د إيمن عبدالعال يكتب : خارطة طريق لإدارة ملف «الذرة».. وحل أزمة الأعلاف

31 ديسمبر، 2022 - بتوقيت 6:15 م

 

أستاذ الذرة – معهد المحاصيل الحقلية – مركز البحوث الزراعية – مصر

 

إنتظام عمليات الاستيراد أحد أدوات المساهمة في سد الفجوة الغذائية من المحاصيل الاستراتيجية ومحاصيل الاعلاف مثل القمح والذرة الصفراء وفول الصويا حيث نستورد من القمح مايقارب 10 مليون طن ومن الذرة الشامية الصفراء 11 مليون طن وفول الصويا 4 مليون طن فضلا عن استيراد الزيوت نتيجة وجود فجوة تصل الي ٩٧% في إنتاج الزيوت  لا يعني ان نقلل من دور البحوث العلمية في تطبيقات جديدة لمواجهة أزمة الفجوة الغذائية من هذه المحاصيل والإستفادة من الميزة النسبية للإنتاج وفقا للظروف المناخية بكل منطقة.

ورغم الإقبال علي استيراد هذه الكميات الكبيرة من هذه المحاصيل إلا أن تكدسها في المواني المصرية نتيجة عدم توافر النقد الاجنبي كان له أكبر الاثر علي تعطل دخولها الي مواقع الإنتاج سواء مصانع الاعلاف أو مزارع الدواجن وبالتالي تسببت في حالة من الندرة في الكميات واستغلال وجشع بعض التجار والذي تسبب في ارتفاع غير مبرر في أسعار اللحوم والدواجن والبيض والالبان والاسماك وكل المنتجات الثانوية المصنعة منها رغم مساعي الحكومة لحل هذه الازمة إلا أن المطلوب اكبر وفي توقيتات اقل.

إحتياجات صناعة الدواجن من الذرة

حيث يحتاج منتجي الدواجن ما يعادل 900  الف طن من الاعلاف شهريا واصبحت صعوبة وصولها بهذه الكمية وفي التوقيت المطلوب ازمة لدي مربي الدواجن والذي تسبب في اعتراض البعض منهم بوقف النشاط بحجة عدم توفر الاعلاف أو وجود ازمة فيها أو ارتفاع اسعارها مما تسبب في خسائر فادحة لهم ومع النظر الي كل هذه الجوانب نجد انها سلسلة مرتبطة ببعضها البعض من الفلاح وهو بداية الحل أو المستورد ثم مصانع الاعلاف ثم مربي الدواجن أو الثروة الحيوانية والسمكية ثم الي المستهلك.

تحديات دولية تواجه تجارة الذرة عالميا

وما كان لنا أن ندخل في تلك الازمة إلا مضطرين نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية والتي تسببت كذلك في ضعف المرونة في العرض والطلب والندرة في عنصري الارض والمياه في مصر والتي تسعي الدولة في تعظيم الاستفادة منهما بزراعة مساحات كبيرة من هذه المحاصيل  وتعزيز هذه المساحات باستصلاح وزراعة الاراضي الجديدة  في توشكي وشرق العوينات  وسيناء والدلتا الجديدة والوادي الجديد وصحراء غرب المنيا والمغرة وذلك لتلبية الطلب على هذه المحاصيل الاستراتيجية ومحاصيل الاعلاف ولسد الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك وتقليل الاعتماد على الاستيراد وتوفير النقد الاجنبي.

دور الدولة في حماية الأمن الغذائي والتوسع في زراعة الذرة

لذلك لابد للدولة من التوسع في المشاريع الزراعية الكبري ودعم المزارعين في الاراضي الجديدة والقديمة وتوفير مستلزمات الانتاج وتسويق المحاصيل وضمان الاستمرارية في الإنتاج لحماية شعوبنا ومجابهة هذه الأزمات الطاحنة والتي تتواكب مع الأزمة العالمية في الغذاء وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء

الذرة في توشكي والعوينات أمل لإستكمال منظومة إحتياجات الذرة

ولدينا مثال في أحد مناطق المشروعات القومية وهو حصاد الذرة الصفراء في توشكي ارض الخير وهي ميزة  إقتصادية للحصاد في غير موسم الحصاد المعتاد صيفا، حيث اننا نحصد في شهر ديسمبر لانها منزرعة في اخر يوليو كما هو الحال في شرق العوينات، وبالتالي فإن التوسع في هذه المناطق يكفل لنا وجود محصول جديد من الذرة الشامية الصفراء من سبتمبر وحتي اخر فيراير لسد الفجوة وتقليل فاتورة الاستيراد.