ابو الغيط : القضية الفلسطينية محل إجماع عربي ونرفض التدخلات الايرانية والتركية بالمنطقة

9 سبتمبر، 2020 - بتوقيت 2:21 م

 

ريهام محمود

اكد الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط على أهمية الجهد الإغاثي العربي في التعامل مع هذه الكوارث التى تعانى منها منطقتنا العربية مشيرا لما تم تقديمه من مساعدات للسودان لمواجهة محنة الفيضان وما ولده من مُعاناة غير مسبوقة ومن قبلها لبنان في مواجهة كارثة انفجار مرفأ بيروت، بكل ما صحبه من خسائر مؤلمة ونعتبر هذا الجهد عنواناً مهماً على التضامن العربي والعاطفة المشتركة بين الشعوب.

 

لافتا الى ان جائحة كورونا التي يواجهها العالم قد رتبت آثاراً لن تكون أي دولة بمنأى عنها كما انه لا توجد دولة قادرة بمفردها على الاستجابة لأزمة بهذا القدر
من الشدة والاتساع ، وستحتاج الدول العربية لقدر أكبر من التساند التعاون ، ولمستوى أعلى من تنسيق السياسات والخطط المستقبلية من أجل عبور هذه المرحلة الصعبة بتداعياتها الاقتصادية والاجتماعية العميقة والممتدة.

كما اشار خلال كلمته بالدورة (154) لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب المنعقدة اليوم برئاسة فلسطين للمبادرة التى اطلقتها الامانة العامة واستجاب لها المجلس الاقتصادي الاجتماعي لكيفية مواجهة تداعيات فيروس كورونا المستجد في الدول العربية والتى خرجت بعدد من التوصيات
كان من أهمها دارسة إنشاء مرصد عربي لمراقبة وترصد الأمراض الوبائية المستجدة العابرة للحدود أو الناتجة عن الكوارث الطبيعية والأزمات .

وعلى صعيد اخراكد الامين العام لجامعة الدول العربية على إن القضية الفلسطينية كانت، ولا تزال، وستظل بإذن الله، محل إجماع عربي وأثق أن الغاية التي تسعى إليه دولنا العربية كافة، ومن دون استثناء، هي إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 67، وعاصمتها القدس الشرقية.

إن خطة السلام التي تضمنتها مبادرة السلام العربية، والتي اعتمدتها القمة العربية في 2002، لا تزال هي الخطة الأساس والمنطلق المتفق عليه عربياً لتحقيق سلام دائم وعادل وشامل بين العرب وإسرائيل.

وأقول بعبارة واضحة إن السلام هو الخيار الاستراتيجي للعرب منذ القمة العربية في 1996 والسلام الذيتفهمه الشعوب العربية وتقبل به لن يتحقق بصورة كاملة وشاملة قبل أن يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة.

لقد رفض هذا المجلس في أبريل الماضي خطة الضم الإسرائيلية بل واعتبرها جريمة حرب وأجدد في هذا المقام الرفض الكامل لهذه الخطط، جملة وتفصيلاً جزئياً أو كلياً
في الحال أو في الاستقبال .

كما أجدد رفضنا لأي خطط او ترتيبات مطروحة دولياً يكون من شأنها الانتقاص من الحق الفلسطيني أو المساس بوضعية مدينة القدس التي ينبغي أن تُحل قضيتها في إطار التسوية النهائية.

هذا هو أساس موقفنا العربي وهو موقف ثابت ويحظى بالإجماع ومؤيد بقرارات صدرت عن هذا المجلس وعن القمم العربية المتوالية ومعروض على معالي الوزراء قرارٌ يتناول هذا الموضوع وهو حصيلة جهدٍ دبلوماسي محمود شاركت فيه أمانة الجامعة ولا أظن أن القرار يخرج عن هذه الثوابت، أو يحيد عنها بل هو يؤكدها ويُشدد عليها وأود الإشارة هنا إلى أن حق كل دولة السيادي في مباشرة سياستها الخارجية بالصورة التي تراها هو حق لا جدال فيه، وهذا أمرٌ يحترمه هذا المجلس ويقره ” وإنما نحن نؤكد في نفس الوقت على الثوابت محل الإجماع، والتي لا تنال منها متغيرات سياسية أو قرارات سيادية” .

هذا وقد قام الامين العام للجامعة باستعراض التطورات السياسية على الساحة العربية ، مشيرا الى تنامي حالة من التنمر والعداء من جانب قوى إقليمية حيال منطقتنا
العربية شهدت الفترة الماضية تصاعدت التدخلات في شئون دولنا العربية من جانب دولتين جارتين هما إيران وتركيا.

إننا نُدين كافة هذه التدخلات ونرفضها على طول الخط ، وقد سبق لهذا المجلس أن اتخذ قراراً في 2015 بإنشاء لجنة رباعية لمتابعة التدخلات الإيرانية في الشئون الداخلية للدول العربية وسبل التصدي لها ، حيث تواصلت هذه التدخلات متخذه منحىً خطيراً كان من شأنه تعقيد النزاعات القائمة في سوريا واليمن وإطالة أمدها.

أما فيما يتعلق بتركيا، فقد استمرت في احتلال أجزاء واسعة من الأراضي السورية، وباشرت اعتداءاتها على الأراضي العراقية ومؤخراً، انغمست أنقرة في الحرب الأهلية الليبية بالتدخل العسكري المباشر.

لافتا الى أن المجلس اصدر قراراً في مارس الماضي يُدين كافة هذه التدخلات التركي ة ويرفضها وتم تشكيل لجنة وزارية عربية لمتابعة التدخلات التركية في الشئون الداخلية للدول العربية ، وعقدت هذه اللجنة أولى اجتماعاتها قبل قليل ، وخرجت ببيان يُعبر عن موقف رافضٍ لكافة هذه التدخلات داعيا للتصدى له بالاضافة لقراريتضمن
ادراج بند التدخلات التركية كبند دائم على جدول الأعمال.

 

وفى سياق اخر اشار ابو الغيط لمتابعة الجامعة العربية للوضع في ليبيا امالا في أن تتوصل الأطراف إلى اتفاق دائم وشامل لوقف إطلاق النارتوطئة للتوصل لتسوية سلمية وطنية جامعة الجميع يعرف ألا حل عسكرياً في ليبيا .

مثمننا الجهود التي تقوم بها دول عربية من أجل الوصول لتسوية للأزمة توقف نزيف الدم ونرجو أن تثمر هذه الجهود قريباً، خاصة في أعقاب صدور إعلان القاهرة ونتيجة لما قام به الأشقاء مؤخراً في المغرب لجمع وفدي مجلس النواب والدولة.

هذا كما اكد ايضا على دعم الجامعة لما تقوم به الحكومة العراقية من أجل تعزيز سيادة العراق ووحدته الوطنية في مواجهة كل القوى التي تهدف للنيل من هذه السيادة أو تهديد تلك الوحدة.

متمنيا النجاح للحكومة اللبنانية الجديدة، بعد تشكيلها، في تجاوز الأزمة الخطيرة التي تمر بها البلاد ، وهو أمر يتطلب من الفريق الحكومي الجديد قدراً استثنائياً من التجرد والتسامي فوق كل مصلحة بخلاف مصلحة لبنان وشعبه.

مشددا على دعم السودان في استكمال استحقاقات المرحلة الانتقالية والعبور بالبلاد إلى بر الأمان ، واستكمال اتفاقات السلام والاستقرار .

هذا كما قام ابو الغيط بتقديم التهنئة لوزير خارجية دولة فلسطين،على تولي رئاسة أعمال الدورة 154 للمجلس الوزاري مُتمنياً كل التوفيق والنجاح لأعمالها ، كما قدم الشكر ايضا للوزير يوسف بن علوي، الوزير المسئول عن الشئون الخارجية لسلطنة عُمان اثناء رئاسته للدورة السابقة .

وفى سياق اخر تحد ث الامين العام للجامعة العربية عن الوضع المالى للجامعة حيث لم تصل نسبةُ سدادِ المُساهماتِ لهذا العام سوى إلى 35%.. وهو ما يضع ضغوطاً كبيرةً على المنظمة وآمل أن تُستكملَ نسبُ السدادِ قبل نهاية العام.