ابوالغيط : ما ارتكابته قوات الاحتلال الاسرائيلى جرائم مكتملة الاركان

11 مايو، 2021 - بتوقيت 6:14 م

 

ريهام محمود

اكد الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط على ان الوضع في فلسطين غير قابل للاستمرار على هذا النحو وأن الهدوء، الذي طالما ادعى الاحتلال وجوده ليس إلا هدوًء على السطح، يخفي تحته عناصر لانفجار وتصعيد لن
تقف آثاره عند حدود المنطقة.، مشيرا الى ان ما حدث بالأمس فقط كيف يمكن أن يؤدي التصعيدالاسرائيلى إلى هجمات عشوائية منفلتة لا تعكس سوى الرغبة في استعراض القوة وتسجيل النقاط السياسية في الداخل على حساب دماء الاطفال فى غزة

واضاف خلال كلمته اليوم في اجتماع مجلس الجامعة في دورة غير عادية على المستوى الوزاري بشان احداث القدس ان ما جرى من عنف واعتداءات وانتهاكات واسعة عبر الأسابيع الماضية تحت بصر العالم أجمع، وعلى كافة أصحاب الضمائر الحرة، ممن يتابعون وقائع هذه الجرائم المكتملة الأركان، أن يقفوا أيضاً على السياق الذي تجري فيه هذه الجرائم.مؤكدا على ان ما شهدناه هو بكل وضوح وصراحة- استفزازت مفتعلة من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلي طالت أقدس المقدسات الاسلامية وفى اقدس الشهور لدى المسلمين

وأشار الى انه خلال الأسابيع الماضية، لم تكن هناك واقعٌة واحدة بدأ العنف من الجانب الفلسطيني لم تكن هناك حادثة واحدة بادر فيها الفلسطينيون إلى الاستفزاز أو التصعيد إلا إذا اعتبرنا أن تنظيم إفطار جماعي للتضامن مع من ُيهددون بالطرد والتشريد ونزع الملكية هو إجراء عنيف أو إذا اعتبرنا سعي المصلين للدخول للمسجد الأقصى لأداء شعائرهم، ثم التجمع في ساحاته وحول مداخل البلدة القديمة جريمة نكراء تستوجب العقوبة.

وتساءل الامين العام عن ما الذي يدعو الاحتلال الإسرائيلي إلى هذه الاستفزازات المفتعلة؟ هل يتصور الاحتلال مثلاً أن بإمكانه الفصل بين المقدسيين ومقدساتهم؟ هل يتصور أنه يستطيع أن يعزل الأقصى من سياقه الإسلامي، الذي تتطلع إليه أفئدة المسلمين في كافة أرجاء الدنيا؟؟؟؟ هل يعتقد هذا الاحتلال الغاشم أن الاستفزازت ستستمر من دون حتى صرخة ألم، أو صيحة اعتراض؟

وتابع قائلا ان حقيق الامر أن هذه الانتهاكات والاستفز ازت كلها لا تجري فى فراغ وتابع قائلا نحن أمام حكومة صارت خاضعة بالكامل لأجندة ُعتاه المستوطنين، وُغلاة المتطرفين من الأحازب الدينية في إسرائيل

كما أننا نرى، وللأسف الشديد، مزايدات مشئومة بين اليمين واليمين المتطرف، وسباق على اظهار القدرة على القمع وممارسة
العنف وارتكاب الانتهاكات في حق الفلسطينيين وتقليص وجودهم
فى المدنية

إن هذه السياسات المتهورة، والإجرءات المخالفة بالكلية للقانون الدولي الإنساني الذي كفلت نصوصه حرية إقامة الشعائر الدينية والوصول إلى الأماكن المقدسة.

مشددا على إن هذه السياسات تأتي في سيا ٍق لا ُتخطئه عين يستهدف الاستئثار بالقدس والتحكم في دخول الفلسطينيين في الأقصى فيما، على الجانب الآخر، تمنح الجماعات اليهودية المتطرفة حق الدخول إلى باحات الأقصى
في زيارت استفزازية واستعرارضية ، مشددا على إن هذه السياسات تخلق وضعاً قابلاً للانفجار.

مطالبا المجتمع الدولي بالخروج من دائرة الإدانة أو تحميل المسئولية للطرفين .

وتابع اننا أمام تسلسل واضح للأحداث يضع المسئولية على طرف بعينه هو الطرف المحتل، الذي يملك القوة العسكرية والسيطرة بحكم الأمر الواقع وهو الطرف ذاته الذي يبادر إلى
العنف والاستفزاز

واكد الامين العام للجامعة العربية على إن إسررئيل تسعى لإقناع العالم بأن ما يجري في الشيخ جراح

هو نزاع عقاري على عدة منازل وكأننا بلا ذاكرة، أو قدرة على ربط الأحداث ، وإن ما يجري في الشيخ جراح، كما نعلم ويعلم الجميع، هو جزء من خطٍة متكاملة لتهويد مدينة القدس، وحصار الوجود الفلسطيني فيها توطئة لتحويلها إلى مدينة يهودية خالصة مضفيا ان هذه الخطة تتواصل وتتصاعد منذ عقود بأدوات مختلفة

,وعلى مستويات متعددة لافتا الى انها خطة ترعاها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبه ولكنها شهدت طفرة غير مسبوقة في زمن حكومات اليمين خلال العقد المنصرم ، حيث تضاعف الوجود الاستيطاني الذي يحاصر المدينة، وتكثفت سياسات نزع الملكية
وهدم المنازل وتهجير الفلسطينيين ونزع هوياتهم

اننا ندين كافة هذه الإجراءت التي تتخفى وارء منظومة
قضائية منحازة بالكامل

ودعى ابو الغيط مجلس الأمن الذي سبق وأصدر القرار2334 (لعام 2016)- بتحمل مسئولياته حيال هذا الانتهاك الصارخ للقرار ولغيره من القرارت الدولية ، كما يتعين على كافة القوى

المؤمنة بالتسوية السلمية العمل على وقف هذه الهجمة الاستيطانية الشرسة التي تهدد بتفجير الوضع في القدس وفى الاراضى المحتلة بوجه عام .

إن ما يجري هو جرس إنذار يتوجب التنبه لدلالاته، فلم يعد
بالإمكان الاطمئنان لاستمرار الوضع القائم أو استدامة الاحتلال ومظاهره المشينة.

وعليه يتعين على الرباعية الدولية أن تتحمل مسئولياتها ، فمن دون أفق للتسوية السياسية أو تحرك جاد نحو انهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية .

وتابع ان هذه القضية ستظل رهينة لأجندة اليمين الإسارئيلي وسيسيطر المتطرفون والمستوطنون على المشهد ويحددون الاتجاه
بكل ما ينطوى عليه ذلك من مخاطر لا أبالغ إن قلت إنها تهدد السلم الدولي.