د. نسرين محمد السعيد تكتب : قصة حب أبدية حلوى النقاء المصري “المارشميللو”.. تجمع بين رمز الصحة والرومانسية

4 نوفمبر، 2025 - بتوقيت 4:09 م

رئيس بحوث الكيمياء الحيوية والتغذية والتصنيع الغذائي متفرغ – وعضو اللجنة الوطنية لعلوم التغذية بأكاديمية البحث العلمى- مركز البحوث الزراعية .

 

 

 

فكرة الاحتفال بالحب أصلها موروث من الثقافة المصرية القديمة، وإن اختلفت التواريخ والأسماء، مظاهر الحب في الحضارة المصرية القديمة
فالمصريون القدماء شعب امتلك العاطفة والمشاعر والرومانسية وهم يُعتبرون من أوائل الشعوب التي كتبت قصائد الحب والغزل — خاصة في الدولة الحديثة (الأسرتان 18–20).
سنجد في برديات مثل بردية “تشستر بيتي الأولى” أشعارًا تُشبه ما نسميه اليوم “كلمات عيد الحب”: ” اخى الحبيب حبك يجعلني أقوى من كل دواء.”
كانت المرأة المصرية القديمة تتبادل مع زوجها زهور اللوتس الزرقاء (رمز الحب النقي والإخلاص)، والعطور، والطعام الحلو (مثل التمر والعسل وحلوى المارشيمللو) كرموز للحب والارتباط.
بالرغم عدم وجود “عيد حب” رسمي، إلا أن هناك أعيادًا فرعونية حملت جوهر الحب والعلاقات الإنسانية، منها:
1. عيد الإلهة حتحور (إلهة الحب والموسيقى والجمال والأمومة): التى كانت تُكرَّم في معبدها بدندرة (قرب قنا)، وهذا العيد كان يُقام غالبًا في أواخر شهر نوفمبر أو أوائل ديسمبر في بعض السنوات، حسب التقويم القمري المصري.

2. عيد الزواج المقدس بين أوزوريس وإيزيس:
كان يُعتبر رمزًا للحب الخالد والوفاء بعد الموت فالمصريون كانوا يحتفلون به بطقوس رمزية في معابد الدلتا والصعيد ، يمثل الحب الأزلي والانبعاث من جديد.
كان قدماء المصريون يقدمون في أعياد الحب أو المناسبات الرومانسية؛
زهور اللوتس والبردي (رمز النقاء والخصوبة).
التمر والعسل (رمز الحلاوة في الحياة الزوجية).
تجتمع النساء في أبهى ثياب الكتان الأبيض، يحملن في أيديهن أوعية صغيرة من حلوى الخطمية — المارشميللو الفرعونى الحلوى المقدسة رمز النقاء والحياة الابدية حيث تتقدّم كل امرأة نحو تمثال الإلهة، تضع قطعة من الحلوى عند قدميها وتهمس:
“يا حتحور، يا سيدة الحب والموسيقى،
اجعل قلبي حلوًا مثل هذا العسل،
وروحي طاهرة مثل نبتة الخطمية.”

العطور والزيوت المعطرة (خاصة زيت اللوتس والمسك).
التمائم والحلي على شكل قلوب أو رموز إيزيس وحتحور.
الأغاني والرقص، فالموسيقى كانت لغة الحب لديهم.
كانت حلوى المارشميللو الفرعونية تُقدَّم قربانا للحب الصادق، ورمزًا للعهد بين القلوب، وثم تُوزَّع فيما بعد على العشاق والمتزوجين حديثًا لتباركهم الإلهة بصفاء النية ودوام الود، فكان المصريون يؤمنون أن الحب لا يُقاس بالكلمات فقط، بل بما يُقدَّم من الحلاوة والنقاء، وما كان بمعابد مصر القديمة من عيدٌ للقلوب البيضاء،وحلوى المارشميللو كانت تلعب دور رسالتهم الناعمة من العسل والتمور… إلى من يحبون.
كان الكهنة المصريون يستخلصون عصارة لزجة من جذور النبات المقدس، رمز النقاء وصدق العاطفة ويخلطونها بالعسل وثمار النخيل أو البلح لصنع حلوى مقدسة ” المارشيمللو” تقدم للآلهة في المعابد والتى كانت تُعرف أيضا باسم “حلوى الخطمية” رمزًا لنقاء الروح وصدق المشاعر.
وارتباط حلوى المارشيمللو ” الخطمية” بطقوس الحب والمشاعر؛
فكانت هذه الحلوى تُقدَّم في أعياد الإلهة حتحور، سيدة الحب والموسيقى والجمال، والتي تشبه في رموزها “فينوس” عند الرومان.
وكانت النساء يقدمن قطعًا صغيرة منها قرابين حب في المعبد أو كهدايا رمزية لمن يحببن، وكانت تُعتبر رمزًا لعذوبة الحديث والمشاعر، ولها معنى روحي يعبر عن النقاء الداخلي، كما أن لونها الأبيض الطبيعي (من عصارة النبات والعسل) ارتبط بـصفاء القلب والعهد الصادق.
المارشميللو كرسالة حب فرعونية؛
سنجدها فى نقوش المعابد ومقتنيات دندرة وإدفو رموز نبات الخطمية أحيانًا بجانب رموز الزهور والعسل، وهي رموز فرعونية للحب.
فكانت الحلوى تُستخدم:
ففي الاحتفالات الزوجية (تقديمها بين العروسين)/ وفي الأعياد الموسمية المرتبطة بالخصوبة والإخلاص، وذلك كجزء من قرابين “الحب الطاهر” الذي يربط بين الإلهة والإنسان.

واليوم، وبعد آلاف السنين، تعود تلك الروح النقية في يوم الحب المصري (٤ نوفمبر)،
حين تتلاقى القلوب كما كانت تتلاقى القرابين في المعابد القديمة – لتؤكد أن الحب في مصر قصة أبدية لا يغيّرها الزمن ، وأن المارشميللو لم يكن مجرد حلوى مقدسة … بل رسالة من الماضي تقول إن الحلاوة الحقيقية تسكن القلوب الصافية ،التى تتضح من خلال الربط بين ٤ نوفمبر “يوم الحب المصري” فى مصر الحديثة الذى أطلقه الكاتب مصطفى أمين عام 1988م وأعادة الى وجداننا ذاكرة الحب والألفة والمودة والتعاون على الخير والبر فيما بين الناس وبعضها، وبين ما كان في مصر القديمة، وإن كانت روح الحب والوفاء كانت جزءًا أصيلًا من فلسفتهم الدينية والحياتية لعبت خلالها دورا مقدسا فى إشاعة الحب بينهم وهى حلوى المارشيمللو الذى يعود جذوره إلى نبتة الخطمية نبات المستنقعات والطمى “المارشميللو” التي كانت تنمو على ضفاف النيل.

*** اما ارتبطها في العصور الحديثة حول العالم ؛
فمن المثير أن الفرنسيين في القرن التاسع عشر طوروا نفس الفكرة ( السكر + بياض البيض وعسل الفراكتوز )، ثم تطورت في أمريكا إلى شكلها الحالي بالمارشميللو الأبيض الناعم الاسفنجى القوام بجوهرها الرمزي ظل كما كان عند المصريين القدماء: “حلاوة النقاء، وصدق العاطفة، ودفء الروح.”.
وبالعلم والعلماء المتميزين أعادت لنا الاستاذة الدكتورة نسرين محمد السعيد على شام حلوى المارشيمللو المقدسة ذو رمز الصفاء والنقاء والخلود والحب التقى الوفى إلى الوطن اصل وجذور حلوى المارشيمللو المقدسة بابحاث طويرها واعادتها إلى مصدرها الطبيعى ذو قيمة صحية ووظيفية كما انها أضافت قيمة مضافة وميزة تنافسية تسويقية للمحصول البستانى الذى استخدم فى إنتاجها.