د. فوزى أبودنيا يكتب: الإجراءات الواجب إتباعها لتخفيف حدة الإجهاد الحراري في الماشية

11 أغسطس، 2020 - بتوقيت 6:41 م

 

 

المدير السابق لمعهد بحوث الإنتاج الحيوانى

 

عند تعرض الماشية الحلابة المنتجة للبن للإجهاد الحراري نتيجة تأثير الضغط الحراري بشكل متكرر، يحدث انخفاض في إنتاج اللبن وهذا يؤثر بالتالي على أرباح المزرعة بشكل مباشر. ومع ذلك، من المهم عدم تجاهل المجموعات الأخرى من الحيوانات في المزرعة: 

بالنسبة للأبقار الجافة فإن الأبقار الموجودة في حظائر ذات تهوية طبيعية مع مراوح ورشاشات مبردة لتبريد الأبقار الجافة تكون الأمور على ما يرام لان الإجهاد الحراري خلال فترة الجفاف يضر بتطور الغدة اللبنية قبل الولادة، مما يقلل من إنتاج الحليب في الرضاعة اللاحقة.

أما بالنسبة للعجول الرضيعة فإن الإجهاد الحراري يؤدى الى انخفاض المأكول بنسبة تصل إلى 12 ٪ بالنسبة للعجول العرضة للإجهاد الحراري في المدى من (29.4 إلى 40 درجة مئوية) في المقابل فإن العجول الموجودة عند 19.4 درجة مئوية فإن المأكول لا يتأثر وكانت مستويات ثاني أكسيد الكربون أقل وكانت معدلات التنفس أقل، خاصة بعد الظهر.

 أما بالنسبة للأبقار الحلابة: فإن الإجهاد الحراري يؤدى إلى انخفاض تناول الأعلاف، وبالتالي تقلل من استهلاك الطاقة، وهذا يضر بصحة الأبقار. في هذا الخصوص أثبتت الدراسات أنه عندما تتراوح درجات الحرارة من 29.4 إلى 38.9 درجة مئوية (إجهاد حراري) فإنها تقلل من المأكول بنسبة تصل إلى 28% من المواد الجافة وانخفض إنتاج الحليب بنسبة 29٪. من المحتمل أن يكون هذا التأثير المثير للإجهاد الحراري على تناول الطاقة مضاعف في الأبقار الحلابة التي تكون بالفعل في توازن سلبي للطاقة غالبًا في أول 40 يومًا بعد الولادة.

إدارة الإجهاد الحراري

درجة الحرارة ليست العامل البيئي الوحيد الذي يؤثر على شدة الإجهاد الحراري. حيث يقاس مؤشر درجة الحرارة والرطوبة The temperature humidity index (THI) التأثيرات المجمعة لدرجة الحرارة المحيطة والرطوبة النسبية (RH) للتحقق من كثافة الحمل الحراري.  يتم تصنيف هذا المؤشر الآن إلى مستويات من الإجهاد الحراري مع مؤشر فوق 72  THI  ( 23.9 درجة مئوية مع 65٪ رطوبة نسبية) إلى (32.2 درجة مئوية مع 0٪ رطوبة نسبية) تم تحديده على أنه الحد الأدنى من الإجهاد الحراري. ومع ذلك، فإن الزيادة في إنتاج الحليب بمقدار 10 كجم / يوم ستحتاج إلى تقليل بداية الإجهاد الحراري بمقدار 5 درجات مئوية. وهناك اقتراحات لإعادة تقييم حديثة لـ THI أنه بسبب هذا التحسن في إنتاج الحليب، يجب تخفيض بداية الإجهاد الحراري إلى 68 THI  وهو الذى يقع في المدى ( 22.2 درجة مئوية مع 45٪ RH ) إلى (26.7 درجة مئوية مع 0٪ RH) .

الاستراتيجيات البيئية

هناك بعض الخطوات الهامة في هذا النسق يجب إتباعها مثل (عزل الأسقف – توفير المياه المناسبة – زيادة تدفق الهواء البارد – الرزاز). حيث أن إمكانية عزل سقف المظلات للقطعان والذي يقلل من الاختراق الشمسي بشكل كبير. كما أن زيادة كمية المياه المتوفرة من الأمور الهامة التي يجب أن يتم الاهتمام بها حيث يوصى بنقطة ماء واحدة لكل 20 رأس. قد لا يكون هذا كافيًا أثناء الإجهاد الحراري الشديد عندما تزيد الحيوانات من استهلاكها للماء. عندما تصل درجة الحرارة إلى مستويات خطيرة، هناك حاجة إلى مصدر مياه إضافي بالقرب من منطقة التغذية. كذلك فإن زيادة تدفق الهواء عن طريق تثبيت المراوح أو فتح جوانب الحظيرة في الحظائر المغلقة (عندما تكون جدران الحظيرة مصنوعة من الخرسانة جزئيًا.) للسماح بتدفق الهواء والمرور عبر الأبقار المستلقاه. التباعد بين المراوح حيث يجب المباعدة بين عدد كاف من المراوح عند ارتفاع 3.5 – 3.7 متر على طول الحظائر خاصة في الحظائر المفتوحة. كما يجب تثبيت المراوح بحيث تكون متباعدة طوليًا مع تباعد لا يزيد عن 10 أضعاف قطر زراع المروحة. المسافة الموصي بها بين المراوح هي 9.1 م لمراوح 91 سم و 12.2 م لمراوح 120 سم. من ناحية أخرى يعتبر الرزاز حل آخر يمكن أن يقلل من الإجهاد الحراري. من المهم أن نأخذ في الاعتبار نوع الحظيرة والأرضية لتجنب تكوين الطين حيث ترقد الأبقار. يمكن أن يؤدي الجمع بين الرذاذ والمراوح إلى تقليل درجة الحرارة في الحظيرة. يكون الرزاز والمراوح أكثر فائدة إذا تم وضعهم فوق منطقة الاستلقاء بدلاً من منطقة التغذية، حيث تقضي الأبقار وقتًا في الاستلقاء والراحة أكثر من الأكل. إذا كانت الماشية بالخارج (بالمرعى) خلال الصيف، فقم بتوفير الظل لهم حتى يتمكنوا من تفادى أشعة الشمس المباشرة خلال ساعات الذروة. إذا كانت الأشجار متوفرة سيكون ذلك أمر هام، ولكن إذا لم يكن هناك ظل طبيعي متاح، فإن إنشاء مظلات هو البديل الجيد. كذلك يجب أن نأخذ في الاعتبار إن توفير الظل فوق منطقة التغذية سيزيد أيضًا من تناول الطعام. في جامعة نبراسكا، تم إجراء بحث لدراسة معدل تغذية الماشية من الساعة 8 صباحًا حتى الساعة 8 مساءً. مع التبريد الإضافي أو بدونه. وأظهرت النتائج أن الماشية التي تواجدت في منطقة مظللة ومبردة بواسطة الرشاشات بالقرب من مدود العلف فإنها زادت من استهلاك الأعلاف ما بين 63 إلى 100 % مقارنة بالماشية التي تعرضت لظروف معاكسة. لذلك، فإن توفير منطقة باردة ومظللة للتغذية خلال ساعات النهار سيزيد من استهلاك الأعلاف، مما ساعد على الحفاظ على الإنتاج. لذلك فإنه عند بدأ الطقس الحار يجب أن تكون مستعدًا لما يلي:

  • تعديل النظام الغذائي للحفاظ على تناول الأعلاف.
  • زيادة كمية المياه المتاحة لقطيعك.
  • توفير الظل.
  • توفير التبادل الجيد للهواء في الحظيرة وتركيب الرزاز بالماء للمساعدة في تبريد الماشية.

 

استراتيجيات التغذية

تقوم الماشية تلقائيًا بتقليل استهلاكها من العلف أثناء الطقس الحار. عادة، تتأثر الأبقار في مرحلة ما بعد الولادة بشكل سريع وشديد. حيث أن انخفاض تناول العلف يغير من بيئة الكرش ويؤدي إلى زيادة الحموضة وانخفاض محتوى الدهون في اللبن. من المعروف أن تناول الأعلاف الخشنة تجعل الحيوانات تولد حرارة أكثر من تناول الحبوب، لذا يساهم هذا في تقليل المأكول. وتعتبر إحدى طرق تصحيح هذه المشكلة هي التغذية على أعلاف عالية الجودة خلال فصل الصيف، وبالتالي تتطلب كمية أقل من العلف للحفاظ على عليقة متوازنة. ومع ذلك، لا يجب أبدًا تقليل مستوى الألياف إلى أقل من 18 إلى 19 % ADF و 25 إلى 28 % NDF. وتقليل الأبقار من تناول الغذاء أثناء الإجهاد الحراري يحتم علينا إضافة المزيد من العناصر الغذائية في حجم أقل من الأعلاف. وعلينا أن نتذكر أن متطلبات طاقة البقرة في مرحلة الرضاعة يحتم علينا الحفاظ على كمية كافية من المغذيات لان هذا يعتبر أمرًا بالغ الأهمية لتجنب فقدان إنتاج الحليب غير المبرر.  تشمل الأساليب الاختيارية لزيادة كثافة المغذيات الغذائية إطعام العلف عالي الجودة واستبدال جزء من الحبوب بالدهون التكميلية حيث أن الحرارة الناتجة من تمثيل الكربوهيدرات أعلى من تلك التي تنبعث عند التغذية على الدهون ولكن هذا أيضا أمر له حدود وليس على الإطلاق. حيث يجب ألا يتجاوز إجمالي الدهون في العلائق عن 7 %. يتم استنفاد المعادن أيضًا بسهولة أكبر خلال أشهر الصيف الحارة. حيث ستؤدي زيادة التنفس والعرق إلى فقدان الماء بشكل مفرط، وبالتالي تقليل مستويات المعادن بالجسم. يمكن أن يؤدى ذلك لزيادة مستوى البوتاسيوم من 1.3 إلى 1.5 % من إجمالي المواد الجافة الغذائية، والصوديوم إلى 0.5 %، وزيادة مستويات المغنيسيوم إلى 0.3 %. كما يجب أن ندرك أنه إذا تم استهلاك كمية أقل من الأعلاف، وكانت الأعلاف منخفضة الجودة، فقد يؤدى ذلك لانخفاض ​​نشاط اجترار الأبقار. وبالتالي، يصبح استخدام الأبقار للمخازن المؤقتة أمرًا حتمي للحفاظ على إنتاج الحليب. يجب أن يكون هدف التغذية الأساسي للمنتج هو الحفاظ على المأكول والحد من التأثير السلبي للضغط الحراري على إنتاج الحليب. لذا فإنه أثناء الطقس الحار والرطب، يُنصح بزيادة عدد المرات التي يتغذى فيها الحيوان يوميًا. حيث تمكن زيادة العدد الحيوان من تناول طعام أقل، وبالتالي تجنب انبعاث الحرارة. كما تسمح التغذية المتعددة بمراقبة الماشية في كثير من الأحيان لمعرفة مدى تأثرها بالحرارة والرطوبة مما يساعد في سرعة التدخل إذا لزم الأمر. من الأمور الأخرى التي يجب أن نعرفها أنه قد تكون زيادة كمية العلف المتاحة خلال الفترة التي يكون الطقس فيها مناسب خلال اليوم مثل الصباح الباكر أو في وقت متأخر من المساء بديلًا آخر. حيث وجد أن تغذية الأبقار 60 إلى 70 % من الوجبة الغذائية ما بين الساعة 8 مساءً و 8 صباحا زادت بنجاح إنتاج الحليب خلال الطقس الحار. قبل تغيير الوجبات الغذائية بشكل كبير خلال أشهر الصيف الحارة، يجب استشارة استشاري التغذية أو أخصائي حيث أن الماشية تتعرض لضغوط شديدة خلال هذه الفترة وأي تغيير جذري يمكن أن يؤدي إلى نتائج عكسية.

ويمكن إيجاز النقاط الخاصة بالتغذية والواجب مراعاتها عند الإجهاد الحراري في التالي:

  • قم بتغيير أوقات التغذية حيث ينصح بتقديم الغذاء في الأوقات التي يكون فيها الطقس في أنسب حالاته من اليوم
  • من خلال استقرار بيئة الكرش ودعم نشاط البكتيريا الدقيقة، يستحسن إضافة (خميرة بروبيوتيك) حيث تعمل على تحسين وظيفة الكرش، وهذا بدوره يؤدي إلى تحسين عملية التمثيل الغذائي، وتحسين الراحة وارتفاع معدل المأكول من المادة الجافة ليتلاءم مع الإنتاج، وانخفاض معدل التنفس، وبالتالي زيادة إنتاج الحليب وجودته.
  • في مثله هذه الظروف يجب زيادة عدد مرات التغذية اليومية (كميات قليلة في الوجبة) مع الحفاظ على التغذية في الوقت المناسب وكذا تقليل حجم الفرم للعلف (التنعيم).
  • يجب التأكد من أن تكون مكونات التغذية بها الرطوبة الكافية مع الحذر لتعرضها لأي تخمرات ثانوية.