا الطيور وهذا القطاع يعاني اشد المعناة من الإهمال الشديد وإدارته بأسلوب غير سليم بالمرة مما زاد من الصعوبات التي تتعرض لها البلاد حاليا في أزمة الدواجن ولو أن هذا الملف قد تم النظر له بشكل صحيح وتم إدارته بشكل صحيح لكان ساهم الآن بشكل كبير في تخفيف حدة الأزمة الحالية في قطاع الثروة الداجنة.