الفصل.. التشريد.. تخفيض المرتبات.. هدية القطاع الخاص للعمال فى عيدهم

4 مايو، 2020 - بتوقيت 10:49 م

 

فى ظل الظروف الصعبة التى يواجهها العمال بسبب توقف الشركات والمصانع عن العمل بعد فرض الحكومة اجراءات وقائية واحترازية لمواجهة فيروس كورونا فوجئ العاملون فى بعض الشركات الخاصة بفصلهم عن العمل أو تخفيض مرتباتهم رغم أن مصر تحتفل بعيد العمال فى الأول من مايو الذى من المفترض ان يتم التأكيد فيه على حقوقهم وأولها عدم فصلهم أو الاستغناء عنهم أو استبعادهم بشكل تعسفى

يشار الى أن عمال اليومية، أو مَن يُعرفون بالعمالة غير المنتظمة (أكثر من 20 مليون شخص يُشكِّلون 30% من القوة العاملة في مصر)، ومعظم هؤلاء فقدوا مصادر دخلهم بسبب سياسات الإغلاق الجزئي والمخاوف من انتشار الفيروس، وقررت الحكومة منح كل عامل مبلغ 500 جنيه لمدة 3 شهور، في محاولة لمساعدتهم على تجاوز آثار الإغلاق، وهو ما يترك الغالبية العظمى من المجتمع المصري في مواجهة المرض مع فقر متزايد وارتفاع مطّرد في معدلات البطالة وهشاشة في النظام الصحي، وكلها أمور تهدد المصريين بأزمات طاحنة.

خطيب وعلمي

فى هذا السياق كشف عاملون في شركة «خطيب وعلمي»، مكتب مصر، عن اتخاذ الشركة قرارا بتخفيض رواتب العاملين ، وإعطاء أكثر من مائة موظف في فرعي القاهرة إجازة بدون راتب لمدة ثلاثة أشهر.
يشار إلى أن «خطيب وعلمي»، شركة لبنانية تعمل في مجال الاستشارات والتصميمات الهندسية وادارة المشروعات، وتأسس مكتبها بمصر في العام 2004 ويبلغ عدد العاملين في فرعي «خطيب وعلمي» في مصر حوالي ألف موظف، نصفهم تقريبا في فرع المهندسين، والنصف الباقي في فرع مدينة نصر
وبحسب عاملون في «خطيب وعلمي» فضلوا عدم ذكر اسمهم، أرسلت الشركة بريدا إلكترونيا إلى العاملين لديها بتخفيض الرواتب بسبب أزمة فيروس كورونا المستجد.
وقالوا ان القرار سيبدأ تطبيقه من فترة دفع المرتبات في مايو وحتى نهاية يوليو،مؤكدين أن القرار «يمكن تمديده».
وجاء في نص الرسالة البريد الإلكتروني المرسل إلى العاملين بالشركة أنه سيُطلب من بعض الموظفين أخذ إجازة بدون أجر لمدة 3 أشهر
وقال جابر سعيد (اسم مستعار)، مهندس بشركة «خطيب وعلمي» إن رسالة الشركة للعاملين الذين فُرض عليهم الحصول على إجازة غير مدفوعة الأجر، تضمنت سؤالا في النهاية «توافق أم لا توافق»، لافتا إلى أن من يرفض «بالسلامة»، في إشارة إلى أنه سيتم فصله عن العمل من الشركة نهائيا.
وبحسب مصطفى جمال (اسم مستعار)، مهندس في القسم المعماري بالشركة، استقبل العاملون في «خطيب وعلمي» بريد إلكتروني يفيد بتحقيق الشركة أرباحا تقدر بـ440 مليون دولار، مستنكرا قيام الشركة بتحفيض رواتب العاملين لديها، رغم هذه الأرباح التي حققتها .
وكشف جمال أن الشركة منحت العمال في شهر مارس الماضي حوالي 65% فقط من قيمة رواتبهم، ومنذ أسبوع صرفت لهم باقي الراتب، لكن بعد يومين تقريبا، فوجئوا بالرسالة التي وردت إليهم منتصف الأسبوع الماضي، بشأن تخفيض الرواتب، وإجبار عدد من العاملين على أخذ إجازة بدون راتب.
وقال: «اللي هيرفض الإجازة من الناس اللي اطلب منها تقعد في البيت يعتبر خارج الشركة بشكل نهائي»، وأشار إلى أن قرار الإجازة سيطبق بأثر رجعي من يوم 25 أبريل

الإسكندرية للملابس

أما شركة الإسكندرية للملابس الجاهزة بمدينة برج العرب، فقد منعت العمال البالغ عددهم 500 عامل، من الدخول إلى المصنع ومباشرة عملهم المعتاد.
وبحسب دار الخدمات النقابية والعمالية، افتعلت الإدارة أزمة مع العاملين، الأسبوع الماضي، بعد أن أصر العاملون على معرفة مصير مرتباتهم الشهرية التي تتأخر دائماً، وإصرارهم على معرفة قيمة الراتب الذي يتقاضونه، بعد ورود أنباء عن تخفيضات في الأجور .
وأضافت أن العاملين بالإدارة فوجئوا بحضور ضابط من قسم شرطة برج العرب، وتحدثه مع الإدارة قبل أن ينزل إلى العاملين الذين أكدوا له استمرار العمل، وعدم وجود نية لديهم للإضراب أو إيقاف الإنتاج، وأنهم فقط يطلبون رداً من الإدارة على تساؤلات حول الرواتب .
واشارت الى ان الضابط، انصرف قبل أن يعود بصحبة رئيس مباحث قسم شرطة برج العرب، الذي أخبر العمال قرار الإدارة تخفيض الأجور بنسبة 25%، وتحريرها محضرا ضدهم برقم 2703 بتاريخ 29 أبريل بالتجمهر ومحاولة تعطيل العمل، وطلبوا اصطحاب عدد من العمال الي القسم لإنهاء المحضر وسماع أقوالهم، وبالفعل توجه اثنان بصحبة الضابطين للإدلاء بشهادتهما، وتحرير محضر ضد الإدارة أثبتا خلاله أن العمل ما يزال سارياً ولم يتوقف، وأن الإدارة ترغب في تخفيض أجورهم بالمخالفة للقانون.

وبعد العرض على نيابة برج العرب، أثبت العاملون أن الادارة تفتعل أزمة، وأن العمل لم يتوقف، نافين اتهامات الإدارة وطلبت النيابة تدخل القوي العاملة لبيان مدي أحقية إدارة الشركة في تخفيض الأجور.

وفي هذه الأثناء، أصدر مدير المصنع عادل صفوت قرارا بإيقاف العمل، رغم إصرار العمال على استمراره والبقاء في المصنع وعدم مغادرته، وطلبت قوة الشرطة من العاملين إيقاف العمل ومغادرة المصنع، على أن يعودوا للعمل في اليوم التالي.

وفي صباح اليوم التالي، فوجئ العمال بأفراد أمن المصنع يمنعونهم من الدخول بتوجيهات من الإدارة، فتوجه العاملون إلى مكتب العمل ببرج العرب الذي أرسل موظفيه إلى الشركة لبيان الأمر، ففوجئوا بمنعهم أيضا من الدخول فحرروا محضرا وطلبوا من العمال الانتظار للنظر في رد الشركة على منعهم من الدخول للعمل.

عيد حزين

حول أزمات العمال قال مدحت الزاهد، رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، إن عيد العمال حل هذا العام حزينا على مصر والعمال وعلى الأخص العمالة غير المنتظمة، التى ضربتها أزمة كورونا من ملايين لا يتمتعون بالحماية القانونية التى توفرها عقود العمل والحماية النقابية فى إطار منظمات فعالة تدافع عن حقوق الأطراف الضعيفة فى علاقات العمل ولا بشبكة رعاية صحية واجتماعية عادلة وشاملة.

وأضاف الزاهد: “هذه العمالة الهشة هى الضحية الاجتماعية الأولى لفيروس كورونا، من ملايين فقدوا فرص العمل وانخفضت أجورهم،  وهبطوا تحت خط الفقر المدقع  مشيرا الى ان هناك مبادرات من الدولة والمجتمع لكنها غير كافية”.
وطالب بزيادة وتوسيع برامج الدعم ومد أجل تسجيل العمالة غير المنتظمة فى موقع وزارة القوى العاملة مع استمرار صرف الإعانات الشهرية لمن تقدموا .

وناشد الزاهد  الدولة بوضع إجراءات حازمة تجاه رجال الأعمال والمستثمرين الذين يخفضون العمالة والأجور ويتنكرون لأبسط حقوق العمل وحقوق المواطنة .
وشدد على أن توسيع برامج الدعم الاجتماعى مطلب ملح وهو ممكن لو طبقنا مبدأ العدالة فى توزيع الموارد والأرباح، وأطلقنا الحريات النقابية  .

بقلم.. احمد عطية