تفاصيل احتفال “الز اعة” والفاو”بيوم الغذاء العالمي
16 أكتوبر، 2019 - بتوقيت 1:43 م
خلال كلمته في الاحتفال بيوم الأغذية العالمي والذى ينعقد تحت شعار ” افعالنا هي مستقبلنا : نظم غذائية صحية من أجل القضاء علي الجوع في العالم ”
أكد الدكتور عزالدين ابوستيت وزير الزراعة واستصلاح الأراضى على اهميه القرارات التى تتخذ لتعزيز التنمية الزراعية المستدامة وتحقيق الأمن الغذائى لبناء مستقبل أفضل خال من الجوع وسوء التغذية وبما يحث الحكومه على قطع التزامات اقوى لضمان النهوض بالتغذية وتوفير انماط غذائية صحيه للجميع .
وقال أن النظام الغذائى الصحى يعرف بأنه الاعتدال فى تناول الاطعمه التى تشمل المجموعات الغذائية الرئيسية جميعها الا ان افراط بعض الناس فى استهلاك الاطعمه الغنية بالسعرات الحرارية ، والدهون ، والسكر الحر وغيرها وكذلك قلة تناولهم للفواكه والخضروات والحبوب الكامله يجعل من نظامهم الغذائى غير صحى مما يسبب انتشار الامراض المرتبطة بسوء التغذية كالسمنة وزيادة الوزن .
ابوستيت أشار إلى تفاقم مشكله نقص الغذاء في الدول النامية ونقص ما يحتوى عليه من عناصر دقيقه ونقص النشاط البدنى مقارنه بالمجتمعات المتقدمه التى لا تتواجد فيها هذه المشاكل ومن هنا جاءت اهميه موضوع الاحتفال لهذا العام للحث على التغذية المتزنة السليمة والمرتبطة بالنشاط البدنى حيث ثبت بالدرسات الوطنية ان هناك مشكلة كبيرة بالنسبة لسوء التغذية عند الاطفال وخاصة بالقرى وأن عدم اتزان الغذاء ونقص النشاط البدنى يؤدى الى زياده معدل الوفيات فى الانسان والجدير بالذكر ما تناوله المؤتمر الثانى للتغذية بروما 2014عام من ان مشكله زياده الوزن والسمنه اصبحت متواجده فى معظم دول العالم المتقدم وكذلك الدول الناميه على السواء .
كما ترجع نسبه زياده الوزن والبدانه الى العديد من العادات الغذائية السلبيه مثل الزياده فى تناول الاطعمه السريعه والمشروبات السكريه وبخاصه عند الاطفال والمراهقين وتخطى وجبه الفطور وتناول اطعمه غنيه بالسعرات الحراريه بين الوجبات وبخاصه فى المدرسه وارتفاع نسبه الاشخاص الذين يتناولون الاطعمه خارج المنزل مما يعرضهم الى الاكثار من تناول الاطعمه الدسمه والمحتويه على سعرات حراريه عاليه ومما يعقد المشكله ايضاً ازدياد الاعتماد على وسائل النقل الحديثه وزياده فترات الجلوس لمشاهده التليفزيون واستخدام الانترنت والعاب الكمبيوتر وقله حركه الناس والنشاط البدنى .
وزير الزراعة تناول في كلمته الارقام التى كشفت عنها حمله 100 مليون صحه بأن نحو 7,19 مليون مواطن مصري يعانون من زياده الوزن وان هذا يحتم علينا التحرك العاجل للوقايه والعلاج بوضع السلوكيات الصحيه السليمه للمحافظه على الوزن الصحى والنشاط البدنى فى تعزيز الصحه ووضع نظم غذائيه صحيه فهناك حاجه الى تغذيه سليمه للمواطنين وليس الحصول على الطعام فحسب بل يعنى ذلك ضروره تناول المزيد من الخضروات والفواكه والحبوب الكامله والالبان والمكسرات والبروتينات التى توجد بها نسب منخفضه من الدهون المشبعه كما ينبغى خفض نسب السكر والوجبات الخفيفه السكريه والمشروبات والملح الزائد واللحوم المصنعه .
كما أشار إلى تبني وزارة الزراعة واستصلاح الاراضى مهمه تطوير الزراعه المصريه التى تتطلب توفير مناخ من الأمن والاستقرار بالاضافه الى الدعم الشعبى لجهود التطوير مع العمل من خلال شراكه الدوله مع القطاع الخاص ومنظمات العمل المدنى حيث تبنت الدولة عملية تطوير الانماط الاستهلاكيه لتحسين مستويات التغذية وزيادة نصيب الفرد من سلع الغذاء ذات القيمه الغذائية العالية وكذلك تطوير شبكات الامان الاجتماعى وتقديم مواد غذائيه ذات جودة معقوله الى الاسر المستضعفه والفقيرة وخاصه النساء والاطفال لاستهلاك ما يكفى من الطعام الصحى والمغذى .
ابوستيت أكد أيضا أن استراتيجية التنمية المستدامة 2030 التى تنفذها مصر خصصت مساحة كبيرة من خطتها واهدافها للزراعة واختصت صغار المزارعين والعمالة الزراعية عموما بالذكر فى خطه النهوض بعناصر المنظومة الزراعية والقيمة المضافه للمنتجات الزراعية خاصه عالية القيمة من بداية تسليم المزارع للمنتج مروراً بالمراحل المختلفة من التصنيع والتسويق بصورة تضيف للمنتج قيمة اعلى وسعراً أمثل وتوفير اساليب الاستغلال الزراعى الانسب لتحقيق افضل الامكانيات لزيادة الانتاج ورفع قيمته السوقية لتعظيم عائد الربحية للمزارع الاقل دخلاً وزيادة دخله والقضاء على الفقر فى المجمعات الريفية .
وان الامن الغذائى يمثل اولويه قصوى لمنظمة الاغذية والزراعة لتحسين قطاعى الاغذية والزراعة وتطوير مستوى الامن الغذائى على مستوى الاسر والمجتمع وتعزيز التنمية الزراعية لتعزيز الغذاء وتحسين الدخل للحد من الفقر .
وزير الزراعة أشار أيضا إلى تعاون الوزارة مع منظمة الفاو في تنفيذ مشروع تحسين الامن الغذائى والتغذية للاسر المصرية عبر استهداف النساء والشباب بهدف تحسين الوضع التغذوى للاطفال والاسر فى القرى الاكثر فقراً فى مصر من خلال ايجاد انماط غذاء صحى امن والتى من خلالها تمكنت الاسر وبخاصه النساء والشباب من الحصول على الغذاء الكافى والمتنوع من المصادر النباتية والحيوانية والحصول على المهارات اللازمه لتحسين النمط الغذائى واتباع طرق استهلاك تحقق القدر المطلوب من الوجبات الغذائية الكافيه .
كما تتعاون الوزارة مع منظمة الفاو فى اطار البرنامج القطرى فى رفع مستوى الامن الغذائى للسلع الغذائية الاستراتيجية حيث تواصل المنظمة دعم الحكومة المصرية فى مواصله تطوير الاستراتيجية الوطنيه للاغذيه والتغذيه للفتره من 2018 – 2028 مع مراعاه اثار تغير المناخ وتحديث استراتيجية التنميه الزراعية المستدامه 2030 .
ابوستيت قال ان وزارة الزراعة واستصلاح الاراضى تضع نصب عينيها عملية تطوير اسلوب انتاج الغذاء خلال كامل سلسلة تداول الغذاء من الانتاج حتى المستهلك والتى يلزم خلالها تطبيق الممارسات الجيدة بدءا من الحقل ثم النقل والتخزين والتصنيع والتسويق مع الاهتمام بضرورة نشر الوعى بالاهتمام بثقافه الوعى الصحى والغذائى وتطبيق الممارسات التى تضمن سلامة هذا الغذاء ولقد نجح هذا النظام فى توفير الاغذية التى تفى بالاحتياجات من الطاقة .
وأكد ان عملية زيادة الانتاج وحدها لا تكفى حتى يتحقق الامن الغذائى للمجتمع ولكن لابد من توفر قدرة الافراد على الحصول على هذا الغذاء سواء من ناحية القدرة الاقتصادية والانتاجية وهنا تظهر اهمية التعاون الكامل بين وزارة الزراعة ووزارة التجارة والصناعة والتضامن الاجتماعى ووزارة الصحة والاستثمار ووزارة التربية والتعليم حتى يمكن الوصول الى وضع انماط غذائية صحية .
حيث ان تعزيز التغذية الجيده والوجبات الغذائيه الصحيه ليست مهمه فرديه بل مسئوليه عامه لا تقتصر على الحكومات وحدها ولا يمكن حلها الا بمشاركه القطاع الخاص والمجتمع المدنى كما ان توفير نظم غذائية صحيه تحتاج الى دعم من قطاع صناعه الاغذية ” .
ومن جانبه قال نصر الدين حاج الأمين ممثل الفاو في جمهورية مصر العربية
في الكلمة التي ألقاها بالنيابة عن تشو دونج يو المدير العام لمنظمة الفاو :” يؤكد يوم الأغذية العالمي هذا العام على الرسائل التي تم الإشارة إليها في تقرير حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم 2019، ويدعو إلى اتخاذ إجراءات لجعل النظم الغذائية الصحية في متناول الجميع وبتكلفة ميسورة تحت شعار “أفعالنا هي مستقبلنا: نظم غذائية صحية من أجل #عالم خالٍ من الجوع”. وتدعو الحملة إلى تحرك أسرع وأكثر طموحاً يشمل جميع القطاعات لتحقيق الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة”.
يشير تقرير حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم 2019 إلى أن أعداد الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية في العالم في تزايد. إذ لا يجد أكثر من 820 مليون شخص ما يكفيهم من الغذاء، من بينهم أكثر من 50 مليون شخص في منطقة الشرق الأدنى وشمال افريقيا، فيما تواصل معدلات زيادة الوزن والبدانة ارتفاعها في جميع المناطق، لا سيما بين الأطفال في سن الدراسة والبالغين.
وأضاف :” إن نظم الغذاء الحالية عاجزة عن ضمان الأمن الغذائي للجميع، أو توفير نظم غذائية صحية. وبهذا، تُسهم النظم الغذائية كذلك في التدهور البيئي، بسبب الطريقة التي تعمل بها نظم الغذاء حالياً، بدءً من الإنتاج الزراعي ووصولاً إلى التصنيع ومن ثم البيع بالتجزئة، حيث يتسبب الإنتاج المكثف للأغذية، إلى جانب تغير المناخ، في فقدان التنوع البيولوجي بسرعة. واليوم، ليس هناك إلا تسعة أنواع نباتية تمثل 66% من إجمالي إنتاج المحاصيل، على الرغم من حقيقة أنه على مر التاريخ تم زراعة أكثر من 6000 نوع من الأغذية. ويعد وجود مجموعة متنوعة من المحاصيل المختلفة أمراً حاسماً لتوفير نظم غذائية صحية وحماية البيئة”.
وشدد على أن سوء التغذية يمثل بجميع أشكاله مشكلة منتشرة في جميع أنحاء العالم، ويفرض تكاليف اقتصادية واجتماعية مرتفعة غير مقبولة على جميع البلدان، حيث ُيقدر تأثيره على الاقتصاد العالمي بنحو 3.5 تريليون دولار أمريكي سنوياً. وهذا دليل واضح على أن نظامنا الغذائي الحالي غير مستدام. علينا أن نغير تركيزنا من إنتاج كميات أكبر من المواد الغذائية إلى إنتاج مواد غذائية صحية.
وأكد حاج الأمين على أن الظروف والتحديات التي تواجهها مصر تقتضي ضرورة الانتقال إلى أنظمة غذائية أكثر استدامة، وضخ المزيد من الاستثمارات في الأنظمة الزراعية والغذائية، علاوة على زيادة الإنفاق على البحث وتطوير سلاسل الإمداد الزراعية والغذائية بهدف تعزيز الابتكار ودعم زيادة الانتاج المستدام.
وقد تخلل الاحتفال عرض عدد من التنويهات الإعلامية لتحسين التغذية، كما قام وزير الزراعة بتوزيع شهادات تكريم على السادة المكرمين بمناسبة جهودهم في هذا اليوم، كما تم افتتاح معرض لإصدارات ونشرات الفاو على هامش الاحتفال الذي حضره الدكتورة منى محرز نائب وزير الزراعة للثروة الحيوانية والداجنة والسمكية والدكتور محمد سليمان رئيس مركز البحوث الزراعية والدكتور سعد موسى المشرف على العلاقات الزراعية الخارجية بوزارة الزراعة وعدد كبير من مسؤولي الفاو وممثلي منظمات الأمم المتحدة، وقيادات وزارة الزراعة واستصلاح الاراضى، ومركز البحوث الزراعية ومركز بحوث الصحراء، والمجتمع المدني والمؤسسات الأكاديمية