د.فوزي ابودنيا يكتب : ثورة تكنولوجية.. توليد طاقة الرياح أكثر كفاءة بمقدار 16 مرة من الألواح الشمسية
16 مايو، 2024 - بتوقيت 11:48 ص
المدير الأسبق لمعهد بحوث الإنتاج الحيوانى
بمتابعة بعض الابتكارات والتى يمكن أن يكون لها علاقة بمجال الزراعة يمكننى فى بعض الأحيان الانجذاب نحو إبتكار أو تقنية بعينها يمكننا تطبيقها على المستوى القومى لتحقيق فوائد على مستوى الأفراد محققين فوائد قومية بشكل فاعل. خاصة أن هذا التفكير يتلاقى مع ما نعانيه الآن من إنقطاع التيار الكهربائى ومصاعب توصيل الكهرباء إلى أماكن داخل الرقعة الزراعية يمكن أن تحتاج إليها الأنشطة الزراعية من رى وخلافه. منذ سنوات طويلة ومنذ أن بداء إنتشار إنتاج الطاقة الشمسية وإنا يدور بخلدى أمر اراه من وجهة نظرى شديد الاهمية. كنت أنظر إلى ماكينة الرى تسحب المياه من النيل أو من الترع وصوت الضجيج واحتراق الجاز وتلوث المكان المحيط وأيدي العمال وأتساءل بيني وبين نفسى ألا يوجد حل لمثل هذه المشاكل من تلوث وانبعاثات واستهلاك طاقة وضجيج. كنت أتساءل أيضأ كم عدد ماكينات الرى فى قرى مصر؟ وكم تستهلك من السولار؟ وكم يكلف هذا الدولة المصرية؟ وخاصة فى ذلك الزمن الحاضر الذى يبحث فيه العالم عن تقليص إنبعاثات الغازات الدفيئة الناجمة عن احتراق المواد البترولية. وتمر الأيام تلو الأيام وأنا أثير هذا الأمر فى أي إجتماع وأى محفل علمى اتواجد فيه، وأقول لنفسى دوما هل يأتي اليوم الذى يدرك فيه الناس قيمة هذا الأمر. كل ذلك جال بخاطري وأنا أقرأ عن موضوع ذكر به إن إحدى الشركات الأمريكية قد ابتكرت جهازاً جديداً لتوليد الطاقة من الرياح، يتم تركيبه على أسطح المباني، ويستطيع توليد 50% من الكهرباء، أكثر من ألواح الطاقة الشمسية، بنفس الكلفة، كما أن وحدة واحدة من النظام الجديد، يمكنها إنتاج نفس القدر من الطاقة، التي ينتجها 16 لوحاً من الألواح الشمسية. ويشير التقرير الذى يحدث عن تلك الإبتكار، أن النظام الجديد هو تصميم جديد مختلف عن الشكل التقليدي لتوربينات الرياح ذات المراوح المعروفة، حيث تم استبدلها بتصميم غير متحرك، من خلال نظام ديناميكي هوائي، ما يجعل ذلك النظام بلا ضوضاء تقريباً، كما أنه آمن على الطيور والحياة البرية الأخرى. الملفت فى تلك التقنية أنها تعمل على توليد طاقة الرياح من على أسطح المنازل بدلاً من توربينات الرياح القديمة والتي لا تناسب معظم الأسطح، وتقوم على الاستفادة من الرياح، حتى الرياح المعتدلة، لتوليد الطاقة للمباني الكبيرة، مثل المستودعات، ومراكز البيانات والمكاتب والمباني السكنية، ما يخفف من القيود القديمة التي تفرضها توربينات الرياح الدوارة، والألواح الشمسية الأقل كفاءة. كما أن الوحدة من النظام الجديد تحتاج إلى 10% من المساحة اللازمة لألواح الطاقة الشمسية، كما أنها قادرة على إنتاج الكهرباء على مدار 24 ساعة في اليوم على مدار العام بأكمله. ويشير المبتكرون إلى إنه يمكن أن يتم استخدام ذلك النظام الجديد مستقبلاً على أسطح المباني السكنية الكبيرة، ومحطات شحن السيارات الكهربائية. يكفى أن نعرف مثلا أن الاقتصاد الألماني يخسر في العام ما يقارب 60 مليار يورو، بسبب شراء الطاقة من مصادر أخرى غير المصادر التي كان معتاداً على الشراء منها حتى الآن. وانهم يتوقعون بأن تصل هذه الخسارة في القريب العاجل إلى نحو 100 مليار يورو ولا سيما بسبب التخلي عن شراء الطاقة الروسية، وأن هذا سيعادل «عبر حساب على مر سنوات» 2% من إجمالي الناتج المحلي وهذا ما يمكن أن يسبب عبء على الإقتصاد الألماني. هذا ويرجع خبراء الإقتصاد الألماني إن سبب الأزمة هو فقدان كميات كبيرة من الطاقة كان التخطيط يصفنها على أنها آمنة»، وذكر أن هذه الكميات تتضمن إمدادات الغاز القادم من روسيا بالإضافة إلى إمدادات الكهرباء القادمة من قطاع الطاقة النووية في فرنسا. يأتي هذا فى الوقت الذى تصدر فيه من فرنسا تقارير تفيد إن نحو ثلثَي المفاعلات النووية معطلة في الوقت الراهن، منوهاً إلى أن عدد المفاعلات النووية المتصلة بالشبكة في فرنسا يصل حالياً إلى 28 مفاعلاً فقط من أصل 56 مفاعلاً. ومن هذا الوضع الذى تعانى منه أوربا المتقدمة وتبحث عن طوق نجاة من خلال البحث عن تكنولوجيات بديلة يمكن أن تسهم جزئيا فى حل مشكلة الطاقة. ومن هذا المنطلق دعونا نرى الموقف لدينا بكل بساطة وشفافية، خاصة وأن القطاع الزراعى يستهلك جزء كبير من الطاقة بأشكالها المختلفة والتى يمكن سد الجزء الأكبر منها من خلال الإستفادة من الطاقة الشمسية او طاقة الرياح وبالتالى يمكن خفض فاتورة استيراد المحروقات بالعملة الصعبة والتى تسبب ضغط على الموازنة المحلية بشكل كبير بخلاف الازمات التى تتولد نتيجة نقص الطاقة او إرتفاع اسعار استخدماتها.