د. على اسماعيل يكتب…. سد النهضة .. حرب ام سياسة
24 أكتوبر، 2019 - بتوقيت 3:03 م
استاذ الأراضي والمياه
لاشك ان البعض يتصور ان بعد انتهاء او فشل الجولة الاخيرة من المفاوضات الثلاثية لسد النهضة ان تعلن مصر الحرب علي اثيوبيا مباشرة وان يحدث تصعيد اعلامي وشحن جماهيري وتهيئة للراي العام وان تشكل حكومة حرب مع انتهاء المفاوضات. ولكن نسي البعض ان الحرب لها ادوات ودراسات وتقيم موقف واستعدادات ولكن الدولة المصرية الداعية للسلام والتعاون من اجل التنمية تفكر بمفهوم السياسة والدبلوماسيه الهادئة الغير منفعلة او المتوترة للوصول الي الهدف الرئيسي والاستراتيجي لكسب الموقف علي المستوي الدولي او الافريقي وانها تمد دوما يدها وتحاول التعاون الي ان يفهم العالم ان الطرف الاخر هو الطرف المخطيء والمتعنت يليها ادخال اطراف وسيطه فاعلة. فالعالم اليوم ليس كعالم الامس والكثيرون من الاعداء من يدعمون تصلب الموقف الاثيوبي ويوفرون دعم الانشاء والتشغيل والتسويق للكهرباء الناتجة هما من يلعبون هذا الدور الخفي لتوريط الدولة المصرية في هذا الفخ. والجميع يعلم اهمية الماء لمصر فهي تعتمد علي 97 بالمائة من مياها علي المياه الواردة عبر الحدود وان مصر هبة النيل وان الحياه علي ارض الكنانه مرتبطه بالنيل والذي اقيمت حوله الحضارة المصرية منذ الاف السنين.
وان الجانب الاثيوبي لم يفكر في بناء هذا السد الا مع الفوضي الخلاقة التي تمت مع ثورات الخريف العربي واستهدفت مصر من خلال المؤامرة الصهيوانجلوامريكية التي حددت سعت الصفر لتنفيذ بناء السد مع ثورة يناير 2011وفامت اثيوبيا بالبناء والشعب المصري مشغول يحاول البعض منه وهو غير مدرك لحجم المؤامرة مع طيور الظلام علي هدم الدولة المصرية بشعارات ماسونية ( الشعب يريد اسقاط النظام) بمفهومها العام والخاص وليس الان محل لشرح ذلك لكن فعلا كان الهدف هو خلق بلبلة وصراعات ايدلوجيه وفتن داخل الدولة المصرية .
وبدء بناء سد النهضة وما يعنية هذا الاسم الذي سمي بسد الألفية ثم تحول الي حلم الاثيوبين وسمي بسد النهضة علي مسميات التنظيم الارهابي الدولي المتعددة مثل سد النهضة – مشروع النهضة – حزب النهضة وغيرها . وان كان لاول وهله يتطرق إلى الذهن هل فعلا هو من اجل النهضة اما انه يعوق النهضة فمن الأسماء ما يكون لها حظ فى الواقع وسد النهضة بالفكر السوي يتوقع منه الخير لإثيوبيا وان تحقق منه اثيوبيا نهضة كبري لاحداث تنمية وتطوير للدولة الإثيوبية و هذا ما يأملون منه ونحن يهمنا كاشقاء ذلك لان مصر تحب الخير للجميع وتمد يد العون للغير وهي التي أنشئت صندوق التعاون مع أفريقيا ووفرت له التمويل من اجل أفريقيا ولكن الاخوة في إثيوبيا يفكرون بشكل اخر ويسعون لذلك ويمكرون ويضمرون في نفسهم الشر لمصر وللمصريين ولن ننسي ماتم مع الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك في أديس أبابا بمحاولة إغتيال فاشله سجلها التاريخ ( محاولة اغتيال الرئيس المصري خارج وطنه علي يد مجموعة ارهابية اتخذت من اثيوبيا ملاذا امنا لتنفيذ مخططها) ولن ننسي التقارب الصهيوني والتعاون القوي والاتفاق علي نقل يهود الفلاشا الي اسرائيل في السنوات القريبة الماضيه وهذا ربما يكون امرا عاديا فمعظم يهود العرب رحلوا الي اسرائيل وان الواقع الذي يوضح لنا هو حجم الحقد والشر لمصر و السودان الشقيق.
وان الرغبة في الضغط علي مصر وتركيعها ومحاولة منع الماء عنها بالتعنت والتصلب في الراي من خلال هذا الاستعراض للقوة الكاذبة و التحليل للأحداث المتلاحقة التي تتسارع وتيراتها مع هذة التصريحات المخيبه للامال من الشقيقه الافريقية اثيوبيا التي دوما ما تحرص عليه مصر وقيادتها من ايجاد اليات توازن في العلاقة معها و مع الاشقاء الأفارقة. وهناك الكثيرون المغيبون و الغالبيه من الخونه والطابور الخامس تحاول ان تروج لما تحدث به رئيس الوزراء الاثيوبي ابي احمد والكلام العته الذي يقوله أمام البرلمان للاستهلاك المحلي لدي شعبه علي انه قوة وتحدي حقيقي لمصر الامر الذي يحاول به ابي احمد تجميع الاثيوبين حولة كرئيس وزراء اثيوبيا القوي والزعيم القومي هو أمر داخلي فاكيد من الواضح انه مهزوز والامر اكبر من ذلك فهذا رد فعل طبيعي لانه في وضع لا يحسد عليه وهناك دور واضح من خلال المؤامرة الصهيوانجلوامريكيه وتقودها الماسونية العالمية التي منحته نوبل للسلام بدون تاريخ الا لوضعه في المواجهة المباشرة مع مصر.
ولكن وجب علي الدبلوماسية المصرية صاحبة النفس الهاديء أن تستفيد من هذة التصريحات الرسميه علي لسان رئيس الوزراء الاثيوبي الذي تورط في تصريحات غير منضبطة تمثل مفهوم الغطرسة والتصلد في الراي و انهم آخذين طريق اللا عوده وانهم كانوا يرغبون ومصرون علي افشال المفاوضات الثلاثية في الجولات التفاوضية السابقة . ولتفكر وبعمق اكثر ان ابي احمد ربما يكون هو الديك الرومي في خطة الماسونية الذي يقدم علي المائده لاشعال حرب مع مصر بعد فشلهم في ثورة الخريف العربي في مصر وعودة مصر بقوة وتقدم ترتيب الجيش المصري الي مستويات متقدمة عالميا مع تفتيت الدول العربية وتدمير جيوشها الوطنية النظامية بداء بالعراق وانتهاء بالجيش الليبي مرورا بالجيش اليمني والسوري والسوداني وحاليا الجزائري ولم يبقي امامهم سوي الجيش المصري الذي زرعوا له تنظيم الدولة بسيناء من الخونة والارهابين الدوليين لاستنزاف الجيش المصري ولكنهم فشلوا وانتقلوا الي سيناريو اخر من خلال ممثل كمبارس لبث اخبار كاذبة للوقيعة بين الجيش والشعب واظهار المنظومة العسكرية بانها فاسدة وقاموا من خلال اعضاء التنظيم الارهابي واعوانه وقنواتهم الاعلامية بحشد الشعب للتظاهر اثناء تواجد السيد الرئيس في الامم المتحدة وفشل مخططهم الذي كانوا يحضرون له للتغطيه علي الاعتداء البربري الهمجي من السلطان العثماني واحد زعماء الماسونية العالمية في صورة اسلاميه لاحتلال شمال سوريا وقتل وتشريد المسلمين الاكراد ويظهر مدي الحقد والغل للجماعة الارهابية والتنظيم الدولي في الحقد علي مصر وقائدها الذي افشل مخططاتهم فلنا ان نتصور ان التنظيم الدولي واتباعه فتصدر التوجيهات لافراده في هذه البلدان بسب مصر ورئيسها في اي تجمع فالانتخابات التونسيه بدلا من الاحتفال برئيسهم يهتفون بالسب ضد مصر وهكذا الجزائر ولبنان مؤخرا لماذا ؟؟؟ كل هذا الحقد علي مصر وقيادتها الوطنية وجيشها….. الاجابة تقع في كلمة يعلمها الجميع ولكن لا يدركون خطورتها الدوليه وهي الماسونية العالمية واطرفها الثلاثة التنظيم الدولي للاخوان وزعيمه في الاستانه في الجزء السني والذي يحلم بحكم العالم العربي والصهيونية في الجزء اليهودي والتي تقبع خلف تصرفات ابي احمد وتدعمه وتوفير له الدعم اللوجسيتي نكاية في مصر ولكنها تهدف من خلال ذلك بتحقيق صفقة القرن …
ان وثيقه اعلان المباديء التي وقعت عليها القيادة المصرية والتزمت ضبط النفس علي كافة المستويات ولم تلوح بالحرب وهي قادرة عليها ولكنها اخذت طريق الدبلوماسية والحوار الهاديء لاعادة المفاوضات بشريك رابع وهذا ما اعلنه السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي في الأمم المتحدة وطلبه للحوار والتفاهم مع الاثيوبين … فهنا الموقف ربما يأخذ شكلا وموضوعا مختلفا في الايام القادمة…. فلننتظر ما يسفر عنه لقاء السيد الرئيس وابي احمد رئيس الوزراء الاثيوبي علي هامش القمه الروسيه الافريقيه وطلب الاثيوبين من روسيا التعاون في المجال النووي وبعد طلب امريكا وروسيا ان يكونوا شركاء في المفاوضات والتدخل في الحوار وتقريب وجهات النظر.
ولنستغرض ما يجري علي الساحة الاثيوبيه وهي ان آبى احمد يتصرف بقدر كبير من الخفة وعدم اللياقة السياسية بتصريحاته فى البرلمان الاثيوبى عن حشد مليون أو ملاين فى حرب سد النهضة ضد مصر و الغريب ان مصر لم تلوح بالحل العسكري بدلا من المفاوضات و لم تصدر اى تصريح محدد عن الحرب ، بل تتحدث قيادتها السياسية عن التحركات الدبلوماسية والقانونية وعدم قبول فرض أمر واقع من طرف واحد وهذا حقها المشروع والتاريخي ومن خلال القوانين الدولية ومع كل الأطراف الإقليمية والدولية . وان واجبها تجاه مصالح شعبها وحقه فى الوجود ومن خلال كل الادوات والطرق الشرعية المواثيق الدولية المعنية بهذا الشأن ان تحافظ علي حقوقها التاريخية في مياه النيل .
وبتحليل بسيط عقلاني ومن خلال تصوري فإذا حدث لا قدر الله صدام عسكرى ، فلن تكون هناك حشود عسكريه مباشرة لحرب تصادميه مباشرة او قتال برى لانه لا توجد حدود مشتركة اصلا بين مصر واثيوبيا وهذا أمر يدعوا الي التدبر والاحتياط وان المقارنة العسكرية وترتيب الجيوش وقوتها تحددها الجهات المتخصصة في الشؤون العسكرية الدولية والتي تقوم بتصنيف الجيوش ولا مقارنة اصلا فى القوة العسكرية بين مصر واثيوبيا. لكن ما يروجون لهذا هم اعداء الوطن من الخونه والطابور الخامس وضعاف العقول والمغيبين اللذين يرددون ان مصر لاتستطيع الرد علي ابي احمد .
فالمشكلة تقع لدي الجانب الاثيوبي المتعنت فالمسألة كلها داخلية لاهداف سياسية محلية وتوظيف رخيص من أجل التعبئة الداخلية ، وتصوير أن هناك عدو خارجى يطرق الأبواب وهو مصر وانها تحاول تدمير وهدم اثيوبيا . إذ أن ابي احمد يجلس على قنبله متفجره فى الداخل الاثيوبى ويريد إعادة تشكيل وصياغة التحالف الحاكم ويقال إنة يريد أن يغير الدستور وان يلغى المادة ٣٩ من الدستور الخاصة بحق تقرير المصير ولديه استحقاق لانتخابات عامة فى ٢٠٢٠ ، ويواجه معارضة عنيفة فى معظم الأقاليم بما فيها إقليم الارومو الذى ينتمى إليه وهذه الانتخابات قد تكون بمثابة صاعق التفجير وان محاولة الفوز بالانتخابات القادمة واستمرارة بالحكم ياتي من خلال زعامة يصنعها من خلال تصوير مصر علي انها العدو الاكبر والشيطان الذي يحاول ان يدمر اثيوبيا وانه كبطل قومي يستكمل الحلم الاثيوبي ببناء سد الرخاء الاقتصادي والاجتماعي ويعيش صناعة الوهم وانه قادر علي هزيمه مصر وتركيعها والوقوف امامها … كيف فكر ابي احمد بهذا ؟؟؟ انها لعبه السباسة والمصالح واكيد لديه دعم خلفي يسعي ويساتده للوقوف امام مصر وانه قادر علي ذلك وهي بطبيعة الحال الصراعات السياسية والدولية من اجل البقاء في المشهد و التي تنشب بين الدول ويتطلبها بعض الرؤساء للهروب من موجهات الشعوب والبقاء في السلطه. ربما تتضح الكثير من الحقائق خلال الشهور القليلة القادمة رغم قسم رئيس الوزراء الاثيوبي علي عدم المساس بحصة المياه لمصر.
وقد فكر البعض ماذا لو اتفقت السودان مع مصر واخلصت النوايا وقامت مصر بتمويل بناء سد بعد سد النهضة بعشرين كيلو علي الحدود السودانية مباشرة ويكون اعلي من سد النهضة ليتحول سد النهضة الي سد غارق لا يستطيع ان يفي بغرضه ولا يولد كهرباء وتؤمن السودان نفسها من خطر هذا السد… فالمثل يقول لايفل الحديد سوي الحديد … حفظ الله مصر كنانة الارض وجيشها العظيم وتحيا مصر برجالها المخلصين تحيا مصر.